دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

بين التأكيد التركي والنفي السوري .. ماذا يمكن أن يناقش في لقاء مملوك بفيدان ؟

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – بين الإعلان الرسمي التركي و النفي الرسمي السوري.. عاد الحديث عن لقاء مرتقب بين رئيس الاستخبارات في الحكومة السورية اللواء علي مملوك بنظيره التركي هاكان فيدان، في العاصمة العراقية بغداد.. إعلان تركي سارعت السلطات السورية لنفيه، خاصة فيما قالت تركيا عنه “محاربة الإرهاب”.

صحيفة تركية تكشف اللقاء المرتقب

ونشرت صحيفة “تركيا غازيتا” تقريراً قبل أيام، عن لقاء مرتقب سيعقد بين رئيس المخابرات التركية هاكان فيدان، ونظيره السوري علي مملوك، في العاصمة العراقية بغداد. لقاء وأن حصل لن يكون الأول، حيث سبق أن عقدت مخابرات البلدان اجتماعات في أوقات سابقة على الرغم من القطيعة السياسية بينهما منذ بداية الأزمة السورية في 2011.

ووصفت الصحيفة التركية في تقريرها اللقاء “بالتاريخي”، وكشفت على لسان مسؤولين أتراك أن اللقاء سيتمحور حول مواضيع كثيرة بين الجانبين، وقالت الصحيفة نقلاً عن “رئيس دائرة المخابرات العسكرية التركية” إسماعيل حقي بكين، بأنه “سيكون بداية عملية جديدة”، مشيراً إلى أن القطيعة بين سوريا و تركيا تسببت “بخسائر مالية ومعنوية كبيرة لكلا الجانبين”.

ما الملفات التي من المفترض مناقشتها ؟

وكشف المسؤول السابق في الاستخبارات التركية، أن اللقاء جاء بالتوافق بين “الدول الضامنة” لمسار آستانا، مؤكدا أن التطورات التي بدأت مع هاكان فيدان ستعيد تنشيط القنوات الدبلوماسية والسياسية بين البلدين، ويتيح لبداية عهد جديد.

ومن الملفات التي من المفترض أن يناقشها الطرفان، إذا ما تم اللقاء، الأوضاع في إدلب ودرعا وبالتأكيد قوات سوريا الديمقراطية. حيث قالت أنقرة أن اللقاء سيتمحور حول “مكافحة الإرهاب”. فأي إرهاب تقصد تركيا.

وسائل إعلامية مقربة من الحكومة السورية، نفت على لسان “مصدر سوري”، وجود أي لقاءات ستعقد من هذا النوع بين مملوك وفيدان، حيث نفى المصدر نفياً قاطعاً عن ما تم تداوله على لسان المسؤولين الأتراك والإعلام التركي.

عن أي “إرهاب” تتحدث تركيا ؟

ونفترض أن اللقاء سيتم، ولكن الحكومة لاتريد لذلك أن يُكشف كون تركيا “دولة محتلة” وهي “تهدد أمن البلاد ووحدتها” خاصة مع سيطرة تركيا على 7 مدن سورية في الشمال، قامت بتغيير ديمغرافي كبير وتبديل العملة و الهوية واللغة والمناهج وأسماء المرافق والمناطق من السورية للتركية.

وتتحدث تركيا عن “تنسيق لمحاربة الإرهاب”، فأي إرهاب تقصده تركيا.. وترجح أوساط سياسية أن الإرهاب الذي يقصده تركيا إن كان “قوات سوريا الديمقراطية” فذلك يعني أن العلاقات بين الإدارة الذاتية والحكومة السورية ستنهار، في الوقت الذي يتم الحديث عن إمكانية التقارب بين الطرفين بدفع أمريكي روسي.

بينما إذا كان “الإرهاب” التي تنظر إليه تركيا هو ذاته الذي تنظر إليه الحكومة، فهذا يعني “فصائل المعارضة عسكرياً وسياسياً”، ويتساءل محللون هل من الممكن حقاً أن تضحي تركيا بالفصائل المعارضة ومنها الموالية لها في سبيل إعادة العلاقات بينها وبين الحكومة خاصة مع عودة العلاقات التركية الإماراتية وإمكانية تطبيع العلاقات مع مصر والسعودية ؟.

فيما رجح آخرون، وهو ترجيح ضعيف للغاية، في أن يكون الإرهاب الذي تقصده تركيا “داعش والقاعدة” في سوريا، حيث أن التنظيمات ضعفا في سوريا خلال السنوات الماضية بفعل العمليات العسكرية للقوات التحالف وقسد من جهة وقوات الحكومة بدعم روسي من جهة أخرى. لكن الفترة الماضية وبعد العمليات العسكرية التركية وخاصة الأخيرة المسماة “نبع السلام” بدأ الحديث عن نشاط كبير لداعش في سوريا وخاصة في البادية و الشمال الشرقي.

اجتماعات سابقة .. فما الذي يمكن أن يدور في الاجتماع المفترض ؟

وكشفت تقارير إعلامية غربية، بأن سبق وأن جرى لقاء بين مملوك وفيدان برعاية روسية في موسكو في الـ13 من كانون الأول/ديسمبر من العام الماضي. دون الحديث عن نتائجه.

وتقول أوساط سياسية، أن الطرفان في حال اجتماعهما من الممكن أن يناقشان “الانسحاب الأمريكي من شمال شرق سوريا”، ومحاربة قوات سوريا الديمقراطية، حيث أن الحكومة لاتزال ترغب بفرض سيطرتها على كامل الجغرافية السورية ومنها مناطق النفط والغاز التي هي تحت سيطرة الإدارة الذاتية، ومن الممكن أن يؤدي أي انسحاب أمريكي رغم أن ذلك بعيد الحدوث، إلى حرب بين قوات سوريا الديمقراطية و قوات الحكومة السورية، وتكرار سيناريو “درعا” للتسويات، فإن حصلت هذه الحرب فتركيا لن تبقى متفرجة، بحسب محللين، حيث من الممكن أن تتدخل لمساندة قوات الحكومة في إعادة السيطرة على المنطقة الشمالية، أما المقابل الذي سيحصل عليه الأتراك، المزيد من الاستقرار وتثبيت اتفاقات وقف إطلاق النار والاستمرار بالمشاريع السياسية التي رسمتها روسيا وتركيا ومنها “اللجنة الدستورية” والاتفاق بين الطرفين على “سوريا المستقبل” من وجهة نظر تركية روسية بحتة.

إعداد: ربى نجار