دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

الوضع الإقليمي لا يقبل تغييرات جديدة لخرائط السيطرة العسكرية في سوريا

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – في وقت تحدثت فيه تقارير إعلامية عن وجود “صفقة روسية تركية” جديدة على حساب الأراضي السورية، بعثت الولايات المتحدة الأمريكية برسائل حازمة وصارمة لروسيا وتركيا بعدم تخطي “مناطق نفوذهما في سوريا”، وذلك خلال الزيارة التي قام بها المبعوث الأمريكي إلى سوريا جيمس جيفري لشمال شرق البلاد قبل أيام.

انسحاب روسي من شمال سوريا .. “صفقات جديدة تلوح في الأفق”

وبعد انتهاء الاجتماع بين الوفدين العسكريين التركي والروسي في انقرة منتصف الأسبوع الماضي، بدأت وسائل إعلامية تتحدث عن إمكانية انسحاب روسي من مناطق حدودية شمال شرق سوريا، وهو ما قد يفتح الباب أمام تركيا لعمليات عسكرية جديدة في تلك المناطق، حيث أن الانسحاب الروسي سيمثل انتهاءً للاتفاق المبرم بين روسيا وتركيا في تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي لوقف إطلاق النار في المنطقة.

وأشارت التقارير الإعلامية بأن المسؤولين الروس والأتراك تباحثوا خلال اجتماعهم إمكانية تبادل مناطق أخرى في سوريا، حيث يتم الحديث عن تبادل بين مناطق جنوب الطريق الدولي (حلب اللاذقية M-4) بمدينتي تل رفعت ومنبج، حيث سبق لوكالة “سبوتينك” الروسية أن قالت بأن “الوفد الروسي رفض تسليم تل رفعت ومنبج لتركيا”.

واشنطن تضع “خطوطها الحمراء” في شمال سوريا

الولايات المتحدة الأمريكية يبدو أنها غير موافقة هذه المرة على تغيير جديد في خرائط السيطرة العسكري في الشمال السوري، حيث أرسلت رسائل واضحة خلال زيارة مبعوثها لسوريا جيمس جيفري لمناطق الإدارة الذاتية قبل أيام، مفادها “رفضها لتخطي روسيا وتركيا لمناطق نفوذهما في سوريا”، وبذلك بحسب متابعين فإن واشنطن وضعت خطوطها الحمراء في المنطقة أمام موسكو وأنقرة.

صحيفة “العرب اللندنية” سلطت بدورها الضوء على الملف وقالت، أن “زيارة جيفري لمحافظة الحسكة تبدو رسالة لإعادة ترتيب للمشهد في المنطقة الشرقية، ولقاءه بمسؤولين في الإدارة وقادة قوات سوريا الديمقراطية والشخصيات السياسية وشيوخ العشائر، حملت أكثر من دلالة من حيث توقيتها. فالزيارة كانت عبارة عن تحديد نفوذ في ظل محاولات روسية للتغلغل أكثر في المنطقة وتهديدات تركية بعمليات جديدة تستهدف الحلفاء الأكراد”.

وبرهنت الزيارة الرسمية الأمريكية لشمال شرق سوريا بأن الانتخابات الأمريكية وغيرها من التحديات التي واجهتها أمريكا خلال الفترة الماضية، لا يعني تراجع واشنطن باهتماماتها في هذه المنطقة من سوريا.

مسؤولة كردية: واشنطن ستتصدى لأي نوايا عسكرية تركية في المنطقة

ونقلت الصحيفة عن مسؤولة كردية في “حزب الاتحاد الديمقراطي”، سما بكداش، بأن واشنطن قدمت تعهدات مفادها التصدي لأي نوايا تركية لشن عمليات عسكرية جديدة في المنطقة، وبحسب بكداش، فإن جيفري، أكد أن بلاده ستحاول منع أي محاولة تركية للقيام بعمل عسكري جديد خارج المناطق التي تسيطر عليها الآن، وفي حال أصرت تركيا على القيام بذلك، سيتم فرض عقوبات عليها.

وذكرت “العرب” بأنه مقابل تعهد المسؤول الأميركي بالتصدي لأي مغامرة تركية، حرص جيفري خلال اللقاء مع “القوى الكردية” على التطرق إلى جملة من النقاط مثار قلق واشنطن لاسيما طريقة تعاطي قوات سوريا الديمقراطية مع وجود روسيا في شمال شرق سوريا، والتي ترى واشنطن أن من شأنه أن يشكل دافعا للمزيد من التسرب الروسي للمنطقة.

وانتشرت قوات الحكومة السورية مع الشرطة العسكرية الروسية في المناطق الحدودية في محافظتي الحسكة وحلب، بعد “الغزو التركي” للمنطقة في تشرين الأول/أكتوبر 2019، بعد تفاهم عسكري مع قوات سوريا الديمقراطية، الذي كان من المفترض أنه الطريق أمام اتفاقات سياسية أخرى، لكن ذلك لم يحصل حتى اللحظة.

إعداد: علي إبراهيم