دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

بعد لبنان وتركيا.. العراق يبدأ بترحيل السوريين والإدارة الذاتية تخيرهم بين البقاء والعودة لمناطقهم

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – لا يعيش اللاجئون السوريون أفضل أيامهم في دول الجوار التي تعرف باسم “الشتات” وذلك بعد تصاعد خطاب الكراهية والعنصرية في المجتمعات التي تستضيفهم منذ أكثر من 13 عاماً جراء الحرب والصراع على السلطة المستمر في بلادهم، حيث أن عمليات الترحيل تجري بشكل قسري من قبل السلطات التركية واللبنانية وانضم العراق إليهما في الآونة الأخيرة.

تصاعد في خطاب العنصرية ودعوات الترحيل ضد السوريين

ويتعرض السوريين في دول الجوار إلى مضايقات كبيرة من قبل السلطات المحلية والمجتمع، وذلك عبر تصعيد خطاب الكراهية والعنصرية ودعوات ترحيلهم من هذه البلدان التي يقطنونها بصفة لاجئين، وذلك على الرغم من الأوضاع الأمنية والعسكرية والاقتصادية السيئة التي تعيشها البلاد، والتأكيد على أن سوريا ليست آمنة بعد لاستقبال مواطنيها اللاجئين.

العراق يبدأ بترحيل السوريين

وبعد أن رحلت تركيا أكثر من نصف مليون سوري إلى مناطق سيطرتها في الشمال، والتي تعمها الفوضى والاقتتالات والفوضى والفلتان الأمني وانتشار تجارة المخدرات وغيرها، بات السوريين في العراق أيضاً مهددين بالترحيل، حيث رحل العراق أولى دفعات السوريين من أراضيه إلى مناطق “الإدارة الذاتية”.

وحول ذلك، قال مصدر مسؤول من مكتب الوافدين والمعابر في “الإدارة الذاتية، بحديث للمرصد السوري لحقوق الإنسان، “إن السلطات العراقية قامت في الآونة الأخيرة بحملة ضد المقيمين على أراضيها من السوريين، وقد تم ترحيلهم باتجاه مناطق ومعابر الإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا”.

الإدارة الذاتية أمنت وصول عشرات العوائل المرحلة من العراق

وتقول المصادر المسؤولة في الإدارة الذاتية إنها قامت بتأمين وصول عشرات العوائل السورية وتخييرهم بين البقاء في المنطقة الشمالية الشرقية أو تأمين عبورهم بشكل آمن باتجاه المعابر مع مناطق سيطرة الجهات الأخرى، الحكومة السورية والمعارضة.

حقيقة ترحيل الإدارة الذاتية للسوريين من مناطقها

وبينما تم تداول أن الإدارة الذاتية تقوم بترحيل السوريين من المحافظات التي لا تقع ضمن مناطق نفوذها، نفى المصدر المسؤول الذي تحدث للمرصد السوري، ما تم تداوله من قبل وسائل إعلامية محلية بخصوص ترحيل عوائل سورية من مناطق الحسكة والقامشلي، وأوضح أن لا جديد في مسألة الوافدين الذين يأتون من كافة المناطق السورية إلى شمال شرق سوريا والتي تعتبر ذات كثافة سكانية، بسبب توافر فرص العمل والخدمات الأساسية والمنظمات الإنسانية العاملة فيها.

ووفقا للمرصد السوري، فإن “الإدارة الذاتية” أصدرت بطاقة وافد للسوريين المهجرين من خارج مناطق سيطرتها، منذ العام 2017.

والتي تضمن من خلالها تلك العوائل البقاء على قيد مناطقها الأصلية، وهي لا تختلف أو تميز النازح والمهجر عن السكان المحليين في تلك المناطق.

4 ملايين شخص يقطنون الشمال الشرقي والنازحين واللاجئين بمئات الآلاف

وبحسب مصادر المرصد السوري فإنه يقطن ما يقارب الـ4 ملايين نسمة من السوريين في مناطق شمال شرق سوريا.

منها تتوزع المخيمات للوافدين والمهجرين  الـ 78 في خمس مناطق رئيسية، وهي 6 مخيمات في الحسكة، و61 مخيماً في الرقة (58 منها مخيمات عشوائية)، و6 مخيمات في دير الزور، و5 مخيمات بريف حلب الشمالي.

وشهدت المنطقة وصول العديد من العوائل السورية  المهجرة من لبنان وتركيا، وكانت الإدارة الذاتية قد أنشأت مخيمات خاصة للمهجرين من مناطق الصراع في مناطق سيطرة النظام، ومناطق “الجيش الوطني”.

نفي عمليات الترحيل القسرية للسوريين من الشمال الشرقي

بدورها أصدرت “دائرة الإعلام” في الشمال الشرقي السوري بيانا أكدوا خلاله وصول أول مجموعة تمّ ترحيلها من قبل الدولة العراقية، بموجب قرار ترحيل السوريين الذين ‏لجأوا إلى العراق.

ونفى البيان، عمليات الترحيل للذين في شمال وشرق سورية، مؤكدا أن الأخبار المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي معلومات ودعايات كاذبة وعارية عن الصحة وهي ترويج متعمد لإثارة الفتنة، ونوه البيان إلى أن عملية الترحيل من قبل الحكومة العراقية ستستمر خلال الأيام المقبلة أيضا وسيتم إيصال كل شخص إلى منطقته التي هاجر منها.

لبنان.. استمرار دعوات ترحيل السوريين وتصاعد في العنصرية

ويتعرض السوريين أيضاً في لبنان لمضايقات وتصاعد في دعوات الترحيل بعد جريمة اغتيال المنسق في حزب “القوات اللبنانية” باسكال سليمان، الذي قال الجيش اللبناني أنه قتل على يد عصابة مسلحة سورية، حيث تعرض السوريين في الآونة الأخيرة بأكثر من منطقة لبنانية إلى مضايقات وصلت لحد مطالبتهم بإغلاق محالهم التجارية والرحيل وترك بيوتهم المتسأجرة.

بينما تؤكد مصادر سورية ولبنانية أن هناك أطراف تسعى لتحميل السوريين مسؤولية ما يشهده لبنان من أوضاع أمنية وسياسية واقتصادية للسوريين، إضافة إلى مساعي لإبعاد الشبهات عن نفسها عبر إلصاق التهمة بالسوريين والتحريض على ترحيلهم بشكل قسري.

وكان تقرير لهيومن رايس ووتش، أكد أن السلطات اللبنانية قامت بعمليات ترحيل قسرية بحق اللاجئين السوريين، من أماكن عملهم وبيوتهم ومن الشوارع، وتعرض الكثيرون منهم للاعتداء والمعاملة السيئة في مراكز الاحتجاز والترحيل المؤقتة، دون الأخذ بعين الاعتبار ما يمكن أن تشكله عملية الترحيل من خطورة على حياة اللاجئ السوري، واحتمال تعرضه للاعتقال والاضطهاد وحتى القتل.

 

إعداد: ربى نجار