دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

تركيا تتحدث مجدداً عن “إعادة اللاجئين السوريين” لبلدهم .. ومنظمات لا تستبعد ترحيلهم

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – كثر الحديث في الإعلام والأوساط الرسمية التركية، عن إمكانية ترحيل اللاجئين السوريين، على الرغم من استمرار الحرب والصراع على السلطة في سوريا، واعتبار الكثير من الأطراف الدولية والأممية أن الأوضاع في سوريا غير ملائمة لعودة اللاجئين.

وتتخوف منظمات أممية ودولية من أن عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم قد يعرض حياتهم للخطر، سواءً لاستمرار الحرب والصراع على السلطة، أو من خلال الملاحقة الأمنية من قبل قوات الحكومة السورية أو المعارضة في حال ترحيل اللاجئين إلى مناطق سيطرتها.

السوريون في تركيا أمام “الترحيل” من جديد

وكثيراً ما يتردد على لسان المسؤولين الأتراك و الأحزاب المعارضة في تركيا، أن اللاجئين السوريين يجب أن يعودوا إلى بلادهم، خاصة مع عودة الآلاف من السوريين إلى بلادهم خلال العطل (الأعياد) والعودة لتركيا مجدداً بعد انقضاءها، وعدم تعرضهم لأي أخطار.

كما تعتبر أحزاب سياسية وأوساط شعبية تركية، أن الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها تركيا والهزات التي تعرضت لها العملة المحلية، من أسبابها استضافة الملايين من اللاجئين السوريين.

الحديث عن “ترحيل السوريين” ورقة سياسية لكسب الأصوات خلال الانتخابات القادمة

الحديث عن ملف “ترحيل اللاجئين السوريين” يتزامن مع قرب الانتخابات التركية، التي تستعد لها تحالف حزبي العدالة والتنمية الحاكم وشريكه حزب الحركة القومية، وأحزاب المعارضة، حيث تقول السلطات التركية أن عدد اللاجئين السوريين في تركيا يبلغ أكثر من 3 ملايين شخص، هذا الأمر أدى إلى ارتفاع نسب البطالة في تركيا بين المواطنين الأتراك خاصة بعد تفشي وباء كورونا، في ظل أزمة اقتصادية خانقة تعيشها البلاد منذ سنوات.

وعلى الرغم من أن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أعلن سابقا رفض حكومته لإعادة السوريين إلى بلدهم في الوقت الحالي، إلا أن وزير خارجيته مولود تشاويش أوغلو أعلن الأسبوع الماضي، عن أن بلاده تعمل مع مفوضية “الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين” على إعادة السوريين إلى وطنهم بشكلٍ “طوعي”.

إلى أين سيرحل اللاجئون السوريون ؟

ومن المرجح أن يتم إعادة اللاجئين إلى المناطق التي تسيطر عليها تركيا في سوريا، وهي 7 مدن (إدلب – جرابلس – إعزاز – الباب – عفرين – رأس العين – تل أبيض) ومن شأن ذلك أن يشرعن “السيطرة والاحتلال” التركي للأراضي السورية، (بحسب أوساط سياسية).

ولا يخفى على أحد أن تلك المناطق تخيم عليها أوضاع أمنية هشة مع حالة فلتان أمني وفوضى انتشار السلاح، إضافة إلى الاقتتالات بين الفصائل المتناحرة أصلاً، والانفجارات التي تحصل، ما يضع حياة اللاجئين السوريين في حال إعادتهم في خطر.

كما أن من بين اللاجئين السوريين في تركيا، هناك عدد كبير من المكون الكردي والشيعي، وتلك المكونات من الممكن أن تتعرض للمضايقات والملاحقات من قبل الفصائل المعارضة، وذلك “لاعتبارات طائفية وعرقية”.

“مخالف للقوانين الدولية” .. منظمة تركية لا تستبعد “ترحيل السوريين”

“الرئيس المشترك لمؤسسة حقوق اللاجئين التركية الدولية” عبدالله دمير، علق على مسألة “ترحيل اللاجئين السوريين” وقال، أن أنقرة قد تضع ملف إعادة السوريين إلى بلدهم على جدول أعمالها وتتخذ قوانين جديدة في هذا الصدد، بعدما تعمّدت شركات هواتف محمولة تركية إرسال رسائلٍ SMS إلى السوريين لحثهم على العودة الطوعية إلى بلدهم وتخصيص مراكز حكومية لهذا الغرض”.

وأكد المسؤول التركي في تصريحات إعلامية، أن مسألة ترحيل اللاجئين السوريين إلى بلدهم هي مسألة “خلاف” بين حزب العدالة والتنمية الحاكم و معارضيه في الأحزاب الأخرى، وشدد على أن الأوضاع في سوريا لا تعتبر آمنة على الإطلاق، وأشار إلى أن القانون الدولي يحظر إعادة اللاجئين في مثل هذه الظروف.

وكشف أن بعض أحزاب المعارضة تحاول الاستفادة من هذه المسألة للحصول على أصوات الناخبين في الانتخابات الرئاسية المقبلة بعد نحو عامين، الأمر نفسه يسعى إليه الحزب الحاكم، وذلك عبر الحديث عن “ترحيل اللاجئين السوريين”.

وسبق أن قال نواب في البرلمان التركي خلال عيد الأضحى الماضي، أنه يجب على الحكومة التركية عدم استقبال السوريين الذين يذهبون إلى بلادهم لقضاء إجازة العيد، حيث أن عودتهم لقضاء العيد في سوريا يعني أن المناطق التي يذهبون إليها آمنة ولا خطر على حياتهم.

الأمم المتحدة تعتبر سوريا غير آمنة .. وموجات هجرة جديدة

وتؤكد الأمم المتحدة أن الوقت لم يحن بعد لعودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، كون الهدوء ووقف إطلاق النار في أغلب المناطق السورية “هش”، ولا يمكن اعتبار سوريا آمنة بعد، خاصة مع الأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد واستمرار العنف في بعض المناطق.

كما أكدت مصادر مطلعة من مراكز الهجرة والجوزات السورية، أن البلاد تشهد حالة من الهجرة لآلاف العوائل وخاصة من بين الشبان إلى خارج البلاد، وذلك بسبب الأوضاع المعيشية الصعبة، حيث باتت مشاهد الطوابير أمام مراكز الهجرة والجوازات في سوريا مشهد اعتيادي. وسط الحديث عن موجة لجوء كالتي حصلت في عامي 2012 و 2015.

إعداد: ربى نجار