أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – انتهت انتخابات مجلس الشعب في سوريا، مع كل الانتقادات التي وجهت لها والقائمين عليها، وعمليات التزوير والغش وتجهيز أوراق فيها أسماء مرشحين “من فوق” مسبقاً، وسط الحديث عن “مشاركة قتلى في عملية التصويت” التي لم يشارك فيها أكثر من 67 بالمئة من السوريين.
الحكومة تلوم كورونا !
وبينما وضعت الحكومة اللوم على انتشار وباء كورونا، وأن الملايين من السوريين خارج البلاد كنوع من تبرير الإقبال الضعيف على عملية الاقتراع، تحدثت أوساط موالية للحكومة السورية ذاتها “عن مشاركة قتلى ومفقودين في الانتخابات البرلمانية” ما أثار ضجة كبيرة في البلاد.
عريضة للرئيس السوري حول التجاوزات
وفي السياق، قدم مرشحون عن محافظة درعا “لم يكتب لهم النجاح لأنهم مو مدعومين من فوق”، عريضة للرئيس السوري بشار الأسد، يعبرون فيها على اعتراضهم على نتائج الانتخابات التشريعية في سوريا، بسبب كثرة المخالفات والتجاوزات والتزويرات، ومنها “مشاركة قتلى ومفقودين” بالانتخابات التشريعية.
وأرسلت تلك الأطراف رسالة اعتراض للرئيس السوري، سجلوا فيها التجاوزات التي حصلت خلال الانتخابات في الجنوب السوري، مشيرين في رسالتهم بتلقي رؤساء اللجان الانتخابية والمندوبين على صناديق الاقتراع “لرشاوي مالية كبيرة للقيام بعمليات تزوير”، إضافة إلى زيادة أعداد الناخبين استناداً إلى قوائم توزيع الإغاثة.
وقال المعترضون من محافظة درعا في رسالتهم للرئيس، أن الجهات الأمنية تدخلت في عملية التزوير والغش، بشكل غير مباشر عبر إعطاء توجيهات صارمة لرؤساء اللجان الانتخابية، وضرورة التزامهم بالأوامر تحت وطأة التهديد.
وبلغت نسبة المشاركين في الانتخابات السورية لهذا العام 33 بالمئة فقط، أي بمعدل مشاركة 6 مليون ناخب من أصل 19 مليون، وهي نسبة قليلة مقارنة بعملية الاقتراع في الدورة الماضية والتي بلغت 57 بالمئة.
فاقدة للشرعية.. ولا تعنينا
واعتبرت المعارضة السورية أن الانتخابات “فاقدة للشرعية” وهي لا تمثل الشعب السوري، مشيرين إلى أن الانتخابات الحقيقية هي التي تقوم على أساس القرارات الدولية ذات الصلة، وأن ما جرى عبارة عن “مسرحية” تتم تحت قبضة أمنية، وتعيين أشخاص بشكل صوري من قبل الاستخبارات.
أما الإدارة الذاتية، فقد أعلنت أنها لن تضع أي صندوق في مناطقها، وعبرت عن استيائها من هذه الانتخابات، وقالت في بيان أنه في الوقت الذي يتطلع الشعب السوري لحل سياسي ينهي الأزمة في البلاد، تقوم الحكومة بإجراء انتخابات برلمانية، والتي تدل على رفضها للحوار مع السوريين والحلول والمقررات الدولية.
رفض أمريكي.. وصمت روسي
الولايات المتحدة بدورها رفضت الانتخابات، وأعلنت أنها لن تعترف بنتائجها، وقالت وزارة الخارجية الأمريكية، إنه لم تجر أي انتخابات حرة ونزيهة في سوريا منذ “قدوم حزب البعث إلى الحكم”. حسب قولها.
وشددت الوزارة على أنه لا يوجد خيار حقيقي أمام الشعب السوري في تلك الانتخابات، مشيرة إلى أنها تمتلك دلائل موثوقة حول توزيع مسؤولي الانتخابات أوراق اقتراع تم تحديد مرشحي حزب البعث عليها مسبقا.
الغريب في ذلك كله حسب محللين سياسيين، أن روسيا إلى اليوم لم تعلق على نتائج الانتخابات، كما أن الإعلام الروسي تعاطى مع الانتخابات “بتواضع”، وتحدثت عن الإقبال الضعيف طيلة فترة ساعات عملية الاقتراع.
ما يؤكد رفض روسيا الرسمي لهذه الانتخابات – بحسب محللين – التي نجح فيها الحزب الحاكم من وضع مرشحين موالين لإيران في البرلمان، وهو ما تريده طهران أيضاً، للموافقة على أي اتفاقات ثنائية بين الطرفين مستقبلاً، وهذا ما يزعج روسيا.
إعداد: ربى نجار