دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

اللاجئون السوريون تحولوا من ورقة ابتزاز لأوروبا الى ورقة انتخابية في تركيا

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – اعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قبل ايام إن حكومته ستنفذ مشروعا في ثلاث عشرة منطقة بشمال غرب سوريا يهدف للسماح لنحو مليون لاجئ سوري مقيم في تركيا بـ”العودة الطوعية” إلى “المناطق الآمنة” التي أنشأتها أنقرة على طول حدودها.

ومنذ 2016، وبدء العمليات العسكرية التركية في سوريا، عاد حوالي 500 ألف سوري إلى “المناطق الآمنة” التي أنشأتها أنقرة على طول حدودها.

وقال “المشروع الذي سننفذه مع المجالس المحلية لثلاث عشرة منطقة مختلفة، وعلى رأسها أعزاز، جرابلس، الباب، تل أبيض ورأس العين، اكتمل تماما”، متحدثا عن التجهيزات اللازمة للحياة اليومية، “من السكن إلى المدرسة والمستشفى”، وكذلك الزراعة والصناعة.

ولكن يشير المراقبون الى ان المناطق الآمنة التي تحدث عنها اردوغان، هي المناطق عينها التي احتلها الجيش التركي عبر ثلاث عمليات عسكرية(درع الفرات –غصن الزيتون- نبع السلام)، حيث قام الجيش التركي والسوريون الموالون للأخير بطرد أهالي المنطقة هناك، وإسكان سوريون آخرين من غير مناطق في تلك “المناطق الآمنة” والتي وصفها المحللون بأنها عملية تغيير ديمغرافي واضحة.

سياسة الترحيب باللاجئين ولّت

نشأت توترات على مر السنين في تركيا، لا سيما في صيف 2021، بين اللاجئين والسكان المحليين الذين يواجهون أزمة اقتصادية ومالية حادة.

على الرغم من محدودية هذه الحوادث، إلا أنها أثارت مخاوف منظمات الإغاثة من أن يصبح اللاجئون هدفا لحملة الانتخابات الرئاسية والتشريعية المقررة في حزيران 2023.

تدعو العديد من أحزاب المعارضة التركية بانتظام إلى عودة ملايين اللاجئين السوريين إلى سوريا.

وفي منتصف نيسان، منعت السلطات التركية اللاجئين السوريين من عبور الحدود للقيام بزيارات مؤقتة لأقاربهم بمناسبة عيد الفطر.

واعتبر الحزب القومي، المتحالف مع حزب العدالة والتنمية برئاسة أردوغان، أنه لا ينبغي السماح للسوريين الذين ذهبوا للاحتفال بالعيد في بلادهم بالعودة إلى تركيا، الأمر الذي اعتبره المراقبون انتهاء فعالية ملف اللاجئين السوريين.

طالما حاول الرئيس التركي رجب طيب اردوغان تهديد الغرب بفتح الحدود أمام اللاجئين للعبور إلى أوروبا العاجزة، وذلك لابتزاز الأخيرة بغية الرضوخ لمطالب الأول السياسية من جهة، لتأييد عملياتها العسكرية في سوريا وللضغط على موسكو و لدعم الطرح التركي باتجاه إنشاء منطقة آمنة في شمال سوريا، والاقتصادية من جهة أخرى ( للحصول على المزيد من الأموال) وخاصة مع تدهور الاقتصاد التركي.

ولكن مع بدء الحرب في أوكرانيا، انتهت عمليا اتفاقية اللاجئين التي كانت موقعة بين أنقرة والكتلة الأوروبية، والتي كان بموجبها تقوم الأخيرة بتقديم الأموال لتركيا بغية منع اللاجئين من العبور الى أوروبا. وبات أردوغان يدرك بأن الأموال الأوروبية المقدمة الى اللاجئين ستتوقف، وبأن هؤلاء سيشكلون عبئا عليه (انتخابيا) واقتصاديا، فكان لا بد منه أن يتخلص منهم عبر خطابات شعبوية، الغرض الأول والأخير منه، هو التخلص من اللاجئين، وحتى ان اقتضى الأمر عقد مصالحة مع الحكومة السورية.

يجب أن تدرك أوروبا والولايات المتحدة أن اردوغان لا يسعى الى حل مشكلة اللاجئين بشكل جذري والذي يكمن في حل سياسي حقيقي في سوريا عبر تطبيق القرار الأممي 2254، والذي يأتي عبر  اتفاق الدول الكبرى والإقليمية على إنهاء الحرب في سوريا وعبر توافق السوريين أنفسهم.

ظافر شاهين