دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

المختلفون يتفقون على رفض أي عملية عسكرية تركية في الشمال السوري !

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – لا تزال المناطق الشمالية السورية بشقيها الشرقي والغربي، تترقب ما يمكن أن تؤول إليه الأمور العسكرية في قادم الأيام، وسط الحديث عن تغيير المعطيات في شمال شرق سوريا و قيام “تحالف مضاد” لأنقرة في المنطقة، ما يقف عائقاً أمام رغبتها في السيطرة على مناطق جديدة.

“تحالف مضاد” .. وتهديدات تطال مناطق سيطرة الأتراك في سوريا

التطورات التي حصلت في الأيام القليلة الماضية، جعلت الكثيرين يعتقدون أن تركيا تواجه “تحالفاً مضاداً” لها هذه المرة في سوريا، وهذا التحالف تكون من “الولايات المتحدة و روسيا وإيران وقوات سوريا الديمقراطية” تلك الأطراف التي رفضت أي عملية عسكرية تركية جديدة على الأراضي السورية، وسط إرسال تعزيزات عسكرية ضخمة لقوات سوريا الديمقراطية، وهذا المشهد اعتبرته أنقرة أنه “مساندة” لقسد.

وأجرت القوات الروسية مع قوات الحكومة السورية بالتنسيق مع قوات سوريا الديمقراطية، مناورات عسكرية هي الأولى من نوعها بالقرب من خطوط التماس مع القوات التركية وفصائل المعارضة وتركزت بريف تل تمر وتل أبيض وعين عيسى، ورجحت مصادر أن تبدأ عمليات عسكرية مضادة للقوات الروسية بالتنسيق مع قسد للسيطرة على مدن الباب وعفرين وإعزاز.

وما زاد من هذه التكهنات، الحديث الروسي عن جعل مطار القامشلي الدولي قاعدة عسكرية، ستكون ثاني أكبر قاعدة روسية في البلاد بعد حميميم، واستقدمت طائرات حربية لها من طراز ميج وسوخوي، كما وردت أنباء عن أن القوات الروسية ستنشر مروحيات عسكرية في مطار عين العرب “كوباني”، ومن المحتمل أن تكون هذه القواعد، منطلقاً لأي عملية عسكرية مرتقبة في مناطق سيطرة “الجيش الوطني السوري” الموالي لتركيا.

إيران تعزز من تواجدها العسكري بريف حلب .. وأمريكا ترفض منح “الضوء الاخضر”

إيران بدورها ثبتت نقاط مع عتاد عسكري نوعي بالمناطق القريبة من بلدتي النبل والزهراء وتحديداً بمناطق التماس قرب مدينة تل رفعت، التي تهدد تركيا باجتياحها، وهذا أول تدخل إيراني على خط التهديدات التركية ضد التشكيلات العسكرية في تلك المناطق من بينها “قوات تحرير عفرين”، التي انفصلت عن قوات سوريا الديمقراطية بعد سيطرة تركيا على عفرين عام 2018.

إما الولايات المتحدة، فقد أبدت موقفها الواضح على لسان الرئيس جو بايدن، برفضه إعطاء أي ضوء أخضر لتركيا بشن عمليات عسكرية في شمال سوريا، على الرغم من كل التنازلات التي قدمها الرئيس التركي خلال اجتماعهم بقمة روما الأخيرة، وهذا الرفض أدى لغضب الرئيس التركي وعدم مشاركته في قمة غلاسكو للتغيير المناخي.

عسكرياً.. فإن الولايات المتحدة وفي إطار التحالف الدولي، تواصل إرسال التعزيزات لقوات سوريا الديمقراطية وتعزز من تواجدها بشكل كبير في الشمال الشرقي، وذلك في إطار الحرب ضد داعش، وهذه الحرب كانت أحد الأسباب الرئيسية لرفض بايدن دخول أردوغان في عملية عسكرية جديدة ضمن الأراضي السورية قد تؤثر على مجريات الحرب، والمكتسبات التي تحققت في السنوات الماضية.

مسؤول أمريكي: يجب العمل نحو حل سياسي للصراع في سوريا

قناة “الحرة” نقلت عن متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إنه “من الأهمية بمكان أن تحافظ جميع الأطراف على مناطق وقف إطلاق النار وتحترمها لتعزيز الاستقرار في سوريا والعمل نحو حل سياسي للصراع”، وشدد المتحدث على أن “التصعيد ليس في مصلحة أحد”.

جيفري: القوات التركية قد تصطدم بالقوات الروسية والأمريكية

وسبق أن كشف المبعوث الأميركي السابق إلى سوريا، جيمس جيفري، أن واشنطن رفضت منح الضوء الأخضر لتركيا بشن عملية عسكرية جديدة في سوريا، وخلال حديثه مع “الحرة” توقع المسؤول الأميركي المتقاعد أن أي حركة لأنقرة في اتجاهات معينة قد تضعها في موقف “معقد” للاشتباك مع القوات الأميركية أو الروسية.

ما بين 2019 و 2021 .. ما الذي تغير ؟

حديث جيفري وافق عليه محللون سياسيون ومتابعون للشأن السوري، بأن الأوضاع في شمال شرق سوريا تختلف عن ما كان عليه في 2019، فحينها منح الرئيس السابق ترامب الموافقة لأردوغان بشن عملية “نبع السلام” وانسحب من مناطق عدة وفتح المجال للقوات التركية للتوغل.

يضاف إلى ذلك تغير الموقف الدولي وخاصة موقف “روسيا وإيران” اللتان عبرتا عن رفضهما لأي عملية عسكرية في سوريا، فيما وصفت الصين ولجنة الاتحاد الأوروبي التواجد التركي لأول مرة في سوريا “بالاحتلال” وشددوا على ضرورة انسحاب القوات التركية من الأراضي السورية.

فضلاً عن أن القوات الأمريكية والروسية الآن متواجدتان في شمال شرق سوريا، وأي عملية عسكرية تركية دون أذن مسبق من الدولتين ستضعان القوات التركية بمواجهة قطبي العالم عسكرياً، وهذا ما لا يمكن أن تقوم به تركيا، كونها ترغب على الحفاظ على العلاقات مع روسيا وأمريكا، وعدم تعرضها للمزيد من العقوبات والقطيعة السياسية.

ناهيك عن أن إعادة قوات قسد لهيكليتها العسكرية، وبالتالي أصبحت أكثر تنظيماً وقوة، وهذا ما أكده مدير مركزها الإعلامي فرهاد شامي في وقت سابق، ويمكن أن تعود إلى المناطق التي انسحبت منها عام 2019 بعد أن انسحبت من هناك بموجب اتفاق سوتشي بين بوتين وأردوغان.

وترى أوساط سياسية سورية، أن كل ما ذكر لم يكن موجوداً في 2019، حيث أن الاوضاع سابقاً ساعدت تركيا في الاجتياح والسيطرة على مناطق جديدة في سوريا، مشيرين إلى أن أي عملية عسكرية غير محسوبة ودون أذن من موسكو وواشنطن قد تخسر أنقرة مناطق نفوذ لها في الشمال السوري.

إعداد: ربى نجار