دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

باحث سياسي لأوغاريت بوست: الإعلان عن “الدستورية السورية” مؤشر على الانتقال من العسكرة إلى السياسة، وإدلب ستكون منطلقاً للتوجه نحو شرق الفرات

أوغاريت بوست (مركز الاخبار) – تختلف آراء السوريين ومواقفهم حيال إعلان تشكيل اللجنة الدستورية السورية، خلال القمة التي جمعت حلفاء آستانا في سوريا، بأنقرة، والتي وصفها البعض أنها مؤشر مهم على التحول من العسكرة إلى السياسة، بينما قال آخرون، انها مجرد حبر على ورق لتجميل صورة آستانا بعيون المجتمع الدولي، في حين ذهب البعض الآخر انه لا يمثل كل الأطراف والقوى السياسية في سوريا، لذلك لن يكتب لها النجاح.

كذلك نصت قمة أنقرة بين ضامني آستانا (روسيا وتركيا وإيران) على ضرورة القضاء على “التنظيمات الإرهابية” في إدلب وتحقيق الاستقرار فيها، الامر الذي أربك المعارضة السورية، وأبدائها للقلق وعدم الارتياح للتصريحات الروسية التي تؤكد ان الحملة العسكرية على إدلب مستمرة. إضافة لذلك، أكدت الأطراف عدم قبولهم بخلق واقع جديد على الأراضي السورية في إشارة إلى مناطق شمال وشرق سوريا والإدارة الذاتية.

خلافات تلوح في الأفق وبيدرسون: لا يمكن تحديد موعد لإطلاق اللجنة الدستورية السورية

وفي خطوة مفاجأة للكثيرين، أعلن المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسون، الثلاثاء، أنه طلب من مجلس الأمن الدولي تأجيل الجلسة التي كان من المفترض ان تنعقد الخميس القادم، لبحث الملف السوري ومن بينها “الدستورية السورية”، وأشار بيدرسون إلى انه طلب تأجيل الجلسة لنهاية الشهر الجاري، لضمان عمل اللجنة، منوهاً أنه لا يمكنه تحديد موعد لانطلاقها.

مراقبون رجحوا، ان تكون الخلافات هذه المرة ليست بين ضامني آستانا حول اللجنة، بل بين المؤسسة الأممية والأخيرة، ولعل السبب في ذلك يكون بعدم إدراج بعض الاسماء التي تطلب الامم المتحدة تواجدها ضمن اللجنة.

الانتقال من مرحلة العسكرة إلى السياسة.. وتركيا أمنت مكاناً “للاخوان المسلمين” في اللجنة

وفي سياق متصل أوضح الباحث السياسي الدكتور وفيق إبراهيم، بتصريحات خاصة لشبكة أوغاريت بوست الإخبارية، أن الانتقال إلى اللجنة الدستورية، هي مؤشر إلى “نقلة نوعية من المرحلة العسكرية إلى السياسية، وهذا يعني ان هناك من يحاول المبادلة بين الوضعية في اللجنة الدستورية والمسألة العسكرية”، وأضاف، يبدو أن تركيا استطاعت ان تؤمن مدخلاً إلى اللجنة الدستورية لأنصارها السوريين، سواءً في “الاخوان المسلمين أو التنظيمات الأخرى، مقابل الانتهاء من الإرهاب في إدلب”، وأشار إلى ان الأمر بات واضحاً، وأن اللعبة التركية تتعمد دائما الإطالة والاستفادة من كل شيء حتى الدقيقة الأخيرة.

ويرى أن تركيا تلعب على الصراع السوري الأمريكي، وتلعب على الصراع الروسي الأمريكي، وتريد أيضاً القضاء على الأكراد، من خلال سوتشي وآستانا او من خلال المفاوضات السرية التي لا تزال دائرة بينها وبين الأمريكيين حول المنطقة الآمنة.

تركيا تريد استغلال “المنطقة الآمنة”

وتابع، تركيا تريد أيضاً استغلال المنطقة الآمنة لتكون مدخل لها للتدخل شرقي الفرات، وليس فقط كما يزعم أردوغان بأنه يريد توطين مليون سوري في تلك المنطقة، و3 مليون إذا ما سمح له الدخول حتى دير الزور والرقة، مشيراً إلى أن هذا الكلام كله فارغ .

إدلب عائدة إلى “الجيش والدولة السورية” وستكون “منطلقاً” نحو شرق الفرات

وحول مستقبل إدلب يرى إبراهيم، “أنها ذاهبة وعائدة إلى الجيش السوري والدولة السورية، لأن الأداء التركي فيها مؤقت”، مشيراً إلى ان تركيا “تتعمد التأخير في محاولة منها للاستفادة من كل شيء قبل الانتهاء من إدلب”، وأضاف “هيئة تحرير الشام ليست مقبولة من احد، وروسيا لديها أيضاً هامش، هي تريد استغلال الخلاف التركي الأمريكي لأنها لا تستطيع اللعب طويلاً أمام إصرار الدولة السورية”.

وأوضح، نحن لا نقول أن الدولة السورية ستفرض على روسيا بالقوة “لا”، لكن روسيا تعتبر سوريا منطقاً لها إلى الإقليم، لذلك يهمها جداً أن تكون سوريا متحررة، وأن تؤمن أرضية هامة جداً لها غربي سوريا (إدلب)، للانطلاق نحو شرقي الفرات.

إعداد: ربى نجار