دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

المونيتور: موجة نزوح ضخمة وسط مخاوف من تجدد المعارك في إدلب

تستعد المعارضة السورية لهجوم محتمل من قبل القوات الحكومية السورية في إدلب، بعد عمليات قصف واستطلاع مكثفة بشكل متزايد منذ بداية أيلول.

وتخشى المعارضة السورية تجدد المعارك في محافظة إدلب شمال غربي البلاد، وسط تصاعد التوتر بين تركيا وروسيا، وهو ما انعكس بشكل واضح على مناطق سيطرة المعارضة من خلال التصعيد العسكري المتزايد منذ بداية أيلول.

وصعدت الحكومة السورية وحليفتها الروسية قصفهما الجوي والبري على مناطق سيطرة المعارضة في ريف إدلب وحلب، حيث وصلت القذائف حتى الى جبل الزاوية جنوب إدلب.

واستهدف القصف السوري والروسي مؤخرًا مخيمات اللاجئين ومدينة إدلب المكتظة بالسكان وريف عفرين ودارة عزة بريف حلب، وكذلك محيط القواعد العسكرية التركية في ريف إدلب.

وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإسرائيلي في 9 أيلول في موسكو، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن تركيا غير قادرة على تنفيذ الاتفاقات المتعلقة بفصل المعارضة السورية عن الإرهابيين في إدلب.

وأثار بيان لافروف مخاوف المعارضة السورية حيث تخشى أن ينتهي وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في آذار 2020.

في المقابل، تتحرك تركيا والمعارضة السورية لمواجهة التصعيد العسكري الروسي.

في 13 أيلول، دخلت رتل عسكري تركي إدلب في محاولة على ما يبدو لتعزيز حماية قواعد الجيش التركي في منطقة جبل الزاوية. كثفت فصائل الجيش السوري الحر المدعومة من تركيا وهيئة تحرير الشام هجماتها على مواقع حكومية في جبهات إدلب.

وزار وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، في 8 أيلول، قاعدة عسكرية تركية في اعزاز بريف حلب. وفي 11 أيلول، أجرى جولة تفقدية لوحدات عسكرية تركية في هاتاي على الحدود التركية السورية، بعد مقتل جنود أتراك في انفجار عبوة ناسفة على الطريق بين مدينة إدلب وبنش.

ورد أكار أيضًا على تصريحات لافروف التي اتهم فيها تركيا بعدم الامتثال لاتفاق إدلب، وقال” هناك اتفاقيات تم توقيعها بعد محادثاتنا مع روسيا. نحن نلتزم بها ونتحمل مسؤولياتنا. نتوقع من محاورينا الالتزام بهذه الاتفاقات وتحمل مسؤولياتهم”.

وقال مسؤول عسكري في الجبهة الوطنية للتحرير في إدلب، التابعة للجيش السوري الحر، لـ “المونيتور”، شريطة عدم الكشف عن هويته، إن “النظام السوري والقوات الروسية لم يكتفوا بتكثيف قصفهم الجوي والبري، الذي استهدف مناطق مأهولة بالسكان، لكنهم زادوا أيضًا من محاولات التسلل على الجبهات الجنوبية لإدلب”.

وقال: “جولات القصف والتسلل المتصاعدة تعني حرص النظام وحلفائه على استئناف المعارك. تدخل عمليات التسلل في إطار استطلاعات القوة في محاولة لتحديد مواقع الفصائل في المنطقة وتقييم قدراتها العسكرية، والتي يجب أخذها في الاعتبار لأي هجوم محتمل”.

وأضاف المصدر أن “فصائل الجيش السوري الحر – بدعم من تركيا – تستعد لأي هجوم مفاجئ على إدلب ولن تقف مكتوفة الأيدي إذا انتهى وقف إطلاق النار”.

وقال محمد إبراهيم، من سكان منطقة جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، لـ “المونيتور”: إن الطائرات الروسية تشنّ غارات جوية يومية على قرى وبلدات إدلب، فيما تواصل قوات النظام قصفها المدفعي على نفس المناطق، بالإضافة إلى تحليق طائرات الاستطلاع الروسية والإيرانية المستمر”.

وقال: “كل هذه التطورات مؤشرات على معركة وشيكة، وأنا أفكر جديًا في نقل عائلتي إلى منطقة أكثر أمانًا شمال إدلب”.

تداولت المعارضة العسكرية السورية معلومات عن سحب هيئة تحرير الشام لجزء من أسلحتها من جبهات جبل الزاوية، في خطوة نفتها وسائل الإعلام التابعة لهيئة تحرير الشام، وأكدت بقاء السلاح في مكانه، وشددت على استعداد المقاتلين للرد على القوات الحكومية.

لكن هذه المعلومات تسببت في حالة من الذعر بين سكان جبل الزاوية، مما دفع الكثيرين إلى مغادرة المنطقة خوفًا من تجدد المعارك. وزاد نزوح المدنيين بشكل ملحوظ مع التصعيد العسكري في مناطق جنوب إدلب خلال الأسبوعين الماضيين.

نفى تقي الدين العمر، مدير العلاقات الإعلامية في هيئة تحرير الشام، جميع المعلومات التي تفيد بسحب هيئة تحرير الشام أسلحتها الثقيلة من جبل الزاوية.

وأوضح لـ “المونيتور” أن “المدفعية والصواريخ تنتشر على جبهات مختلفة مع قوات النظام وتستخدم بشكل يومي لاستهداف مواقع العدو”.

وقال محمد السكري، الباحث في مركز جسور للدراسات في اسطنبول، لـ “المونيتور”: “من أسباب التصعيد العسكري خوف روسيا من التقارب الأمريكي التركي المحتمل فيما يتعلق بالانسحاب الأمريكي من شمال شرق سوريا دون تنسيق مع موسكو. ولهذا السبب تحذر روسيا من خلال التصعيد العسكري والتهديد بإنهاء اتفاقية سوتشي – ولا سيما وقف إطلاق النار في آذار 2020 – من خلال تكثيف عمليات القصف”.

وقال: “يمكن أن يتطور التصعيد العسكري الحالي إلى عملية عسكرية كاملة إذا فشلت تركيا في الامتثال للمطالب الروسية. إعادة بدء المعارك ليس بالأمر الصعب على روسيا، خاصة وأن موسكو لديها العذر لمثل هذه الخطوة، أي عدم قدرة تركيا على فصل المعارضة المعتدلة عن المقاتلين المتطرفين”.

وتثير زيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى موسكو في 13 أيلول، عدة تساؤلات أهمها ما إذا كانت هذه الزيارة ستؤدي إلى مزيد من التوتر بين روسيا وتركيا، أو تمهد الطريق لتصعيد أكبر في شمال غربي سوريا.

المصدر: موقع المونيتور الأمريكي

ترجمة: أوغاريت بوست