دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

“بعد البنى التحتية والمرافق الحيوية والعامة”.. القوات التركية تقصف مراكز احتجاز ومخيمات يتواجد فيها داعش شمال سوريا

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – وسط تساؤلات كبيرة وكثيرة حول السبب الذي دفعت تركيا باستهداف مراكز احتجاز ومخيمات فيها متزعمين كبار أجانب من تنظيم داعش الإرهابي وعائلاته، قامت الطائرات الحربية والمسيرة التركية خلال يوم الأربعاء باستهداف مركز احتجاز لتنظيم داعش في مدينة القامشلي بغارات عدة، إضافة لاستهدافها لنقاط أمنية بمحيط مخيم الهول، أخطر مخيمات العالم، والذي يشكل كابوساً للعالم ويصفونه بالقنبلة الموقوتة التي ممكن أن تنفجر بأي لحظة ويعود داعش بعدها.

ومنذ ليل السبت الأحد الماضي، والطائرات الحربية والمسيرة التركية ومدافعها وصواريخها لم تستثني منطقة سورية في الشمال الشرقي إلا وتم استهدافها، كما أن عمليات الاستهداف طالت لأول مرة مناطق خارج منطقة الـ 35، والتي يرغب الرئيس التركي بأن يحولها “لمناطق آمنة” في شمال البلاد منذ 2013، للخلاص من اللاجئين السوريين لديه.

لماذا تستهدف تركيا مراكز احتجاز داعش ؟

وتقول المصادر الإعلامية المحلية ان الضربات الجوية التركية التي طالت نقاط أمنية لقوى الأمن الداخلي المسؤولة عن حماية المخيم، أسفرت عن فوضى كبيرة ضمن المخيم ذاته، وسط الحديث عن فرار عدد من نسوة التنظيم الإرهابي.

ومع ضعف المواقف الدولية والعربية من التصعيد العسكري التركي في المنطقة، رأت قسد أن توقف العمليات العسكرية والأمنية ضد تنظيم داعش وخلاياه النائمة، وهو ما حذرت منه الولايات المتحدة في وقت سابق، من أن التصعيد التركي قد يؤدي لتقويض قدرة الحلفاء (قسد) في الحرب ضد داعش.

بدورها اعتبرت الإدارة الذاتية عمليات استهداف مراكز ومخيمات احتجاز داعش وعائلاته بأنه “دعم مباشر” لهم، وأضاف مصدر مسؤول، أن الاستهداف هو بمثابة أوامر لهؤلاء (داعش) بمهاجمة القوى الأمنية التي تؤمّن الحماية لتلك المواقع، محذراً من دعم تركيا لداعش عبر سلسة الضربات الجوية التي ترمي لنشر الفوضى في المنطقة مما سيؤثر سلباً على أمن واستقرار العالم بأسره.

رسالة من مسد لبايدن: لم تلتزموا تجاه حلفائكم

ممثل مجلس سوريا الديمقراطية “مسد” في الولايات المتحدة أرسل رسالة إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن يحث الإدارة الأمريكية على وقف العنف بأي وسيلة، وقال بسام صقر في رسالته، إن تركيا انتهكت مبادئ الناتو بمهاجمتها لقاعدة عسكرية أمريكية، مشيراً إلى أن ذلك قلة احترام، ودعت الرسالة إلى “مساعدة حلفائها ووقف العنف التركي بأي وسيلة ضرورية”.

وأشار ممثل مسد في واشنطن إلى أن الولايات المتحدة “انتهكت التزامات الشراكة طويلة الأمد” بعدم السماح لأنقرة بشن هجمات على قوات سوريا الديمقراطية، وأعرب صقر، الذي يحمل الجنسية الأمريكية، عن غضبه من حقيقة أن واشنطن لم تدافع عن حلفائها في مواجهة العملية التركية.

استهداف بنى تحتية ومرافق عامة ومنشآت حيوية

ومنذ بدأ الهجمات التركية، تقول المصادر الإعلامية والسياسية والعسكرية المحلية أن تركيا تستهدف البنى التحتية، وذلك من خلال استهداف المستشفيات وحقول النفط و مراكز الكهرباء وغيرها من المرافق العامة والبنى التحتية، وحول ذلك أكدت رئيسة الهيئة التنفيذية لمسد، إلهام أحمد، إن تركيا تستهدف البنية التحتية التي تؤمن ظروف العيش لخمسة ملايين سوري، رفضوا الهجرة والنزوح، بالرغم من ظروف الحياة الصعبة.

وانتقدت “وسائل إعلام عربية وأجنبية” التي لم تكن عادلة في تسليط الضوء على الجانب الإنساني في سوريا، مع ضعف مواقف الدول الضامنة لوقف إطلاق النار، واعتبرت أن أنقرة تريد محاصرة المنطقة وإبادتها، وحذرت من خطورة هذه الهجمات ونتائجها الكارثية على تواجد داعش ونشاطه بالمنطقة.

وعن تفجير اسطنبول، أشارت إلى أنها “حجة لتركيا لشن هجماتها وشراء الصمت الدولي” وشددت أنه “لم يكن مصادفة”.

لماذا كوباني بالتحديد ؟

بدوره رأى القائد العام لقسد، مظلوم عبدي، أن “الهدف الحقيقي للغزو البري العسكري المحتمل لتركيا هو مدينة كوباني”. وذلك يعود لرمزية هذه المدينة في الحرب وهزيمة تنظيم داعش الإرهابي، بحسب آراء المسؤولين والسياسيين والقادة العسكريين في المنطقة.

وأشار عبدي إلى أن هدف تركيا من “احتلال كوباني” هو “ربطها بمدينة إعزاز ومدن شمال حلب سبق أن احتلتها تركيا”، وحول التصريحات المواقف الأمريكية والروسية قال “أنهم بحاجة إلى بذل المزيد” وأضاف أن المناطق التي تتعرض للقصف ككوباني ومنبج تخضع للسيطرة الروسية، وشدد على أن أي هجوم بري سيزعزع استقرار المنطقة وضرب جهود القضاء على داعش.

وعن مشاركة عناصر من “هيئة تحرير الشام/جبهة النصرة” بأي هجوم بري محتمل، قال أنه “ستكون هناك استعدادات محتملة لهجوم منسق ومشترك ضدنا”، وأكد على الدفاع عن الأراضي السورية وأنهم يأخذون التهديدات التركية على محمل الجد.

واشنطن: الضربات الجوية تهدد الولايات المتحدة

الولايات المتحدة التي همها الوحيد عدم تقويض هزيمة داعش في سوريا، قالت بتصريحات منسوبة للسكرتير الصحفي لوزارة الدفاع الأمريكية الجنرال باتريك رايدر، أن التصعيد العسكري في شمال سوريا تهدد مكاسب الحرب ضد داعش، وشدد على ضرورة التهدئة.

وقال “البنتاغون قلق للغاية”، ولفت إلى أن هذا التصعيد يهدد التقدم الذي أحرزه التحالف لهزيمة داعش على مدى سنوات، كما يشكل تهديد مباشر على سلامة الولايات المتحدة؛ الأفراد الذين يعملون في سوريا مع شركاء محليين والحفاظ على أكثر من عشرة آلاف محتجز من التظيم.

وشدد على التهدئة الفورية من أجل الحفاظ على التركيز على مهمة هزيمة داعش و ضمان سلامة وأمن الأفراد على الأرض الملتزمين بمهمة هزيمة التنظيم، وعبر رايدر عن قلق واشنطن من تقارير الاستهداف المتعمد للبنية التحتية المدنية، ودعا لوقف التصعيد، وقال أنهم يبحثون مع الأتراك والشركاء على ترتيبات لوقف إطلاق النار”.

وكان الرئيس التركي تحدث مجدداً عن أن العملية العسكرية في سوريا لن تقتصر على “الضربات الجوية” بل سيكون هناك عملية برية، وذكر مناطق كمدينة عين العرب/كوباني ومنبج و بلدة تل رفعت.

روسيا وأمريكا موافقتان عما يحصل في شمال سوريا

وتأتي هذه التطورات بعد اسبوعين تقريباً من انفجار اسطنبول، التي اتهمت أنقرة وحدات حماية الشعب الكردية (أحد التشكيلات العسكرية لقسد به) وما حصل في الشمال السوري من سيطرة “تحرير الشام” و “حراس الدين” و “حركة أحرار الشام” وهي فصائل تعتبر موالية للقاعدة على الريف الشمالي لحلب، وحينها حذرت قسد من أن تركيا تسعى لزج هؤلاء بحرب محتملة ضد مناطقها.

وبما أن الحكومة السورية لا حول لها ولا قوى في ظل التواجد الروسي الإيراني، فإن محللين سياسيين يؤكدون أن تركيا لم تكن لتقدم على شن مثل هذه الضربات غير المسبوقة واحتمال الدخول في حرب برية لولا الموافقة المسبقة من قبل واشنطن وموسكو.

إعداد: علي إبراهيم