دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

تبني أمريكا للموقف الأوروبي الحازم في شرق المتوسط يجبر تركيا “قسراً” على الانسحاب

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – بعد الموقف الأوروبي الحازم وتبني الولايات المتحدة له، والضغوطات الكبيرة التي تعرضت لها، تراجعت تركيا عن عمليات التنقيب في شرق البحر الأبيض المتوسط، بعد أشهر من التصعيد الذي كاد أن يشعل فتيل حرب بين اليونان وقبرص من جهة وتركيا من جهة أخرى.

الموقف التركي المفاجئ بسحب سفينة التنقيب “عروج ريس” من المتوسط، جاء بعد توتر الأوضاع بشكل كبير بينها وبين الدول الغربية، وتهديد أوروبي بفرض عقوبات مؤثرة على تركيا، التي لا ترغب بمثل هذه الخطوات في ظل اقتصاد يعاني صعوبات كبيرة.

تركيا انسحبت قسراً

ويقول محللون سياسيون غربيون، بأن تركيا انسحبت قسراً من المياه الإقليمية لليونان، مشيرين إلى أن النبرة التصعيدية للمسؤولين الأتراك خفت أيضاً، بعد تبني الولايات المتحدة الأمريكية للموقف الأوروبي، ودعوتها لأنقرة بسحب قواتها من المنطقة، كون شرق المتوسط يضم مصالح استراتيجية أمريكية لا يمكن لأنقرة التعدي عليها.

وتدخلت الولايات المتحدة بشكل صريح على خط التوتر بعد دخول روسيا على خط الأزمة وعرضها بأن تلعب دور الوسيط بين الدول المتنازعة لحل الخلافات، وهذا ما أقلق الإدارة الأمريكية، من نفوذ روسي في المنطقة يغير الموازين، في ظل انقسام الدول الأوروبية حيال كيفية الرد على تركيا.

وأظهرت بيانات “رفينيتيف” (هو مزود عالمي لبيانات السوق المالية والبنية التحتية) أن سفينة التنقيب التركية “عروج ريس” عادت بالفعل إلى مياه قريبة من إقليم أنطاليا بجنوب البلاد الأحد.

ترحيب يوناني واستعداد للتفاوض

ورحبت السلطات اليونانية بالخطوة التركية واعتبرتها “إيجابية”، وأبدى رئيس الوزراء اليوناني استعداده للقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بشرط إن انحسر التوتر شرق المتوسط. ونفى المسؤول اليوناني وجود خطوات لتسليح الجزر اليونانية كما أعلنت تركيا سابقاً، قائلا: “هذا الموضوع لم يناقش في المحادثات الاستكشافية ولن يناقش”.

ويشدد متابعون أن الانسحاب التركي عن الاستفزازات التي كانت تسببها لأوروبا، يفتح الباب أمام تسوية سلمية للأزمة، بعيداً عن النبرة التصعيدية التي اتخذتها أطراف الصراع خلال الأشهر الماضية.

فرنسا ودورها الفعال

ولا يخفى على أحد أن فرنسا لعبت دوراً مفصلياً وهاماً في تراجع تركيا عن خططها للتنقيب عن الغاز والنفط في شرق المتوسط، حيث كانت التحركات الفرنسية والتحشيد الدولي القوي لدعم سيادة اليونان وقبرص على المناطق التي كانت تركيا تنقب فيها، سبباً رئيسياً في عزلة تركيا وإضعاف موقفها، وبالتالي تراجعها.

مصادر دبلوماسية فرنسية، أكدت أنه بسبب الاندفاع الفرنسي صوب أثينا، وجدت تركيا نفسها مجبرة على الحوار مع جيرانها ووقف استفزازاتها بعد أن اتخذت نهجا صدامياً كاد أن يشعل فتيل الحرب، وذلك في إشارة منها إلى طلب الرئيس التركي من قادة جيشه سابقاً إغراق سفينة يونانية أو إسقاط طائرة بحيث لا تقع خسائر بشرية، لإخافة اليونان وإجبارها على التراجع.

وسبق أن نشرت وسائل إعلامية غربية أن أردوغان طلب من قادة جيشه إغراق سفينة أو إسقاط طائرة يونانية، لكن قادة الجيش رفضوا ذلك، معتبرين أنه من الممكن أن تؤدي هذه الخطوة لإشعال حرب إقليمية في المنطقة.

لو صمتت أوروبا لاستمرت تركيا

واستشعرت تركيا حزماً من الدول الأوروبية يقطع مع سياسة التردد التي انتهجتها دول الاتحاد حيال التعامل مع التحركات التركية في شرق المتوسط، على غرار عدة ملفات أخرى كالسوري والليبي، ما دفعها إلى خيار التهدئة الذي لم يكن مطروحاً قبل أيام.

وشددت أوساط سياسية أوروبية على أن تركيا عملت على تصعيد التوتر في المنطقة لإمكانية التفاوض مع الأوروبيين، للحصول على حصة من الغاز والنفط شرق المتوسط، التي تقول تركيا “أنها من جرفها القاري”، مشيرين إلى أنه الأمور يبدو أنها تسير في هذا الاتجاه.

إعداد: علي إبراهيم