دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

بعد ظهور حالات مصابة بفيروس كورونا.. الإدارة الذاتية تنقل عائلات لتنظيم داعش من “مخيم الهول”

أوغاريت بوست (مركز الاخبار) – تشهد مناطق شمال وشرق سوريا انتشاراً كبيراً لفيروس كورونا المستجد، حيث أن تلك المنطقة تشهد معاناة كبيرة من نقص في المواد الطبية والوقائية من الفيروس، وذلك بعد إغلاق معبر تل كوجر/اليعربية مع العراق، بداية العام الجاري.

ومايزيد من الأعباء الملقاة على كاهل السلطات المحلية المتمثلة “بالإدارة الذاتية”، وجود مخيمات كثيرة منها “مخيم الهول” الذي يؤوي عشرات الآلاف من النازحين السوريين وغيرهم، إضافة إلى أنه يحوي آلاف من عائلات تنظيم داعش الإرهابي.

دق ناقوس الخطر

ودقت الإدارة الذاتية ناقوس الخطر، حين ظهرت إصابات بفيروس كورونا ضمن مخيم “الهول” شرق محافظة الحسكة، ومع انعدام المساعدات الأممية إلى تلك المناطق، تحاول السلطات المحلية تخفيف انتشار الفيروس ضمن المخيم “الأخطر على سطح الأرض”، من خلال نقل عائلات للتنظيم الإرهابي إلى مخيمات أخرى، تشهد اكتظاظاً أقل.

وتستمر الإدارة الذاتية بنقل عائلات تنظيم داعش، من مخيم الهول إلى مخيم “روج”، حيث نقلت مصادر إعلامية محلية عن مسؤول النازحين والمخيمات في الإدارة الذاتية شيخموس أحمد قوله، أنهم “نقلوا 76 عائلة من النساء والأطفال الأجانب حتى الآن من الهول إلى مخيم روج من إجمالي 395 عائلة سيصار إلى نقلهم بناء على طلبهم”.

وبحسب المصادر فقد بدأت الإدارة بنقل عائلات داعش منذ تموز/يوليو الماضي، بالتنسيق مع الأمم المتحدة والتحالف الدولي.

نساء مستعدات لترك التطرف

وقال المسؤول عن “مخيم الهول”، إن النساء اللواتي طلبن الخروج مع أطفالهن من الهول “جاهزات لإعادة التأهيل ومن الأقل تشدداً وعلى استعداد للانخراط في عمليات إعادة التأهيل”، وهن يطالبن “بالعودة إلى بلدانهن والانخراط في مجتمعاتهن من جديد ويظهرن ندمهن”.

وأشارت تقارير إعلامية، بأن مخيم “روج” يعد أفضل من مخيم “الهول”، نظراً لقلة الاكتظاظ، وعدم وجود إصابات بفيروس كورونا فيه، ولفتت التقارير إلى أن المخيمات التي أنشأتها الإدارة الذاتية لإيواء نساء وأطفال داعش، بعد القضاء على جغرافية التنظيم في آذار/مارس من العام الماضي، تؤوي أكثر من 12 ألف طفل وامرأة من عائلات التنظيم الإرهابي، معظمهم في مخيم الهول.

تجاهل دولي.. ومناشدات مستمرة

وسبق أن ناشدت الإدارة الذاتية عشرات المرات، المنظمات الأممية والدولية بالتدخل لمساعدتها على تحمل الأعباء التي تثقل كاهلها، في ظل انعدام الدعم الدولي لها، كما طالبت بإقامة محكمة دولية لمحاكمة عناصر تنظيم داعش المحتجزين في سجونها، إلا أن أغلب الدول الأوروبية وغيرها تتهرب من مسؤولياتها، وتقول “أنها لا تستطيع استعادة هؤلاء” وذلك قبل انتشار وباء كورونا، لذلك فإن استعادتهم في المرحلة الراهنة مستحيل، بحسب متابعين للشأن السوري.

وسبق أن استعادت دول عدة من بينها الولايات المتحدة وروسيا وبعض الدول الأوروبية وغيرها، أطفال يتامى لعناصر وعائلات تنظيم داعش، من المنطقة.

وسبق أن حذرت تقارير حكومية ألمانية، من خطورة مخيم الهول، وأنه أصبح “كمدرسة إرهابية”، حيث أن تنظيم داعش عينه على “الأطفال” لأنهم سيشكلون جيلاً مستقبلياً “للجهاديين”، وأشارت تلك التقارير إلى أن القوى الأمنية التابعة للإدارة الذاتية مثقلة بالأعباء.

فيما طالبت جهات سياسية ألمانية سابقاً، “الاعتراف بالإدارة الذاتية” كجهة مسؤولة، كونها تأوي عشرات الآلاف من عائلات تنظيم داعش وتتحمل أعبائهم، في الوقت الذي تتهرب الدول التي ينحدرون منها من مسؤولياتهم، وتسائلت تلك الجهات “كيف لأوروبا أن تطالب الإدارة الذاتية بالحفاظ على هؤلاء.. بينما لا تعترف بها سياسياً”.

وفي سياق انتشار وباء كورونا في مناطق شمال شرق سوريا، فقد اعلنت السلطات الصحية في آخر حصيلة لها، الثلاثاء، عن أن أعداد الإصابات بالفيروس وصلت إلى 704 حالات، توفي منها 42 حالة، وشفيت 212.

إعداد: رشا إسماعيل