دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

تصعيد عسكري غير مسبوق في أغلب الشمال السوري.. فهل يدل ذلك على عمليات عسكرية جديدة من الأطراف الرئيسية ؟

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – تشهد المناطق الشمالية السورية الواقعة على الشريط الحدودي مع تركيا، تصعيداً عنيفاً هو الأكثر عنفاً منذ أشهر، حيث لا تكاد تمر ساعة على تلك المناطق دون أن يكون هناك استهداف بقذيفة صاروخية أو مدفعية أو حتى قصف من خلال الطائرات المسيرة التركية، والأمر ذاته ينطبق على منطقة “خفض التصعيد” التي كثفت قوات الحكومة السورية وروسيا من استهدافاتها وعادت الطائرات الحربية للأجواء من جديد بعد غياب فترة طويلة.

تصعيد عسكري .. قد يتطور لعمليات عسكرية أوسع

تصعيدٌ عسكري يرجح محللون سياسيون ومتابعون بأن يعقبه عمليات عسكرية جديدة سواءً في شمال شرق البلاد أو في منطقة “خفض التصعيد”.

وتتعرض المناطق الممتدة من ريف منبج إلى ريف مدينة عين العرب “كوباني” وعين عيسى والطريق الدولي M-4، وصولاً إلى ريف تل تمر وأحياناً القرى الشرقية لمدينة القامشلي لعمليات استهداف من قبل القوات التركية وفصائل المعارضة الموالية لها، وفي المقابل تتعرض أرياف حلب وإدلب وحماة واللاذقية لقصف عنيف من قبل قوات الحكومة السورية وروسيا برياً وجوياً أيضاً، حيث عادت الطائرات الحربية الروسية مجدداً إلى الأجواء بعد غياب نحو شهر.

له لجولة آستانا الجديدة علاقة بالتصعيد الجديد ؟

كما أن التصعيد العسكري دائماً ما يتم تكثيفه من قبل أطراف الصراع على الأرض قبيل أي اجتماع لمسار آستانا، وذلك كنوع من الضغط ومحاولة لتحقيق مكاسب على الأرض على حساب الأطراف الأخرى تفيد في عملية التفاوض بين الدول المشكلة لهذا المسار، حيث سبق أن حدد المنّدوب الروسي إلى سوريا ميخائيل بوغدانوف نهاية أيار/مايو الجاري، موعداً لعقد اجتماع أستانا.

كما يمكن ربط هذا التصعيد بالاتفاقيات والصفقات الماضية بين أطراف آستانا، ويتم تطبيقها الآن على الأرض، حيث يمكن أن تكون هناك اتفاقيات بتبادل مناطق مقابل مناطق أخرى كما حصل في السنوات السابقة عندما استبدلت الغوطة بعفرين – و رأس العين وتل أبيض بخان شيخون وسراقب بين روسيا وتركيا، وهذه المرة قد تكون عين العرب أو عين عيسى أو منبج مقابل جبل الزاوية أو جسر الشغور أو منطقة أخرى.

فرض واقع جديد .. و “المنطقة الآمنة”

كما يمكن أن يدل هذا التصعيد على أن هناك خلافات بين تلك الأطراف الرئيسية في الأزمة السورية، وكل طرف يسعى لاستغلال هذه الخلافات لخرق الاتفاقيات وفرض واقع عسكري جديد، ولعل تركيا تريد فرض هذا الواقع كون روسيا منشغلة حالياً في أوكرانيا وتصب تركيزها بشكل شبه كامل على هذا الملف، مع تخفيض الكرملين أولوية الملف السوري بالنسبة لها، ولكن أي كانت الأسباب فإن من يدفع الثمن هو المواطن السوري.

ومنذ شهر تقريباً تتحدث تركيا عن احتمالية توسيع مناطق سيطرتها في شمال سوريا لتهيئتها لاستقبال مليون لاجئ سوري، أي إمكانية أن تقوم بعمليات عسكرية جديدة، وحاولت الحصول على دعم أوروبي لتشكيل “منطقة آمنة” لكنها فشلت، حيث رفض الاتحاد الأوروبي مشاركة تركيا بخططها في توطين اللاجئين ضمن المناطق التي شهدت عمليات عسكرية سابقة، واكتفاء دعمها على منح الأموال لتخفيف أعباء اللاجئين، واعتبر الاتحاد الأوروبي أن الأوضاع في سوريا ليست آمنة بعد، لذلك لا يمكن الموافقة على الخطط التركية.

وأياً كانت الأسباب التي أدت لهذا التصعيد العسكري في الشمال السوري، بالتأكيد أن الشمال أمام تحولات ومعادلات جديدة قد تغير من رسم حدود خرائط السيطرات العسكرية الصامدة منذ أكثر من 3 سنوات، وإمكانية أن تصمد هذه الخطوط لسنة أو سنوات قادمة يبدو أنه ضعيف جداً.

إعداد: ربى نجار