دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

بعد “العملية الجوية” أردوغان يلمح “لعمليات برية” في شمال سوريا.. ماذا سيكون الموقف الأمريكي والروسي ؟

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – بعد أن قالت وزارة الدفاع التركية أن العملية العسكرية في شمال سوريا ستكون “جوية”، لمح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لامكانية إشراك قوات برية أيضاً في هذه العملية التي سميت “بالمخلب – السيف” وتشمل شمال العراق أيضاً.

ومنذ فجر يوم الأحد تشن تركيا عبر طائراتها الحربية قصفاً جوياً مكثفاً تقول أنها تطال نقاط وقواعد عسكرية لقوات سوريا الديمقراطية شمال سوريا.

وتأتي هذه العملية العسكرية التركية بعد أسبوع من انفجار حصل في منطقة التقسيم بولاية اسطنبول راح ضحيته العشرات من المدنيين والمصابين، وسرعان ما اتهمت أنقرة قوات سوريا الديمقراطية بالوقوف وراءه، وأن منفذة العملية تلقت تدريباتها من قبل وحدات حماية الشعب الكردية (أحد التشكيلات العسكرية الرئيسية في قسد)، وتعدد الروايات التركية بعدها من مكان دخول الفتاة وكيفية تنفيذها للعملية.

الرئيس التركي يلمح لعملية برية

وخلال عودته من قطر، قال الرئيس التركي “العمليات في شمال سوريا والعراق لا تقتصر على الحملة الجوية وسنجري مناقشات حول مشاركة قوات برية”، وأشار إلى أن “هيئة الأركان العامة التركية ووزارة الدفاع ستقرران معا بشأن مشاركة قوات برية”.

وأكمل “من غير الوارد أن تقتصر العملية العسكرية على العملية الجوية وسنتخذ القرار والخطوة بشأن حجم القوات البرية التي يجب أن تنضم للعملية”، وأضاف أنه لم يجر محادثات مع الرئيسين الأمريكي والروسي بخصوص عملية “المخلب – السيف” الجوية، موضحاً أن السلطات الأمنية التركية تقرر وتتخذ خطواتها. ولا ننتظر الإذن من أحد وعلى الولايات المتحدة أن تعرفنا جيداً بعد الآن.

وكانت تقارير إعلامية لمحت لموافقة أمريكية خلال لقاء جمع الرئيسين الأمريكي والتركي على هامش قمة العشرين في إندونيسيا بشأن شن الهجمات على شمال شرقي سوريا، وشددت على أنه لولا الموافقة الأمريكية والروسية لا يمكن لتركيا القيام بإطلاق رصاصة تجاه الأراضي السورية.

المقاتلات التركية تقصف من جديد

وبالعودة إلى تصريحات الرئيس التركي حول عملية “المخلب – السيف” قال أردوغان “هي مستمرة .. سنفعل ما يلزم جواً وبراً”.

واستأنفت المقاتلات الحربية التركية غاراتها الجوية على الأراضي السورية، وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الطيران الحربي التركي شن الاثنين، عدة غارات جوية استهدفت قرية زور مغارة وجبل الشيوخ شرق نهر الفرات غربي مدينة عين العرب/كوباني  شرق حلب، حيث تتمركز نقاط عسكرية تابعة لقوات سوريا الديمقراطية وقوات الحكومة السورية، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية.

كذلك قصفت القوات التركية وفصائل المعارضة المسلحة بقذائف المدفعية الثقيلة محيط مدينة تل رفعت وقرية أم الحوش شمال حلب، مع محيط بلدة عين عيسى بريف الرقة، و قرى كفر أنطون وصوغوناكة وأبين ودير جمال والزيارة بناحية شيراوا بريف عفرين.

مع قصف آخر بالمدفعية الثقيلة طالت نقاط عسكرية لقوات الحكومة السورية في قرية قرموغ شرقي مدينة عين العرب/ كوباني، مع قصف طال القرى الممتدة من قرية التوخار وصولاً إلى قرية عون الدادات بريف منبج، ومنطقة جبل صياد.

يشار إلى أن الغارات التركية استهدفت أغلب مناطق الشريط الحدودي مع سوريا، وطال بعضها نقاط عسكرية لقوات الحكومة السورية، ما أسفر عن مقتل 15 عنصراً بحسب مصادر متعددة.

صحيفة تركية: واشنطن سربت معلومات لقسد

وبعد أن توعدت قوات سوريا الديمقراطية بالرد على الهجمات التركية في الوقت والزمان المناسبين، قال القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، الاثنين، “إننا كما يعرفنا شعب روج آفا (شمال شرقي سوريا)، لن نسكت على مجازر الدولة التركية”. وشدد قائد “قسد”، على أن “مجازر الدولة التركية لن تبقى دون رد”.

ورغم أن كل الآراء تجتمع على أن تركيا لم تكن لتقدم على هجماتها الجوية على سوريا لولا الموافقة الأمريكية والروسية، قال آخرون أن واشنطن حذرت قسد من هذه الهجمات وهو ما قلل الخسائر بشكل كبير، وذلك في إشارة إلى بيان القنصلية الأمريكية في أربيل التي حذرت رعاياها من السفر عن شمال سوريا نظراً لوجود تقارير حول عملية عسكرية وشيكة.

ويمكن اعتبار ما نقلته صحيفة “يني شفق” التركية عن “مصدر مطلع” حول تغيير مدة العملية دليلاً على صحة ما قيل، حيث أكد المصدر المطلع”، “أنه تم تغيير توقيت العملية الجوية التركية في شمال سوريا والعراق لمدة يوم واحد بسبب تسريب أمريكي لمعلومات عن ذلك”.

وأضافت الصحيفة، “وفقاً للمعلومات التي تلقتها يني شفق، فقد كان من المقرر أن تتم العملية مساء الأحد، ولكن تم تسبيق الموعد ليوم واحد لأن الجانب الأمريكي الذي تم إطلاعه بشكل مسبق على العملية سرب معلومات عنها، وبما أن جهود واهتمام القوات المسلحة التركية تركز على مدى عدة أشهر على العمليات في شمال العراق، لم يتوقع أحد حدوث مثل هذه العملية واسعة النطاق في سوريا”.

ونوهت الصحيفة، بأن الجيش التركي بفضل الخطة “التي أفسدت لعبة رغب البعض لعبها، أثبت للجميع أنه يمكن إصابة الأهداف في وقت واحد على نقطتين في شمال سوريا وشمال العراق”.

واشنطن قلقة حيال الحرب.. فهل ستقف بوجه أنقرة ؟

وكانت وزارة الدفاع الأمريكية علقت على التطورات الأخيرة في الشمال السوري وقالت بحسب ما نقل موقع الحرة، بإن أي عمل عسكري يعرقل مهمة القوات الأميركية في سوريا، يشكل قلقاً للولايات المتحدة، وأشارت إلى أن أي من القوات الأمريكية لم تتعرض للأذى في العملية العسكرية التي تشنها تركيا.

ويبقى السؤال قائماً، هل ستسمح الولايات المتحدة الأمريكية، التي دعت للتهدئة وأخبرت ممثلية مجلس سوريا الديمقراطية أنها لن تسمح بعملية عسكرية تركية برية في شمال سوريا، لأنقرة بالقيام بهذه العملية، وما الموقف الروسي الصامت حتى الآن، وهل تصعيده العسكري في “خفض التصعيد” هو رد على ما تفعله تركيا في الشق الشرقي من الشمال السوري، وكيف ستؤثر هذه التطورات على الجولة القادمة من مسار آستانا ؟.

إعداد: علي إبراهيم