دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

تحركات دبلوماسية لعدة جهات حول الأزمة السورية وسبل حلها.. والسوريون لا يأملون منها الكثير

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – مرة أخرى يجتمع أطراف الصراع في سوريا “ضامني آستانا” على مستوى رؤساء الدول، في قمة افتراضية، للتباحث حول الأزمة السورية وسبل حلها، يأتي ذلك وسط دعوات دولية للبدء بعملية التسوية السياسية في البلاد على أنه “الحل الوحيد” لإنهاء الصراع، وذلك خلال مؤتمر المانحين الرابع لسوريا في بروكسل.

وتأتي هذه التطورات السياسية حول الأزمة السورية، وإمكانية إيقاف العمليات العسكرية في البلاد والدخول في تسوية شاملة، في ظل استمرار معاناة الشعب السوري، جراء الأزمة الاقتصادية الخانقة وهبوط تاريخي في سعر صرف الليرة أمام العملات الأجنبية.

قمة جديدة لضامني آستانا

ويعقد الأربعاء، رؤساء روسيا وتركيا وإيران جولة محادثات جديدة عبر تقنية الفيديو، في إطار مشاورات “مسار آستانا”، وبحسب مصادر دبلوماسية روسية مطلعة، فإن النقاشات ستدور حول “إعادة ضبط الساعات بين الأطراف الثلاثة على خلفية التطورات الميدانية والسياسية، وإمكانية دفع الحل السياسي ولجنة إعداد الدستور من جديد”.

وفي بيان للكرملين، أكد أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيُجري مفاوضات مع نظيريه التركي رجب طيب إردوغان، والإيراني حسن روحاني حول الملف السوري.

وأشارت أوساط دبلوماسية مطلعة إلى أن التطورات الأخيرة السياسية والعسكرية في سوريا، حتمت على أطراف آستانا، عقد هذه القمة على مستوى الرؤساء، وخاصة بعد دخول “قيصر” حيز التطبيق، وذلك بهدف وضع خطط ونظريات من شأنها أن تحرك المياه الراكدة للعملية السياسية في البلاد.

من المستفيد من آستانا ؟

ولفتت المصادر بحسب وسائل إعلامية روسية، أن النقاشات ستتركز على الوضع في إدلب، والتحركات الأمريكية في شمال شرق سوريا، والوضع الداخلي المتردي بعد دخول قانون قيصر حيز التنفيذ، وتزايد الحاجة لدفع أطراف الصراع السوري للدخول في تسوية شاملة”.

ويشدد متابعون للشأن السوري أن مسارات آستانا، لم تجلب أي حلول للأزمة السورية، على العكس تماماً فإنها فاقمت الأزمة وجعلت السيادة السورية ووحدة أراضيها مهددة في ظل سيطرة تركيا على مناطق شمالية، واتباع سياسة التتريك على تلك المناطق من تغيير مناهج التعليم وتغيير أسماء البلدات والشوارع والمنشآت المدنية وغيرها إلى تبديل العملة السورية بالتركية.

كذلك الحال لروسيا التي لاتزال تعمل على وضع يدها على منشآت حيوية تقع تحت سيطرة الحكومة لتحصيل فاتورة تدخلها العسكري في البلاد، من مطاري دمشق والقامشلي الدوليين إلى المحطة الحرارية في حمص ومحطة الحجاز وميناء طرطوس وشركة سيريتل أيضاً.

بينما تستمر إيران بالتمدد داخل الجسد السوري، وتعمل على تشييع المزيد من الشبان ووضع اليد على مايمكن اخذه من “الكعكة السورية” وزيادة تموضعها العسكري في البلاد للعمل على فتح “طريق طهران بيروت”.

جهات دولية تشدد على الحل السياسي

وفي ظل هذه التطورات، شدد المشاركون في المؤتمر الرابع للمانحين لسوريا في بروكسل، على أن الحل السياسي هو الطريق الوحيد لإنهاء الأزمة والحد من معاناة السوريين، مشيرين إلى أن زيادة التدخلات الأجنبية في الصراع السوري فاقم كثيراً من الأمور، وخاصة على الصعيد الإنساني.

وقالت الأمم المتحدة ان الدول المانحة ساهمت بـ 7.7 مليار دولار كمساعدات للشعب السوري، ومن شأن الأموال الموعودة أن تتيح مساعدة نحو 12 مليون سوري لجأوا إلى دول مجاورة او نزحوا داخل بلادهم، وفق المفوضية العليا للاجئين.

هل من حل في الأفق ؟

وفي ظل تقاطع مصالح أطراف الصراع الرئيسية في سوريا على الأرض، يبدو أن الحل السياسي بعيدٌ عن الواقع السوري – بحسب محللين سوريين -، بينما يزداد معاناة الشعب الذي ذاق الأمرين خلال 10 سنوات من عمر الأزمة، وما سيسببه أكثر عقوبات “قيصر” التي دخلت حيز التنفيذ.

وتقول تلك الأوساط، أن أطراف الصراع في سوريا لا يهمها سوى مصالحها على الأرض، ومعاناة الشعب السوري هو آخر ما يفكرون به، بينما يعطي السوريين أنفسهم (الحكومة – المعارضة) الذريعة لتلك الأطراف للتدخل في ظل الاستمرار باتخاذ العسكرة كحل للصراع.

إعداد: علي إبراهيم