دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

“الكيماوي السوري” يعود للواجهة من جديد.. تقارير صحيفة غربية تكشف “احتفاظ” الحكومة بترسانة كيماوية

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – وسط نفي الحكومة السورية امتلاكها لأي سلاح كيماوي أو استخدامه على الأراضي السورية خلال عملياتها العسكرية ضد فصائل المعارضة، وحديث روسي أن “الإرهابيون” يسعون لفبركة هجوم كيماوي لإلصاقه بقوات الحكومة، كشفت تقارير صحفية فرنسية وألمانية “أن الحكومة السورية تحتفظ ببرنامج للأسلحة الكيماوية”.

“حيل” الحكومة لإخفاء الترسانة الكيماوية

وفي تقرير لها، كتبت صحيفة “لوموند” الفرنسية، أن تقريراً لمنظمتين غير حكوميتين تؤكد أن الحكومة تحتفظ ببرنامج للأسلحة الكيميائية، وأشارت إلى أن الحكومة تلجأ إلى “الحيل” للالتفاف على اتفاق تفكيك ترسانتها الكيماوية، والاحتفاظ “بقدرة هجومية”.

ونقلت “لوموند” الفرنسية، عن المنظمتين غير الحكوميتين (أوبن سوسايتي جاستس انيشاتيف وسيريان أركايف) أنهما سلمتا عدة هيئات تحقيق وطنية ودولية تقريرا مفصلا ودقيقا حول سير هذا البرنامج” لإنتاج الأسلحة الكيميائية “الذي تسبب بمقتل مئات المدنيين منذ 2011”. بحسب التقارير.

وفي تقرير يتألف من 90 صفحة، قالت لوموند، “أن الحكومة في دمشق سخرت من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، الهيئة التي يفترض أن تفكك الترسانة الكيميائية السورية”، وبحسب الصحيفة  فإن التقرير يستند إلى “تحليل مصادر والاستفادة من معلومات مصدرها سجل للأمم المتحدة” و”شهادات حوالى 50 موظفا سوريا انشقوا في السنوات الماضية”.

وأضافت الصحيفة أن “معظم هؤلاء كانوا موظفين في مركز الدراسات والأبحاث العلمية، الهيئة الرسمية المكلفة بتطوير الأسلحة السورية التقليدية وغير التقليدية”.

واشنطن تتهم الحكومة “بالاحتفاظ بقدرات كيماوية”

ووفقاً لتقارير رسمية أمريكية، فإن الحكومة قامت بهجمات كيماوية عدة في سوريا، منها الهجوم الذي حصل في منطقة بالقرب من العاصمة دمشق تسبب بمقتل أكثر من 1400 شخص، حيث أن واشنطن حينها اعتبرت أن هذا الهجوم “تجاوزاً لخطوط حمراء”، وأكدت أنها ستوجه ضربة للقوات الحكومية والترسانة الكيماوية قبل أن تعقد اتفاق مع روسيا لتفكيك الترسانة الكيماوية السورية.

وزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو، سبق وأن قال إن التقرير الجديد لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، يعتبر أحدث إضافة إلى “مجموعة كبيرة ومتنامية من الأدلة” على أن الحكومة السورية تستخدم الأسلحة الكيماوية ضد شعبها، مضيفاً، أن الحكومة السورية “تحتفظ بكميات كافية من المواد الكيماوية، وخبرة من برنامج الأسلحة الكيماوية التقليدية، وتطوير أسلحة كيماوية جديدة”. حسب قوله.

الحكومة السورية تنفي.. “تقرير حظر الكيميائية مزيف”

بدورها اتهمت الحكومة السورية “منظمة حظر الأسلحة الكيميائية” بالتضليل، بعد آخر تقرير لها حملت فيه قوات الحكومة “المسؤولية عن تنفيذ هجمات ضد المدنيين ومقاتلي المعارضة بالغازات السامة”،

وحينها أصدرت وزارة الخارجية والمغتربين في الحكومة السورية، بيانا نددت فيه بتقرير أصدرته منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، وقال بيان الوزارة إن تقرير المنظمة الدولية “مضلل وتضمن استنتاجات مزيفة ومفبركة، الهدف منها تزوير الحقائق واتهام الحكومة السورية”.

روسيا.. “الإرهابيون” يسعون لفبركة هجوم كيماوي لاتهام قوات الحكومة

فيما أعلنت روسيا في أكثر من مناسبة، على لسان “المركز الروسي للمصالحة في سوريا”، أن المسلحين يخططون لهجوم باستخدام مواد سامة في الجزء الجنوبي من منطقة وقف التصعيد في إدلب، وأكد المركز، “أن الإرهابيين نقلوا براميل من الكلور إلى منطقة خان شيخون”، وأوضحت أن عناصر من “الخوذ البيضاء” وصلوا إلى المنطقة في ثلاث سيارات لمحاكاة عملية مساعدة الضحايا، والهدف من ذلك “اتهام الجيش السوري باستخدام الاسلحة الكيماوية”.

صحيفة ألمانية.. هناك 60 موقعاً مخفياً للأسلحة الكيماوية في سوريا

وفي السياق كشف تقرير آخر لصحيفة “زوددويتشه” الألمانية، بأن الحكومة السورية تخفي أسلحتها الكيماوية في 60 موقعاً بالبلاد، وأحد هذه المواقع “مركز البحوث العلمية”، حيث يستند تقرير الصحيفة الألمانية إلى “عامين من البحث والمقابلات مع حوالي 50 موظفًا سابقًا في المركز السوري وممثلين حكوميين آخرين”، وتظهر التحقيقات كيف أن المركز أخفى بعض المواقع عن محققي المنظمة الدولية.

محللون سياسيون سوريون موالون للحكومة شددوا على أن الدول الغربية تريد من هذا الملف الحصول على تنازلات من الحكومة السورية وموسكو، لافتين إلى أن هذه المساعي تخدم مصالح “الإرهابيين”، وتسعى لوقف الحكومة بدعم روسي من استرجاع الأراضي السورية لسيطرة الدولة.

إعداد: رشا إسماعيل