دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

الملف الليبي يبتعد عن الحلول السياسية.. وأطراف الصراع تتمسك بالحل العسكري بالرغم من النداءات الدولية

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – في خضم الجهود الدولية والعربية لوقف التصعيد العسكري في ليبيا، والتدخلات الخارجية فيها، وخاصة الدور التركي الذي تنظر إليه دول إقليمية وغربية بقلق، بعد إرسال تركيا لأكثر من 15 ألف مقاتل سوري من الفصائل الموالية لها، زار وفد تركي رفيع المستوى العاصمة طرابلس في زيارة لم يعلن عنها مسبقاً، لبحث تطورات الملف الليبي.

وتتجاهل تركيا كل النداءات الدولية والأممية التي تشدد على ضرورة وقف العسكرة في ليبيا، والعودة لطاولة المفاوضات بما يتناسب مع المقررات الدولية ومؤتمر برلين.

أكار وغولر في طرابلس

وسلطت وسائل إعلام تركية وأخرى موالية للحكومة في طرابلس الليبية، الضوء على زيارة وزير الدفاع التركي خلوصي أكار ورئيس أركان الجيش التركي يشار غولر، للعاصمة طرابلس ولقاء مسؤولين في حكومة الوفاق، وذلك في مشهد يوحي بأن تركيا ماضية في الحلول العسكرية بشأن الأزمة الليبية. وسط تحذيرات من تحول ليبيا إلى سوريا ثانية.

وبالرغم من أن تركيا تقوم بتبرير تدخلها في ليبيا على أنه مطلب من “الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً”، إلا أنها تواصل إرسال المقاتلين السوريين والأسلحة إلى البلاد في خرق للمقررات الدولية لحظر الأسلحة.

وزار جنرالات تركيا ليبيا في زيارة لم يعلن عنها، إلا وهم على الأراضي الليبية، حيث تواجدوا في غرف العمليات وسط ضباط أتراك، واجراءهم لاجتماعات مع مسؤولين في حكومة الوفاق لوضع ليبيا تحت سيطرة تركيا بشكل أكبر. بحسب محللين ليبيين.

اتفاق يضع ليبيا في قبضة تركيا

وكشفت وسائل إعلامية عن أن اتفاق عقد في الزيارة السريعة للمسؤولين العسكريين الأتراك إلى طرابلس، تم الاتفاق من خلالها على بنود تم “صياغتها في غرف القرار في أنقرة” وتعني تشديد تركيا لقبضتها على ليبيا بشكل أكبر، حيث قالت المصادر إن الاتفاقية تضمن حماية مصالح تركيا في ليبيا، وتتيح لأنقرة التدخل المباشر.

وتضمن الاتفاقية الجديدة إنشاء قوة عسكرية تركية في ليبيا، وكذلك تأسيس قاعدة عسكرية تركية، كما توفر الاتفاقية الجديدة حصانة للقوات التركية في ليبيا ضد أي ملاحقة قضائية، وتمنح الضباط الأتراك في ليبيا صفة دبلوماسية لضمان حصانتهم.

الجيش الليبي.. وسيناريوهات الحرب

العميد خالد المحجوب مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الليبي، قال عن الاتفاق الجديد، أنه يوضح فرض إرادة وغزو جديد على البلاد. مشدداً على أنه مساس بالسيادة الوطنية وعدوان سافر على ليبيا، مشيراً إلى أنها تأتي لمكاسب اقتصادية في المستقبل لصالح أنقرة.

موضحا أن الجيش يضع كل السيناريوهات المحتملة وهو جاهز للعملية العسكرية والمواجهة لن تكون في صالح تركيا، وذلك بعد أن كشفت المصادر أن تركيا تخطط لاستئناف وتوسيع المعارك في ليبيا خلال الفترة المقبلة.

سيطرة تركية على الملف الأمني الليبي

كذلك تسعى أنقرة إلى تعزيز نفوذها الأمني في ليبيا من خلال فرض خالد الشريف لتولي منصب رئاسة المخابرات في حكومة الوفاق لتصبح سيطرة تركيا كاملة على الملف الأمني.

الزيارة تزامنت مع ما كشف عنه موقعُ “أفريكا إنتلجينس” المتخصصُ في الشؤونِ الاستخبارية والاستراتيجية حول سعي تركيا لتعيين الشريف القيادي فيما يعرف بـ “الجماعة المقاتلة” المقربة من تنظيمِ القاعدة، رئيساً لجهاز استخبارات الوفاق.

إلغاء حظر توريد الأسلحة

وفي السياق زار رئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح روسيا، والتقى بوزير الخارجية سيرغي لافروف، حيث كشفت مصادر، بأن الطرفين تباحثا إلغاء حظر الأسلحة المفروض على ليبيا، كونه يفرض على جانب واحد فقط (الجيش الليبي)، مما يعني أن روسيا سوف تمد الجيش بإمدادات عسكرية لمواجهة القوات التركية ومسلحي حكومة الوفاق ومعهم “المرتزقة السوريين”.

ويبدو أن الصراع في ليبيا يبتعد عن الحلول السياسية في ظل تمسك أطراف الصراع بالحلول العسكرية، ما يعني تأجيج الصراع في بلدٍ أنهكته الحرب منذ عدة سنوات.

إعداد: علي إبراهيم