دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

تحذيرات من نشأة جيل جديد متطرف في “مخيم الهول” .. ودعوات للمجتمع الدولي بالتدخل لحل المعضلة

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – لا يختلف أثنان على أن مخيم “الهول” أصبح مشكلة مستعصية لا يمكن حلها سوى بتدخل دولي واتفاق بين الدول الـ 60 التي لها رعايا قاتلوا لجانب تنظيم داعش الإرهابي في سنوات الحرب السورية، وباتوا الآن محتجزين في مراكز احتجاز تسيطر عليها التشكيلات العسكرية والامنية للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا.

عام 2021 .. زيادة الجرائم بشكل كبير في مخيم الهول

ومنذ بداية العام الجاري، يشهد المخيم ازدياداً كبيراً في عدد الجرائم وعمليات الاغتيال التي تقوم بها خلايا تنظيم داعش الإرهابي، حيث وفق آخر الإحصائيات فإن أكثر من 80 جريمة وعملية اغتيال وقعت في المخيم، اغلبها طالت أشخاصاً من الجنسية العراقية والسورية أيضاً.

وكل ذلك يحصل مع استمرار نشاط خلايا التنظيم الإرهابي في المخيم على الرغم من كل الحملات الأمنية والعسكرية التي شنتها قوات سوريا الديمقراطية و “الأسايش” و قوات مكافحة الإرهاب داخل المخيم، والتي أدت لإلقاء القبض على العشرات من العناصر والقادة التابعين للتنظيم.

التجاهل الدولي يزيد من خطورة قيام جيل متطرف جديد

السبب الرئيسي وراء العنف المتصاعد في مخيم الهول بحسب آراء الكثيرين، هو التجاهل الدولي التام لهذه المعضلة، وعدم تقديم أي مساعدات للسلطات المحلية في شمال شرق سوريا، لتأمين المخيم كما يجب، مع اعتراف السلطات المحلية أنها غير قادرة بمفردها على احتواء هذا الكم الهائل من البشر ضمن مساحة جغرافية صغيرة، تسيطر عليها داعش فعلياً حتى باتت تشبه “كدويلة” لا تستطيع القوى الامنية الوصول لأغلب أقسامها نظراً للخطر المحدق بهم واحتمال نشوب اشتباكات مع الخلايا الموجودة ووقوع ضحايا مدنيين.

وبات أكثر ما يقلق السلطات المحلية و المنظمات الدولية، الاعداد الهائلة للأطفال الذين يعيشون في بيئة متطرفة وغير آمنة، حيث تعمل نساء داعش على تلقين أطفالهن الفكر المتطرف و حضهم على الانتقام واعتبار كل من هو خارج المخيم “كافر ومرتد وعدو لله” ويجب قتله ونحره.

وسبق أن نشرت وسائل إعلامية عدة مقاطع مصورة لحركات وإيماءات متطرفة للأطفال عندما كانوا ينظرون إلى المراسلين و معدي البرامج والتقارير الإعلامية.

“العفو الدولية” تحذر من الخطر الذي يهدد حياة آلاف الأطفال

منظمة “العفو الدولية” حذرت في تقرير لها، صدر يوم الثلاثاء، من أن الظروف المعيشية السيئة ونقص الغذاء والدواء والماء في مخيم الهول يهدد حياة أكثر من 27 ألف طفل، إضافة لقلة الإمكانات المتاحة لدى الإدارة الذاتية، وطالبت الدول المعنية باستعادة هؤلاء الأطفال وإعادة تأهيلهم ودمجهم في مجتمعاتهم حفاظاً على حياتهم.

وجاء في التقرير، أن الباحثة في شؤون سوريا داخل المنظمة الدولية، ديانا سمعان، قالت أنه تم التخلي عن عشرات الآلاف من الأطفال من سوريا والعراق وأكثر من 60 دولة أخرى في البؤس والصدمات والموت، وألقت باللوم على حكومات بلادهم لعدم استرجاعهم و تجاهل أوضاعهم المأساوية بشكل تام.

الأمم المتحدة والمجتمع الدولي يكتفون بإبداء القلق

وبين الحين والآخر تصدر الأمم المتحدة ودول كثيرة حول العالم تقارير رسمية تؤكد أن مخيم الهول أصبح من أخطر البقع الجغرافية خطورة على وجه الأرض، وأن القاطنين في الهول وغيره من المخيمات يعتبرون كقنابل موقوتة يمكن أن تنفجر في أي لحظة ويعود داعش من جديد لقوته السابقة وتكرار سيناريو 2014، عندما كانت المدن والجيوش تتساقط أمام التنظيم تباعاً.

وبات كل من يرفض الفكر المتطرف لداعش (رجلاً كان أم امرأة) معرض للقتل على أيدي خلايا التنظيم، حيث يعتبرون “كفاراً و مرتدين وأعداء لله والدولة الإسلامية”.

“عروس داعش” باتت تخشى على حياتها من عناصر التنظيم

وحول ذلك كشف تقرير لصحيفة “ديلي ميل” البريطانية، أن المدعوة شميمة بيغوم الملقبة “بعروس داعش” (بريطانية الجنسية)، باتت قلقة على حياتها من قبل عناصر التنظيم الموجودين في مخيم الهول بعد أن أزالت الحجاب و ترتدي لباس عصري.

وأشارت الصحيفة على لسان “عروس داعش” أن خلايا التنظيم حاولوا قتلها أكثر من مرة عبر حرق خيمتها، وباتت الآن تخشى على حياتها، وناشدت رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إعادتها إلى بلدها.

ويخشى الكثيرون من أن يؤدي أي فراغ أمني ناجم مثلاً عن هجوم تركي على المنطقة من أن يخرج بعض مراكز الاحتجاز والمخيمات القريبة من خطوط التماس عن سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، كما حصل في بعض المناطق أثناء الهجوم التركي في 2019، وانضمام مئات العناصر من داعش الذين وثق أسمائهم من قبل المرصد السوري لحقوق الإنسان لصفوف “الجيش الوطني” ومشاركتهم للقتال.

كما أن الخطر يهدد باقي المخيمات ومراكز الاحتجاز البعيدة عن خطوط التماس، كمخيم الهول مثلاً، من أن يشهد فراغاً أمنياً في حال أي هجوم، وبالتالي إمكانية فرار الآلاف من عناصر التنظيم من الاحتجاز، وتشكيل خلايا تهاجم السجون والمخيمات لإطلاق سراح أقرانهم، وعندها سيكون العالم أمام موجة إرهاب جديدة قد يطول أمد التخلص منها.

إعداد: ربى نجار