دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

“اللاجئون السوريون”.. ورقة تستغلها روسيا لكسر العزلة على دمشق والمجتمع الدولي يؤكد “سوريا غير آمنة بعد”

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – بعد خطاب القسم الرئاسي بأيام، عقدت الحكومة السورية بدعم روسي “مؤتمر عودة اللاجئين السوريين”، وتأمين كل ما يلزم لكي يعيش السوريون العائدون “حياة كريمة” كما جاء في خطاب الرئيس السوري.

هذه المساعي لا تزال تصطدم بعدم وجود ممثل للدول الأوروبية التي تضم أكبر عدد من اللاجئين إضافة للأوضاع الأمنية غير المستقرة في البلاد، كما تعتبر “ورقة” تستغلها روسيا لكسر العزلة المفروضة دولياً على دمشق.

ماهي العقبات أمام عودة السوريين لبلدهم ؟

ولا شك أن بعض الدول الغربية تريد إعادة اللاجئين السوريين إلى بلدهم، إلا أن هناك الكثير من العقبات أمام هذه المساعي، منها عدم وجود أي تمثيل دبلوماسي للاتحاد الأوروبي وغيره من الدول في دمشق، إضافة إلى عدم استقرار الأوضاع الأمنية في البلاد، كما أن “العنف السياسي” أيضاً يحول دون إعادة الحكومات الغربية للسوريين.

وعلى الرغم من استمرار الدول الغربية وأخرى تستضيف اللاجئين السوريين في أراضيها بتجاهل هذه المؤتمرات، عقدت الحكومة السورية بدعم روسي “المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين السوريين” في دمشق، يوم الاثنين.

اجتماع اعتبرته أوساط سياسية “محاولة روسية جديدة لإعادة تعويم النظام المعزول دولياً”، مشيرين إلى عدم قدرة الحكومة السورية وروسيا أيضاً على تأمين الظروف المواتية لعودة اللاجئين، كون العنف لا يزال مستمر في البلاد إضافة إلى إمكانية أن يلاحق العائدون سياسياً كون أغلبهم تعتبرهم الحكومة معارضين لها.

الحكومة تتعهد بتحسين الظروف.. فهل يمكنها ذلك ؟

وتعاني سوريا من دمار شبه كامل في البنى التحتية وتحتاج لسنوات وسنوات حتى تتعافى، إضافة إلى انتشار فيروس كورونا وعدم وجود نظام وخطط لتطعيم الشعب السوري باللقاحات، كذلك الأوضاع الاقتصادية السيئة وانهيار الليرة أمام العملات الأجنبية وارتفاع الأسعار غير المعقول بما لا يتناسب على الإطلاق مع قدرة السوريين الشرائية، وخاصة ضمن مناطق سيطرة الحكومة.

وسبق أن قال الرئيس السوري بشار الأسد، أن “سوريا تعمل بشكل حثيث ومتواصل من أجل عودة اللاجئين سواء من خلال إعادة تأهيل البنية التحتية وإعادة الأمن والاستقرار أو من خلال تسريع عملية المصالحة بما يضمن عودة آمنة للاجئين والمهجرين السوريين إلى قراهم وبلداتهم”.

ومن جانبه أعرب مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف، عن ثقته بأن “الجانبين السوري والروسي سيصلان إلى نتائج ملموسة في هذا الإطار نظراً إلى الخطوات والإجراءات الفعّالة التي تقوم بها الحكومة السورية لتوفير الظروف الملائمة والأرضية المناسبة لعودة اللاجئين السوريين”.

“عن أي ظروف مناسبة تتحدث روسيا” ؟

وتساءلت أوساط سياسية ومتابعة، عن أي خطوات وظروف مناسبة تتحدث عنها روسيا، بالتزامن مع التصعيد الجاري في البلاد، والذي انضمت المناطق الجنوبية إليه مؤخراً، إضافة إلى استمرار العنف في مناطق “خفض التصعيد” وهشاشة الأوضاع الأمنية في كامل مناطق سيطرة الحكومة، وعودة نشاط داعش، إضافة إلى الأزمات التي تعيشها البلاد ومنها الكهرباء التي قالت الحكومة أنها تحتاج للمليارات وعشر سنوات حتى تحل المشكلة، ناهيك عن أزمات الخبز و الوقود والاقتصاد.

الأمم المتحدة: “سوريا غير آمنة”.. ومساعي لمحاكمة الدنمارك

ولا تزال الأمم المتحدة ومعها المفوضية السامية للاجئين ومنظمات حقوقية وإنسانية، تعتبر أن الأوضاع في سوريا غير مهيأة على الإطلاق لعودة اللاجئين إليها، تزامنت هذه المواقف مع استعداد جهات حقوقية ومحاميين لتقديم شكوى ضد الحكومة الدنماركية التي رفضت قبل أشهر تجديد الإقامة للاجئين السوريين وترحيلهم من البلاد، أمام المحكمة الأوروبية، كون هذه الإجراءات قد تعرض حياة المئات من السوريين في الدنمارك والذين تسعى كوبنهاغن لترحيلهم للخطر.

العفو الدولية: “لاجئون عائدون تعرضوا للتحقيق و الاعتقال”

وكشفت منظمة العفو الدولية أن العديد من اللاجئين السوريين الذين يعودون إلى وطنهم قسراً أو طوعاً يتعرضون للاعتقال والاستجواب والسجن، وذلك وفقاً لشهادات اللاجئين العائدين، والذين أشاروا إلى أن القوات الأمنية الحكومية قامت بالتحقيق معهم فور وصولهم، واعتُقل العديد منهم في ما بعد أو تم تجنيدهم في الجيش.

ويُظهر التقرير الأمني للأمم المتحدة أن “عمليات الاعتقالات التعسفية والاختفاء القسري والتعذيب ما زالت مستمرة” في دمشق وغيرها من المناطق من البلاد. وبالتالي أكدت المنظمة أن سوريا لاتزال “غير آمنة” لعودة أبنائها إليها.

إعداد: علي إبراهيم