دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

تركيا تبدأ “بتغيير ديمغرافية شمال سوريا”، وخطة لتوطين مليون لاجئ سوري في رأس العين وتل أبيض

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – بعد تهجير المدنيين في مدينتي رأس العين وتل أبيض جراء التدخل التركي بدعم من الفصائل الموالية له في شمال سوريا، أعلنت تركيا على لسان الرئيس رجب طيب أردوغان، بداية العمل على توطين مليون لاجئ سوري في تلك المدنيتين، دون الأخذ بعين الاعتبار مصير مئات الآلاف من مهجري المدينتين.

“منطقة آمنة” بموافقة ترامب.. وبناء قرى وبلدات لإيواء اللاجئين

ويأتي ذلك في إطار مشروع “المنطقة الآمنة” التي لطالما سعت تركيا لأنشائها في الشمال السوري، خلال سنوات الأزمة والصراع في البلاد، لكنها لم تنجح في إنشائها كون الإدارات السابقة للولايات المتحدة لم توافق على المشروع التركي، لكن في عهد الرئيس دونالد ترامب نجح أردوغان في إقامة “الآمنة” بعد ضوء أخضر منه.

وسبق أن أعلنت أنقرة في أيلول/سبتمبر الماضي من منصة الأمم المتحدة، عن أن مشروع “المنطقة الآمنة” سيتكلف نحو 27 مليار دولار أميركي، وأن صناديق تمويل أجنبية ستقام لبناء 200 ألف منزل في الإجمال، ويشمل ذلك تشييد 140 قرية تتسع كل منها لسكن 5 آلاف شخص و10 بلدات كل منها تتسع لسكن 30 ألفاً وسيكون في كل بلدة مستشفيات وملاعب كرة ومساجد ومدارس.

وفي تشرين الثاني الماضي نوفمبر الماضي، أعلنت قطر أنها ستقوم بدعم مشروع “المنطقة الآمنة” مالياً، وذلك بعد طلب الرئيس التركي، وقال أردوغان إن قطر يمكن أن تدعم خطط تركيا لتوطين مليون لاجئ في شمال شرق سوريا بعد تدخلها العسكري في تلك المنطقة.

أردوغان يشير إلى دعم أوروبي لإنشاء “المنطقة الآمنة”

وأوضح أردوغان في كلمته، الاثنين، أنه سيتم تقديم الدعم لإنشاء مناطق سكنية جديدة في الشمال السوري، مشيراً إلى أنه لن يستطيع طرف بمفرده تحمل أعباء السوريين الموجودين والمقيمين على الأراضي والحدود التركية البالغ إجمالي عددهم 9 ملايين، وذلك في إشارة منه إلى وجوب الحصول على دعم أوروبي، لكن فرنسا أعلنت قبل عقد قمة الناتو الماضية، أنه على تركيا ان لا تنتظر شيئاً من الحلف بعد تدخلها العسكري في شمال سوريا.

وذكر الرئيس التركي، أن الاتحاد الأوروبي لم يقدم للاجئين السوريين سوى 3 مليار يورو، بينما تجاوز ما أنفقته تركيا عليهم 40 مليار دولار، فيما أعلن الاتحاد الأوروبي أنه أوفى بكل تعهداته لتركيا بخصوص دعم اللاجئين، مشيراً إلى أن العدد الذي تتحدث عنه تركيا للاجئين السوريين على أراضيها مبالغ فيه.

ضغوطات على الدول الأوروبية.. ومؤتمر للدول المانحة لسوريا

وحاولت تركيا مراراً الضغط على الاتحاد الأوروبي بخصوص ملف اللاجئين ومحتجزي داعش الأجانب لديها، وأشارتها لامكانية فتح باب الهجرة أمامهم للذهاب إلى أوروبا، وذلك للحصول على دعم مالي وسياسي لخططها في شمال سوريا، الأمر الذي رفضته الدول الأوروبية واعتبرته “ابتزاز تركي لا يمكن القبول به”.

وفي السياق لمح الرئيس التركي سابقاً إلى عقد مؤتمر للمانحين الدوليين لسوريا، وذلك لدعم “المنطقة الآمنة”، وكان ذلك خلال لقائه بالأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في اسطنبول خلال الشهرين الماضيين، الأمر الذي اعتبرته الأوساط السياسية في شمال وشرق سوريا، بأنه محاولة تركية لشرعنة “احتلالها” لمدينتي رأس العين وتل أبيض عبر المؤسسة الدولية، داعية اياها لعدم القبول بالخطط التركية، وحذرت من أن تركيا تسعى “لاحتلال المنطقة بشكل كامل ولن تتوقف عند حدود مدينتي رأس العين وتل أبيض”.

مخيمات لمهجري رأس العين وتل أبيض

وخصصت الإدارة الذاتية مخيمات لأهالي مدينة رأس العين وتل أبيض المهجرين في محافظة الحسكة، وسط تغافل المنظمات الدولية عن تقديم المساعدات لهم، واقتصار الخدمات والمساعدات المقدمة على الإدارة الذاتية.

بدوره أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان قبل يومين، أن القوات التركية والفصائل الموالية لها، قامت بتجريف عشرات المنازل في مدينة تل أبيض والعائدة للسكان الأكراد، وذلك لقطع الطريق أمامهم للعودة إليها، واتهم المرصد تركيا بإجراء “تغيير ديمغرافي” في شمال سوريا، وسط صمت دولي.

 

إعداد: ربى نجار