دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

“تثبيت هدنة آرتساخ أولاً مقابل وقف التصعيد على جبهات إدلب”.. رسائل روسية حازمة لتركيا

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – تترابط الأحداث في سوريا بتلك التي تحصل في إقليم آرتساخ/كاراباخ، حيث رهنت روسيا تخفيض حدة العمليات العسكرية والهدوء في “خفض التصعيد”، بتثبيت الهدنة في الإقليم القوقازي، والذي يشهد هو أيضاً تضارب للمصالح الروسية التركية كما في سوريا.

روسيا ترهن مصير إدلب بآرتساخ

وبما أن تركيا وأذربيجان لا تحبذان التهدئة على جبهات القتال في إقليم آرتساخ/كاراباخ، خاصة وأن كفة القوى تميل لصالحهما في المعركة المستمرة منذ أكثر من شهر ضد الأرمينيين، أرسلت روسيا رسائل حازمة إلى تركيا مفادها “إذا كنتم تريدون وقف القتال في خفض التصعيد عليكم الالتزام بهدنة كاراباخ”.

يأتي ذلك بالتزامن مع مواصلة عمليات التجنيد واستمرار نقل فصائل المعارضة السورية الموالية لتركيا ضمن “الجيش الوطني السوري” للأذربيجان لزجهم بمعارك الإقليم ضد القوات الأرمينية حليفة روسيا.

وخلال اتصال هاتفي جرى بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، مساء الثلاثاء، ربطت موسكو العودة إلى الهدوء في “خفض التصعيد” شمال غربي سوريا، بتثبيت الهدنة في إقليم آرتساخ/كاراباخ جنوب القوقاز.

وبحسب صحيفة “الشرق الأوسط”، فإن المحادثات الهاتفية التي أجراها بوتين مع إردوغان فشلت في محاصرة التصعيد في إدلب، ونقلت الصحيفة عن “مصدر روسي” قوله، إن بوتين “وجه رسالة حازمة بأن موسكو لن تسمح بتحويل جنوب القوقاز إلى بؤرة توتر ساخنة، تستقطب إرهابيين أجانب”.

“قصف مقر فصيل معارض”.. رسالة بوتين لتركيا

ولعل هذه الرسالة كانت في استهداف روسيا لموقع عسكري لفصيل “فيلق الشام” الموالي لتركيا والتابع للمعارضة السورية، وأدى الاستهداف لمقتل وجرح نحو 200 عنصر، وعليه أعلنت فصائل المعارضة السورية المسلحة سقوط كافة الاتفاقات السياسية من سوتشي وآستانا في المنطقة، وكثفت من قصفها على مواقع قوات الحكومة.

ونقلت تركيا عبر شركاتها الأمنية الخاصة، أكثر من 2350 مقاتلاً سورياً موالياً لها من فصائل “الوطني السوري”، قتل منهم خلال المعارك في إقليم آرتساخ/كاراباخ بحسب إحصائيات المرصد السوري لحقوق الإنسان، 217 “مرتزقاً”. وعبرت روسيا مسبقاً عن قلقها البالغ إزاء مواصلة نقل “جهاديين من الشرق الأوسط” لجنوب القوقاز، واعتبرته “خطراً على أمنها القومي”.

روسيا تصعد في إدلب.. وأردوغان يدين ويهدد شمال شرق سوريا

أما في منطقة “خفض التصعيد”، فإن الأوضاع تتجه إلى زيادة في حدة التصعيد العسكري، خصوصاً مع ما تم كشفه من تقارير إعلامية حول فشل “محاصرة التصعيد في المنطقة” خلال المكالمة الهاتفية بين بوتين وأردوغان، وخلال تصريحات جديدة له، اعتبر أردوغان أن “روسيا تأجج الصراع في إدلب”.

ودان الرئيس التركي، الأربعاء، الضربات الروسية على مواقع لفصيل “فيلق الشام”، متهماً موسكو بأنها لا تريد “سلاماً دائماً” في هذا البلد (..) وهو مؤشر على “عدم الرغبة في تحقيق السلام والاستقرار وروسيا تدعم ذلك”، وخلال حديثه تطرق أردوغان مجدداً إلى احتمال شن عملية عسكرية جديدة في شمال شرق سوريا. وهذه الورقة لطالما يلجأ إليها في حال وجود خلافات مع روسيا أو الولايات المتحدة بشأن الملف السوري.

تركيا تتخلص من الأعباء شمال غرب سوريا

وفي تطور جديد، تعمل القوات التركية على إفراغ نقطة المراقبة في قرية “شير مغار” بريف حماة الشمالي الغربي، وذلك بعد أقل من أسبوعين من الانسحاب من أكبر نقاطها في الريف المذكور “مورك”.

حيث ربطت أوساط سياسية الخطوة التركية، بأن “أنقرة أدركت أن تلك النقاط التي تحاصرها قوات الحكومة السورية في شمال غرب البلاد هي عبء زائد وعليها التخلص منها”، مشيرين إلى أن “تركيا تدرك أن تواجد قواتها في تلك المناطق سيُستغل ضدها في المستقبل لو بقيوا في مناطقهم، لذلك تسعى للخلاص من هذه الورقة التي من الممكن أن تستفيد منها روسيا”.

كما ترى تركيا في انسحابها من تلك المناطق، فرصة لإظهار نفسها على أنها التزمت باتفاقات ومطالبات روسية، وإمكانية استبدالها بمناطق سورية أخرى وصرف النظر عن مهاجمة إدلب، مع عقد اتفاقات جديدة حول إقليم آرتساخ/كاراباخ تكون تركيا رابحة فيها وروسيا راضية عنها.

إعداد: علي إبراهيم