دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

بعد روسيا وإيران .. الولايات المتحدة تقف بوجه تركيا وترفض أي عملية عسكرية ضد قسد

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – “لم تجري الرياح بما تشتهي السفن التركية”.. بهذه العبارة لخصت تقارير إعلامية الموقف الأمريكي الرافض لأي عملية عسكرية تركية جديدة في شمال شرق سوريا ضد قوات سوريا الديمقراطية، ليس ذلك فحسب بل أن وزارة الدفاع الأمريكية أكدت على “استمرار الشراكة المتينة مع قسد”.

جيفري: بايدن لم يمنح أردوغان ضوء أخضر لمهاجمة قسد

الموقف الأمريكي الجديد والذي لم يأتي كما يرغب الرئيس التركي، الذي غادر روما وتوجه إلى تركيا دون أن يشارك في قمة غلاسكو حول التغير المناخي مع قادة العالم، حيث كشف المبعوث الأمريكي السابق إلى سوريا جيمس جيفري، والمعروف بقربه من تركيا، أن الرئيس جو بايدن لم يعطي الضوء الأخضر لأردوغان بشن هجوم على شمال سوريا.

موقفٌ لم يكن يحبذه الرئيس التركي والذي سافر إلى روما وكان متأملاً بالحصول على ضوء أخضر أمريكي لشن عمليات عسكرية جديدة في الأراضي السورية، كما حصل مع سلفه دونالد ترامب.

وقال جيفري، أن بايدن لم يرفض العملية العسكرية في شمال شرق سوريا فقط، بل أكد لأردوغان أن واشنطن “لن تتخلى عن شراكتها مع قسد”. ويبدو بحسب محللين سياسيين أن هذا الموقف أغضب كثيراً الرئيس التركي الذي كان يمني النفس بالحصول على الموافقة للدخول لمناطق جديدة بشمال سوريا، ولعل هذا سبب عدم مشاركته في قمة غلاسكو.

ونقلت قناة “الحرة” عن جيفري قوله، أن هناك تعاون مستمر بين واشنطن و قوات سوريا الديمقراطية وأن هذا التعاون سيستمر، وشدد على أن واشنطن لن تتخلى عن شراكتها مع قسد بالحرب ضد الإرهاب.

البنتاغون: شراكتنا مع قسد مستمرة ونأخذها على محمل الجد

وزارة الدفاع الأمريكية، بدورها أرسلت رسائل واضحة لتركيا، أن الشراكة مع قسد ستستمر، وذلك بعد تصريحات الرئيس التركي الأخيرة، بأن الدعم الأمريكي لقسد لن يكون كما في السابق.

حيث قال المتحدث باسم الوزارة، جون كيربي، أن قوات سوريا الديمقراطية هم شركاء الولايات المتحدة في القتال ضد داعش في سوريا، وأن واشنطن تأخذ هذه الشراكة على محمل الجد. بينما امتنع كيربي عن التعليق على التقارير بشأن عملية عسكرية تركية محتملة ضد “قسد”.

وأشار المتحدث في حديث وكأنه يرد على تصريحات الرئيس التركي الأخيرة، إلى أن هذا النوع من التعاون سيتواصل، مجدداً التأكيد على حق القوات الأميركية في سوريا، أو أي مكان في العالم، في الحماية والدفاع عن النفس، مضيفا أن القوات ستستخدم هذا الحق إذا تتطلب الأمر ذلك.

حديث المسؤول الأمريكي اعتبرته أوساط سياسية أن واشنطن ستعترض على أي عملية عسكرية تركية ضد قوات سوريا الديمقراطية قد تشكل خطراً على “المكتسبات” التي تحققت في السنوات الماضية في الحرب ضد داعش في سوريا، حيث كانت للعملية العسكرية التركية الماضية المسماة “نبع السلام” تأثيراً كبيراً في الحرب ضد داعش، الذي استعاد قوته بشكل كبير في سوريا بعد تلك العملية.

وكان الرئيس التركي أردوغان قد أبدى رفضه واستنكاره خلال قمة روما، للدعم الأمريكي الكبير لقوات سوريا الديمقراطية.

وخلال الفترة الماضية دفعت الولايات المتحدة بتعزيزات عسكرية نوعية لشمال شرق سوريا، منها عربات برادلي التي أرسلت للمرة الأولى لتلك المناطق إضافة إلى معدات عسكرية أخرى كان استخدامها يقتصر على القوات الأمريكية فقط، إلا أن قوات التحالف بدأت بتدريب عناصر قسد على استخدامها بالآونة الأخيرة، ما دفع بتركيا بالتحذير بأنها تراقب الأوضاع عن كثب في سوريا بعد وصول تلك الأسلحة.

مناورات عسكرية مشتركة .. وغرفة عمليات لصد أي هجوم تركي

ليس الولايات المتحدة فقط من تمانع هذه العملية التركية، بل روسيا وإيران، اللتان عززتا نقاط تواجدهما بالمئات من العناصر و الأسلحة النوعية، والتي أرسلتها خلال الأيام الماضية للمناطق التي تهدد تركيا باجتياحها، في رسالة واضحة لأنقرة أن موسكو وطهران لن تقبلا بالمزيد من السيطرة التركية على الأراضي السورية.

كما نفذت القوات الروسية والحكومة السورية بالتنسيق مع قوات سوريا الديمقراطية، مناورات عسكرية بالقرب من خطوط التماس مع فصائل المعارضة المسلحة بريفي الحسكة والرقة، وهي المرة الأولى التي تحصل مثل هذه المناورات، وسط الحديث عن إنشاء غرفة عمليات مشتركة بين قسد و القوات الحكومية لصد أي هجوم تركي.

قيادي معارض ينفي تحديد “ساعة الصفر” للهجوم على شمال سوريا

وخلال حديث له مع شبكة “أوغاريت بوست” الإخبارية، أكد العميد زياد حاج عبيد القيادي في “الجيش الوطني السوري” أنه لم يتم تحديد ساعة الصفر أو ساعة بدء العملية القتالية ضد قوات سوريا الديمقراطية ولا مناطق تنفيذها.

وهذه هي المرة الأولى التي تواجه فيها تركيا رفضاً كبيراً من الأطراف الرئيسية في سوريا بعدم شنها لعملية عسكرية ضد قوات سوريا الديمقراطية.. فهل هذه المواقف ستمنع تركيا من عمليتها العسكرية في شمال سوريا، أم أن أنقرة لها رأي آخر وستغامر من جديد في سوريا.. مغامرةٌ قد تكلفها خسارة مناطق في إدلب أو ريف حلب.

إعداد: ربى نجار