دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

بعد وصول بايدن للبيت الأبيض كيف ستكون سياساته تجاه سوريا والمنطقة بشكل عام ؟

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – في ظل الحديث عن أن الاستراتيجية الأمريكية لن تتغير في سوريا بعد وصول الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن للبيت الأبيض، أكدت أوساط سياسية أن “سياسة بايدن لن تتغير كثيراً عن سياسة إدارة الرئيس أوباما”، وتوقعت استمرار العقوبات والعمل على الحد من التواجد العسكري الإيراني في سوريا، إضافة للمزيد من الدعم “للإدارة الذاتية”.

وأدى الرئيس المنتخب جو بايدن القسم الدستوري، كرئيس الـ46 للولايات المتحدة الأمريكية، يوم الأربعاء، في العاصمة واشنطن، في ظل إجراءات أمنية مشددة، تحسباً لوقوع أي أعمال شغب من قبل مناصري الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب.

الرفض الأمريكي حال دون تنفيذ تركيا لسياساتها في سوريا

ومنذ بداية الحرب في سوريا، لطالما كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يطالب بإنشاء “منطقة آمنة” في شمال سوريا، لكن الإدارات الأمريكية السابقة لم توافق على هذا المطلب، بل لم تكن تعيره اهتماماً أيضاً، لكن في ظل إدارة الرئيس السابق ترامب نجح أردوغان في إقناعه، وبالتالي باتت تركيا اليوم تسيطر على 7 مدن سورية، ولعل هذا العدد يزيد إذا بقي المجتمع الدولي رخواً مع السياسات التركية الخارجية.

محللين سياسيين أمريكيين وعرب تحدثوا لشبكة أوغاريت بوست عن “السياسة الأمريكية الجديدة” في الشرق الأوسط، وفيما يلي نرصد أهم ما قالته تلك الأوساط.

روان رجولة: سياسة بايدن لن تختلف كثيراً عن سياسة أوباما

المحللة السياسية الأمريكية روان رجولة، قالت أن سياسة بايدن في الشرق الأوسط لن تختلف جداً عن الحزب الديمقراطي عندما كان أوباما هو الرئيس، وأشارت إلى أن بايدن كان نائب الرئيس لثمانية أعوام، وشددت على أن فوز بايدن سيؤثر بطريقة أو بأخرى على الملف السوري.

واعتبرت أن علاقة بايدن مع أطراف النزاع في سوريا سيكون له واقع على الملف السوري، وأكدت أن تلك الأطراف وخاصة أنقرة لن تكون مسرورة بسياسة بايدن في سوريا، كونه من المتوقع أن يدعم الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية أكثر.

د. نصير العمري: بايدن ليس حمامة سلام.. وسيدعم الأكراد

الكاتب والمحلل السياسي الدكتور نصير العمري، قال، أن بايدن ليس حمامة سلام، أظن أنه في سوريا سيدعم الأكراد أكثر، وربما ستكون هناك استراتيجية أكبر تقوم على التعامل مع الواقع في سوريا والعراق ولبنان، التعامل على أساس أن إيران موجودة ومؤثرة وروسيا أيضاً، وأكد أن عودة الولايات المتحدة إلى حلف الناتو سيقوي الموقف الأوروبي، وبالتالي الموقف التركي سيتراجع.

د. مهدي عفيفي: ثقة الحلفاء بواشنطن اهتزت.. وبايدن سيصلح ما أفسده ترامب

الدكتور مهدي عفيفي، المحلل السياسي الأمريكي، رأى أن ثقة حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية في الشرق الأوسط، قد اهتزت في عهد الرئيس ترامب.

وأضاف عفيفي، أن العلاقات بين الحلفاء وواشنطن قد تأثرت أيضاً، وذكر عفيفي أكراد سوريا “الذين أبلوا بلاءاً حسناً في الدفاع عن الأراضي وقهر داعش”، وتحدث عن الانسحاب الأمريكي أن بايدن سيصلح ما أفسده ترامب، كون الثقة بالولايات المتحدة من قبل حلفائها على المحك، مشدداً على أن أي انسحاب أمريكي سيكون صعباً الآن من المنطقة.

د. إياد المجالي: تركيا تريد إعادة امبراطوريتها وهذه السياسات تصطدم مع رغبات الدول الغربية

أما الدكتور إياد المجالي، الباحث السياسي والخبير في العلاقات الدولية، فقد رأى أنه وبالتدخل التركي في سوريا وليبيا وشمال العراق وأرمينيا، فقد خلقت في تلك المناطق بؤر تصعيد، وذلك في إطار الأحلام التركية وإعادة “أمجاد الإمبراطورية العثمانية.

وشدد على أن هذه السياسات التركية الخارجية تصطدم بالرغبات والاستراتيجيات الأمريكية الغربية، وأضاف أن هذا يدفع باتجاه تنامي تيار سياسي أوروبي أمريكي (..) ويشي بفتور وتوقف التبرير لإرادة أردوغان.

د. عماد عبد الهادي: واشنطن تريد جلاء القوات الإيرانية عن سوريا

المحلل السياسي الأمريكي الدكتور عماد عبد الهادي قال بدوره، بأن الملف السوري هو ملف معقد، كون فيها أطراف عدة من “أمريكا وروسيا وتركيا وإيران”، وأشار إلى أن واشنطن وموسكو اتفقتا على تركها مجمدة ويحكمها اتفاق غير معلن بين الطرفين.

ورأى عبد الهادي، أن حالياً واشنطن تريد هدفاً أساسياً هو جلاء القوات الاجنبية عن سوريا والمقصود هنا الايرانية، أما بخصوص روسيا فإن إدارة بايدن ستتخذ موقفاً صارماً من روسيا، وبخصوص تركيا، فمن الواضح ان بايدن ينوي لُي ذراع اردوغان وسبق له أن هدد وتوعد بذلك، وأضاف، من المتوقع أن تدعم إدارة بايدن قسد.

وسبق أن عارض بايدن ونائبته كاميلا هيريس، العمليات العسكرية التركية في سوريا، وخاصة “نبع السلام” ضد قوات سوريا الديمقراطية، ووصف بايدن اتفاق ترامب مع أردوغان بأنه “خيانة للأكراد”، وأكد بايدن أن آخر ما سيفعله هو الاستماع لأردوغان بخصوص سوريا.

وفي ظل كل ما ذكر، يبقى السؤال قائماً حول كيف ستكون سياسة الإدارة الأمريكية الجديدة في الشرق الأوسط ومنها سوريا ؟

إعداد: ربى نجار