دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

المعارضة التركية تتهم أنقرة بتوريط البلاد في الحرب السورية.. ودعوات عربية لخروجها من البلاد

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – بدأت الأعباء الاقتصادية والسياسية للأزمة السورية تثقل كاهل النظام الحاكم في تركيا، من حيث التدخل العسكري المباشر واستقبالها لأكثر من 4 ملايين لاجئ، بحسب إحصائيات حكومية، يأتي ذلك في وقت طالبت أنقرة من المجتمع الدولي تحمل أعباء الحرب في سوريا.

وخلال السنوات السابقة مد الاتحاد الأوروبي، تركيا، بمليارات الدولارات كمساعدات لها في إطار استقبالها للاجئين السوريين، حيث تؤكد تقارير إعلامية بأن المساعدات المالية لم تصل السوريين من قبل السلطات التركية إلا جزء قليل فقط، بينما يعاني السوريون في تركيا من أوضاع اقتصادية مأساوية.

المعارضة التركية تندد بالسياسة التركية في سوريا

وتتهم المعارضة التركية، نظام العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، زج البلاد في حروب أدت بالبلاد إلى الهاوية، منتقدين سياسة الرئيس التركي حيال سوريا، والتي أدت لتدفق اللاجئين إليها وعبء كبير على الاقتصاد التركي، وقطع علاقات مع دول الجوار وخاصة العربية، التي ترفض السياسات التركية في المنطقة، وتشير المعارضة التركية إلى أن أنقرة تحاول الآن بعد إدراكها “للمستنقع” التي وضعت نفسها فيه في سوريا، خداع الاتحاد الأوروبي لمد يد العون لها وتحمل أعباء الحرب في سوريا.

وخلال جلسة للأمم المتحدة، حاول ممثل تركيا الدائم، فريدون سينيرلي، تحميل المجتمع الدولي، مسؤولية عدم مساندة أنقرة بتحمل الأعباء جراء الحرب السورية، وخلافاً لكل التصريحات الحكومية السابقة، قال المسؤول التركي، أن بلاده تستضيف 9 ملايين لاجئ سوري، بعد أن كانت التقارير الحكومية تتحدث عن 4 ملايين، واعتبر المسؤول التركي أن المجتمع الدولي يتحمل “فشل” إنهاء الحرب في سوريا، بينما أشارت بعض الدول ضمن الأمم المتحدة خلال الجلسة ذاتها، إن تركيا وسياساتها في سوريا أدت لتفاقم الصراع من خلال دعم “تنظيمات متطرفة” بحربها ضد الحكومة.

معارضات دولية وعربية للتدخل التركي في سوريا

وتحدثت دول عدة عن الدور التركي الذي عمق الأزمة في سوريا وبعض البلدان العربية الأخرى كليبيا، مشيرين إلى أن أنقرة “استغلت” علاقتها الوثيقة مع “جماعات متطرفة ومعارضة موالية لها” لتنفيذ سياستها في سوريا، وخلق بؤر توتر وصراع في ليبيا وإقليم آرتساخ/كاراباخ.

وفي السياق ذاته، دانت مصر خلال الجلسة الافتتاحية لأعمال الدورة العادية لمجلس جامعة الدول العربية (المعنية بالتدخلات التركية)، التواجد العسكري التركي في سوريا، ودعت إلى خروجها للدفع بالعملية السياسية في البلاد.

مصر تدعو لخروج “المحتل التركي” من سوريا للدفع بالعملية السياسية

وأكد وزير الخارجية المصري، سامح شكري، على الرفض التام للتدخلات التركية في المنطقة والتي تنطوي على وجود قوات عسكرية تركية على أرض دولة عربية شقيقة (سوريا)، وشدد على أن هذه السياسات لم تؤدي سوى لتعميق حدة الاستقطاب والخلافات، مطالباً بخروج كافة القوات الأجنبية من سوريا وفي مقدمتها القوات التركية التي وصفها “بالمحتلة”.

المعارضة التركية: أنقرة باتت تدرك حجم الكارثة ولن تتلقى أي دعم غربي لتحمل الأعباء

ونقلت وسائل إعلامية تركية عن معارضين أتراك قولهم، أن تركيا تتحمل ما آلت الأوضاع إليه في سوريا، وتستخدم السوريين في صراعاتها الدولية والإقليمية كليبيا وإقليم آرتساخ، واجتياح مناطق كردية في شمال البلاد وخلق أزمات إنسانية، مشيرين إلى أن أنقرة باتت تدرك حجم الورطة التي أوقعت نفسها فيها، مؤكدين أن “الانتصارات” التي تتحدث عنها الحكومة التركية في سوريا محض أوهام للتغطية على الفشل في الملف السوري.

ويؤكد المعارضون الأتراك أن تركيا تشعر بضغوط اقتصادية نتيجة الحرب في سوريا وتسعى للضغط على المجتمع الدولي لكي يتحملوا جزء من الأعباء، لكن ذلك لم يعدد ممكنا فالمسالة السورية لم تعد من اولويات المجتمع الدولي حاليا في ظل التداعيات الاقتصادية لفيروس كورونا والقلق الدولي من التغلغل التركي في المنطقة.

إعداد: علي إبراهيم