دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

العمليات العسكرية ضد إيران تتصاعد في سوريا .. فهل أعطا بوتين بينيت الضوء الأخضر  ؟

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – عمليات استهداف وقصف من إسرائيل ومصادر مجهولة أخرى، تعرضت لها قواعد ونقاط عسكرية تتواجد فيها القوات الإيرانية وقوات الحكومة السورية خلال الفترة الماضية، خاصة بعد اجتماع الرئيس الروسي فلاديمير وبوتين ورئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت بمنتجع سوتشي الروسي، حيث تباحث الطرفان الملفان السوري والإيراني.

زيادة التصعيد العسكري الإسرائيلي بعد لقاء بوتين ببينيت

الاجتماع الذي عقد بين الرئيس الروسي ورئيس الوزراء الإسرائيلي الذي وصفه الأخير “بالإيجابي” في الـ20 من الشهر الماضي، تلاه استهدافات عدة من قبل طائرات وصواريخ إسرائيلية لنقاط عسكرية لقوات الحكومة والقوات الإيرانية والمجموعات المسلحة الموالية لها على الأراضي السورية، على الرغم من حديث روسي عن أن موسكو شددت على تل أبيب بعدم استهداف المواقع العسكرية لقوات الحكومة، دون ذكر مواقع تمركز القوات الإيرانية.

وخلال الساعات الـ24 الماضية، تعرضت نقطة عسكرية للقوات الإيرانية في مدينة البوكمال شرق محافظة دير الزور، لاستهداف جوي مجهول المصدر، لكن مصادر إعلامية عدة رجحت وقوف إسرائيل أو التحالف الدولي وراء عملية الاستهداف تلك التي أدت لمقتل 7 أشخاص على الأقل، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وأضاف المرصد السوري أن الاستهداف الجوي المجهول حصل من قبل طيران مسير وطال مواقع عسكرية ومستودعات أسلحة وذخيرة في مدية البوكمال شرق دير الزور خاصة بالقوات الإيرانية والمجموعات المسلحة الموالية لها، وذكر المرصد أن من بين القتلى 3 من الجنسية السورية العاملين تحت الإمرة الإيرانية و البقية لم يعرف جنسياتهم بعد.

التصعيد الإسرائيلي يصل للساحل السوري

وقبل أيام استهدف طيران مجهول الهوية أيضاً مواقع للقوات الإيرانية في ريف مدينة البوكمال، ولم تعلن أي جهة عن مسؤوليتها عن ذاك الاستهداف، وسط التأكيد على أنه إما من إسرائيل أو من التحالف الدولي، وطال مستودعات أسلحة بالقرب من الحدود العراقية السورية، وتسببت أيضاً بانفجارات هائلة وصلت أصواتها للريف الجنوبي الشرقي لدير الزور.

في المقابل، استهدفت طائرات إسرائيلية من فوق بيروت مواقع تابعة لإيران في المنطقة الساحلية والوسطى من سوريا، وذلك في ثالث قصف من نوعه منذ لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بنيت في سوتشي في 22 الشهر الماضي.

وتأتي سلسلة الاستهدافات هذه بعد ورود أنباء نقلتها تقارير إعلامية بوصول تعزيزات عسكرية جديدة للقوات الإيرانية إلى سوريا قادمة من العراق، منها شاحنات تحمل معدات عسكرية ومواد لوجستية، إضافة إلى ما تم الحديث بتعرض قاعدة التنف التابعة للتحالف الدولي وسط سوريا لعمليات استهداف لمحت واشنطن أن إيران تقف وراء ذلك.

“روسيا وإسرائيل تعملان معاً ضد إيران في سوريا”

وخلال الاجتماع الذي عقد بين بوتين وبينيت شدد بوتين على أن تعمل إسرائيل على عدم استهداف البنى التحتية لسوريا والابتعاد عن استهداف نقاط عسكرية لقوات الحكومة السورية فقط، دون الحديث عن موافقة موسكو من عدمها لاستهداف نقاط تمركز القوات الإيرانية في البلاد. وهذا بحد ذاته دليل جديد لتواطؤ روسيا مع إسرائيل باستهداف التواجد العسكري الإيراني في سوريا.

وفي تقرير لموقع “ميديا لاين” الإسرائيلية، عنون إحدى مقالاته بأن “روسيا وإسرائيل تعملان ضد إيران في سوريا”، وأضاف الموقع أن وروسيا حليف وثيق للرئيس السوري بشار الأسد ولها وجود عسكري في البلاد، ومع ذلك، تجاهلت موسكو الهجمات الإسرائيلية، ونقل الموقع عن وزير الحكومة الإسرائيلية زئيف إلكين، إن موسكو وتل أبيب اتفقتا على استمرار سياسة إسرائيل تجاه سوريا، بما في ذلك غاراتها الجوية على أهداف في هذا البلد. في إشارة واضحة منها لأهداف إيرانية.

“الشاطر هو من يسبق الآخر”

ولا يخفى على أحد أن روسيا تنوي الاستفراد بالنصر السوري و الحصول على كل المكتسبات لوحدها، وكون إيران شريك وحليف للحكومة السورية والرئيس بشار الأسد فإن هذه الرغبات الروسية لن تتحقق إلا بإخراج إيران من المشهد السوري وتحييد دورها، لذلك فإن اتفاقها مع إسرائيل على ضرب الوجود العسكري الإيراني في سوريا من ضمن مصالحها الاستراتيجية، بحسب ما قالته مصادر دبلوماسية غربية لوسائل إعلامية إسرائيلية.

وتشير تلك الأوساط إلى أن موسكو لا تزال تعمل على إطفاء منظوماتها الدفاعية الجوية قبل دقائق من شن إسرائيل هجوم على النقاط الإيرانية، لافتين إلى أن إيران أيضاً تعمل على طرد روسيا وتركيا من سوريا للاستفراد بالمكتسبات، وهذا الأمر باتت تدركه روسيا جيداً، لذلك فإن “الشاطر هو من يسبق الآخر”.

ومن المزمع عقد اجتماع بين رؤساء مكاتب الأمن القومي الأمريكي الروسي والإسرائيلي الشهر الجاري، للتباحث حول الأوضاع في سوريا وبالتأكيد سيكون الوجود الإيراني العسكري حاضراً على طاولة المناقشات.

إعداد: علي إبراهيم