دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

بشار علي الحاج علي لأوغاريت: علامات استفهام حول عودة “داعش” إلى درعا.. والحكومة تسعى إلى “دعشنة” المنطقة لصالح إيران

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – نشاط متزايد ومفاجئ لتنظيم داعش الإرهابي في مناطق عدة بمحافظة درعا خلال الأيام القليلة الماضية، أبرزها بمدينة جاسم بالريف الشمالي، حيث شهدت المدينة اشتباكات عنيفة بين فصائل محلية وخلايا “داعش” الأمر الذي أسفر عن مقتل متزعم التنظيم الإرهابي في جنوب سوريا أبو عبد الرحمن العراقي وعدد من القادة والعناصر وأسر آخرين.

كما قتل 4 أشخاص، بتفجير انتحاري نفذه عنصر لتنظيم داعش الإرهابي وسط مدينة درعا، أثناء انعقاد اجتماع في منزل أحد قياديي فصائل المعارضة السابقين، وهو ما دفع مجموعات مسلحة محلية لإطلاق حملة أمنية ضد خلايا “داعش” في درعا البلد تشابه العملية العسكرية في مدينة جاسم مؤخراً.

يأتي ذلك وسط اتهامات للأجهزة الأمنية الحكومية، بدعم ورعاية خلايا تنظيم داعش في محافظة درعا، وتسهيل مرورهم وتحركاتهم إلى جانب تقديم الأسلحة لهم، حيث سجلت اعترافات أحد عناصر “داعش” من الذين ألقي القبض عليهم، بمدينة جاسم، حديثه عن مسؤوليته بتنفيذ عمليات اغتيال بأوامر من العميد لؤي العلي رئيس فرع الأمن العسكري في درعا.

وخلال حوار خاص مع السياسي والدبلوماسي السوري السابق، بشار علي الحاج علي، طرحت شبكة “أوغاريت بوست” العديد من التساؤلات حول ظهور تنظيم داعش الإرهابي بشكل مفاجئ وزيادة نشاطه في محافظة درعا، وماهو مستقبل التسويات والمصالحات التي رعتها روسيا في درعا مع استمرار حالة التوتر هناك.

 

وفيما يلي النص الكامل للحوار الذي أجرته “أوغاريت بوست” مع الأستاذ بشار علي الحاج علي:

 

– ماذا يعني ظهور تنظيم داعش الإرهابي بشكل مفاجئ وزيادة نشاطه في محافظة درعا؟

نحن نعلم أن هذا التنظيم أصبح عبارة عن شبكة هلامية غير ذات بنية تنظيمية واضحة من السهل أن يدعي مجموعة أفراد ارتباطهم به أو تبني عملية باسمه حيث يتم استخدامه من قبل جهات لإرسال رسائل لأطراف أخرى، وفي هذا السياق يمكن تسليط الضوء على كيفية عودة ظهور أفراد في المنطقة الجنوبية قد يكونوا من عناصر سابقة في التنظيم وهو ما يضع علامات استفهام حول عودتهم كما يشاع من مناطق أخرى مروراً و انتهاءاً بمناطق  يدعي “نظام العصابة الحاكمة” أنها تحت سيطرته ؟!

– هناك اتهامات للأجهزة الأمنية الحكومية بتقديم الدعم لداعش في درعا، ما رأيك بذلك؟

لا أستبعد ذلك بل يميل الشك إلى اليقين حيث لا توجد في حوران مدنًا وقرى حاضنة لهكذا نهج ما يدل على ذلك ماحدث في  مدينة جاسم قبل أيام حيث الأهالي هم من أخبروا عن تحركات غريبة في منزل مهجور مما دفع بشباب من “الجيش الحر” من مدينة جاسم وطفس و من مجموعة أحمد العودة لمحاصرة المنزل ليقوم أفراد المجموعة بتفجير أنفسهم وقيل انه أحد أهم المطلوبين والذي هو عراقي الجنسية قضى في هذا الحادثة.

– هل تسعى الحكومة للقضاء على الفصائل المسلحة المعارضة في درعا تحت ذريعة انتمائهم لداعش؟ 

نعم وكذلك تسعى لدعشنة المنطقة بالكامل لتبرير حملة إجرامية تنهي الحالة المناهضة للنظام وتقدم نفسها أنها الحاضر القادر للجوار الإقليمي. بل أعتقد أكثر من ذلك وهو المساهمة في تهجير شباب المنطقة وتفريغها لصالح ميليشيات طائفية تتبع لإيران.

– ما هو مستقبل التسويات والمصالحات التي رعتها روسيا في درعا مع استمرار حالة التوتر والفلتان الأمني هناك؟

هي حالة لا يمكن القول عنها مصالحات ولا تسويات منجزة هي حالة  فرضت على الثورة والثوار من خلال ما عرف باتفاق كيري – لافروف في الجنوب عام ٢٠١٧ أدى لدخول روسيا “كضامن” ليصبح الثوار بين أمرين أحلاهما مر أما التهجير أو البقاء تحت رعاية روسيا ليتشكل فيما بعد ما يعرف بالفيلق الخامس و هذا ما حصل .

لا أعتقد قدرة النظام على إعادة السيطرة على محافظة درعا كما كانت قبل الثورة و ستبقى حالة شكلية من الحضور.

– هل التواجد الروسي في محافظة درعا أصبح ضعيفاً، مقابل زيادة النفوذ الإيراني؟

يمكن القول الوجود العسكري الروسي هو أقل من الوجود الإيراني وأضعف منذ التدخل الروسي ففي حين تتواجد العناصر الموالية لإيران تحت غطاء الجيش التابع للأسد و تلبس لباسه وتنتشر مليشيات حزب الله الإرهابية جنباً إلى جنب مع عناصر جيش الأسد فيما يحتفظ الروس بتواجد رمزي في مدينة ازرع وفي قرية موثبين شمال محافظة درعا.

حيث الوجود الروسي برأيي متمثل في القوى الجوية التي غطت قوات النظام وقصفت معه السوريين بلا رحمة.

 

حاوره: يعقوب سليمان