دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

بالرغم من تمسك الطرفان “بآلية منع وقوع اشتباك” .. التوتر يزداد بين القوات الأمريكية والروسية في شمال شرق سوريا

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – مرات عدة، تكاد المطاردات بين القوات الأمريكية والروسية في مناطق شمال شرق سوريا، أن تؤدي صدام عسكري، إلا أن الخلافات تارة تنتهي بمشاجرات دون اللجوء إلى الأسلحة، وتارة أخرى تتدخل قوات سوريا الديمقراطية لفض الخلاف.

توتر جديد .. وواشنطن تعلق

وللمرة الثانية خلال أيام قليلة، حدثت مطاردة جديدة بين دورية للقوات الأمريكية وأخرى للقوات الروسية في ريف مدينة المالكية (المسماة محلياً بديرك) أقصى شمال شرق سوريا، وذلك في إطار استمرار حالة التوتر بين الطرفين الساعيين لتثبيت التواجد العسكري في المنطقة.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن محيط المدينة شهدت مطاردة بين القوتين العسكريتين، في ظل التوتر المتواصل بينهما، وفي مشهد بات يتكرر بشكل شبه يومي.

وسبق ذلك تسيير دورية روسية بالقرب من “ديرك” الثلاثاء الماضي، بالتزامن مع تمركز عدة عربات للقوات الأمريكية على الطريق الرئيسي “رميلان – المالكية” كإجراء احترازي لمنع القوات الروسية من التوجه نحو معبر سيمالكا مع العراق.

وتعمل القوات الأمريكية والروسية في شمال شرق سوريا على تنسيق تحركاتهما العسكرية في المنطقة، في إطار آلية “منع وقوع الاشتباكات” التي تم إنشاؤها عام 2015، مع تحديثها لاحقاً عدة مرات مع وقوع تغيرات ميدانية في البلاد.

وخلال المطاردة التي حدثت، صباح يوم الاربعاء، اصيب جنديان من القوات الأمريكية في حادث تصادم أثر مطاردة بين الطرفين، ما أدى لحدوث شجار بينهما، دون حدوث اشتباكات بالأسلحة.

وعليه اتهمت الولايات المتحدة الجانب الروسي بـ”انتهاك” بروتوكولات “آلية منع وقوع الاشتباكات” بين الجانبين في شمال سوريا.

وعلق المتحدث باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض، جون إيليون، خلال بيان له، مساء الأربعاء، إن الحادث وقع صباح 25 آب/أغسطس في منطقة “ديريك”، مضيفا أن “عربات روسية اصطدمت مع عربة مصفحة تابعة للتحالف الدولي، مما أسفر عن إصابة طاقمها”.

وصرح بأن العربة الأمريكية غادرت موقع الحادث سعيا لتجنب حدوث أي نزاع بين الطرفين.

وتابع إيليوت، “مثل هذه التصرفات غير الآمنة وغير المهنية تمثل انتهاكاً لبروتوكولات منع وقوع الاشتباكات، التي تم إقرارها من قبل الولايات المتحدة وروسيا في كانون الأول/ديسمبر العام 2019″، مشدداً على أن واشنطن لا تريد أي تصعيد للوضع، لكنها “تتمتع بحق كامل للدفاع عن النفس”.

بدورها نقلت وكالة “رويترز” للأنباء عن مسؤولين أمريكيين، أن الحادث أسفر عن جرح “عدد قليل” من القوات الأمريكية، مشيرين إلى أن الإصابات لم تحدث نتيجة أي تبادل لإطلاق النار، موضحين أنها ناجمة عن “تصادم”.

مباحثات عسكرية أمريكية روسية

وعلى خلفية هذا الحادث أجرى رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الأمريكية، الجنرال مارك ميلي، اتصالاً هاتفيا مع رئيس هيئة الأركان الروسي، الفريق فاليري غيراسيموف، تباحثا خلاله الحادثة. وكشف مصادر إعلامية بأن الطرفان اتفقا على تنسيق أكبر في تحركاتهما العسكرية في المنطقة.

وتعمل الولايات المتحدة التي انسحبت من مناطق شمال وشرق سوريا قبل العملية العسكرية التركية في المنطقة بتشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي، على استعادة نفوذها السابق، بعد استغلال روسيا للفوضى والفراغ الذي حدث نتيجة الانسحاب الأمريكي، وتمركزها في عدة قواعد كانت تابعة للأمريكيين وقوات التحالف، والدخول في مناطق شرق الفرات بعد اتفاق عسكري بين قوات سوريا الديمقراطية والحكومة السورية.

وعبرت مصادر سياسية محلية، عن قلقها من أي اصطدام عسكري بين القوتين العسكريتين الرئيستين في سويا، وتداعيات أي اشتباك قد يحصل على المنطقة، محذرين من سقوط بروتوكولات فض النزاع وتحول المشاحنات إلى حرب واسعة في ظل سعي الطرفين لتثبيت نفوذه أكثر من الآخر.

 

إعداد: ربى نجار