دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

“اللجنة الدستورية” توقعات بتقدم لفرض الأمر الواقع على الغرب.. ولا مصلحة للسوريين فيها

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – في ظل هدوء يخيم جبهات القتال في منطقة “خفض التصعيد”، انطلقت أعمال اللجنة الدستورية السورية في جنيف، بجولتها الرابعة، وذلك برعاية المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسون، الذي سبق أن أعلن “فشل العملية السياسية في سوريا”.

وسبق أن اعتبر بيدرسون، أنه لا فائدة من عقد اجتماع اللجنة الدستورية المصغرة، دون الاتفاق على جدول أعمالها، وأعرب حينها عن “إحباطه الشديد” لعدم إحراز أي تقدم.

آمال ضعيفة.. وتوقعات بتحقيق تقدم

محللون سياسيون رأوا أن هذه الجولة قد يحدث فيها تقدم، كون المرحلة التي تمر بها سوريا حساسة للغاية وخاصة في ظل الإدارة الأمريكية الجديدة التي لها موقف مغاير من الأزمة، فيما شدد آخرون على أنه لن تنتج هذه الاجتماعات إلا إطالة عمر الأزمة السورية.

دستور يحفظ مصالح غير السوريين

وعن اللجنة وأعمالها وهل ستشهد هذه الجولة أي تقدم، رأى الكاتب والباحث السياسي حسين عمر، خلال تصريح خاص لشبكة “أوغاريت بوست” الإخبارية، أن هذه الجولة ستختلف عن الجولات السابقة، بسبب حساسية المرحلة التي ينتظر الكل فيها وضوح الموقف الامريكي في ظل الإدارة الجديدة التي يبدو ستكون مختلفة في تعاطيها مع الوضع السوري.

وأضاف لهذا “ستحاول روسيا وتركيا اللتين تتحكمان بالطرفين (الحكومة والمعارضة)، الضغط على مندوبيهما لتسهيل عملية النقاشات وايجاد تفاهمات في هذه الجولة لتكون الأساس الذي من المفترض أن يؤدي إلى كتابة دستور يحفظ مصالح الطرفين”.

وخلال حديثه أوضح عمر، أن تركيا بدأت على ما يبدو بالإدراك أن “قيادة الائتلاف للمعارضة السورية وتمثيلها لن يكون كذلك في الفترة المقبلة، لأن الاتهامات الدولية التي توجه إلى الاحتلال التركي ومرتزقته الذين يعملون تحت مظلة الائتلاف تزداد يوماً بعد يوم، والصحف الغربية لا تخلو يوماً من تقارير تؤكد ذلك، وكذلك روسيا وصلت إلى مرحلة لم يعد بإمكانها الاستمرارية في حرب استنزاف لا فوائد مادية منها وهي لا تريد أن تخسر أكثر، بل جاء الوقت الذي تجني المكاسب المادية ايضاً، وهذا لن يتم إلا في ظل التوصل إلى حل سياسي”.

وشدد عمر على أن برأي روسيا وتركيا، فالحل يكمن في التوصل الى دستور تشارك من خلاله المعارضة “التركوسورية” مع النظام في صيغة تحمي مصالح الأتراك وروسيا ويبقي على النظام بشكل ما وتطعيمه بعناصر إخوانية باسم المعارضة والذهاب الى انتخابات توافقية.

وتساءل عن إمكانية نجاح ذلك، وأجاب أيضاً “باعتقادي لن يكون من السهولة أن يقسموا الكعكة بينهم، لأن هناك قوى أخرى ستدخل على الخط وخاصة أمريكا التي ستستعيد المبادرة ولن تسمح بأي حل دون أن يكون لها اليد الطولة فيها، فالإدارة الجديدة ستعمل بالضد من روسيا على طول الخط كما يبدو، وتركيا ستكون أمام خيار صعب أما السير مع روسيا كما الآن أو اختيار التوافق مع أمريكا وهو ما لا يريده أردوغان “.

وضع أمريكا والغرب أمام الأمر الواقع

وأردف “لهذا سيحاولون استعجال النتائج المرتقبة من عمل اللجنة الدستورية حتى يضعوا الغرب وخاصة أمريكا أمام الأمر الواقع ، هذا إذا لم تتدخل الإدارة الأمريكية فوراً”.

وشدد على أنه بالنتيجة لا مصلحة للشعب السوري في أية حوارات أو مفاوضات تجري دون أن يكون ممثليه الفعلين والقوى والشخصيات الوطنية الديمقراطية فيها.

مصلحة السوريين في “الدستورية السورية” إطالة عمر الأزمة

بدوره أكد نائب رئيس الجمعية الوطنية السورية أمير زيدان، خلال تصريح خاص “لشبكتنا”، أن “مفاوضات جنيف لن تحقق أي هدف إلا إطالة عمر هذا النظام المارق على كل ما هو معقول وإنساني ووطني”.

وشدد على أن النظام الحاكم في سوريا “مثابر على ما عودنا عليه من إنكاره للواقع وتزييفه له، فمؤامراته الكونية لاتزال لم تنتهي فصولها بعد، والاحتلالان التركي والأمريكي يعيقان حسب رأيه عودة النازحين، والذين بدأ بتقسيمهم إلى نازحين ومهاجرين بعد أن أمن لهم كل سبل العودة، أما الروس والإيرانيين فهما حماة الوطن والجمعيتان الخيريتان الدوليتان الساهرتان على مصالح الشعب السوري، إغراق بتفاصيل جدلية لا تدعو المفاوض الآخر إلى هز الرأس استنكارا فقط، بل بالإيمان القطعي بعبثية هكذا تفاوض”.

إعداد: ربى نجار