دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

الشمال السوري يعيش “أجواء حرب واستنفار”.. وترقب لنتائج قمة طهران والعملية العسكرية التركية المحتملة

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – عشية انعقاد قمة طهران، بين الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي والروسي فلاديمير بوتين و التركي رجب طيب أردوغان؛ بصيغة آستانا، لبحث الملف السوري و التسوية السياسية فيها، يشهد الشمال السوري من شرقه لغربه، تصعيداً عسكرياً بالتزامن مع استمرار وصول الأرتال العسكرية للأطراف المتصارعة، وذلك في أجواء شبهها سياسيون “بأجواء الحرب والاستنفار”.

ترقب نتائج قمة طهران.. ومسودة البيان الختامي باتت جاهزة

ويترقب السوريون وخاصة في الشمال بشقيه الغربي والشرقي، ما سيتمخض عن هذه القمة بين الرؤساء الثلاث، خاصة أن “مسودة البيان الختامي تم الاتفاق عليها من الآن” بحسب ما ذكر مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف، أن الرؤساء الثلاث سوف يوقعون بيانا مشتركاً عقب اجتماعهم في طهران، وأشار إلى أنه قد تم بالفعل إعداد مسودته.

وقال أوشاكوف، “عقب نتائج اجتماع قمة دول مسار أستانا في طهران، من المفترض تبني بيان مشترك، وقد تم إعداد المسودة، وتم الاتفاق عليها بالفعل. وسيتم الإعلان عن اعتمادها فور اجتماع الرؤساء الثلاثة”.

موسكو: نعارض أي أعمال عدوانية في سوريا

تصريحات عدة خرجت من المسؤولين الروس والإيرانيين قبيل قمة طهران، التي يسعى الرئيس التركي فيها للحصول على الضوء الأخضر لعمليته العسكرية المرتقبة في شمال سوريا، حيث قال مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف، أن بلاده تعارض أي أعمال تنتهك المبادئ الأساسية للتسوية السياسية في سوريا. وذلك تعليقاً على سؤال حول نية تركيا القيام بعملية عسكرية جديدة داخل الأراضي السورية.

وأشار أوشاكوف، إلى أن موسكو تعارض أي أعمال عدوانية من شأنها انتهاك المبدأ الأساسي للتسوية في سوريا المنصوص عليها في قرارات مجلس الامن الدولي، ومخرجات مسار آستانا تنص على احترام سيادة ووحدة الأراضي السورية.

طهران: عملنا على إزالة القلق التركي في الشمال السوري

بدوره قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، أن أنقرة كانت تتحدث عن امكانية قيامها بـ”عمليات عسكرية” في الأراضي السورية، وبذلنا جهوداً لإزالة القلق التركي. وذلك في إشارة لانتشار قوات الحكومة السورية على الحدود وخطوط التماس بين التشكيلات العسكرية لقوات سوريا الديمقراطية من جهة ومناطق سيطرة القوات التركية من جهة أخرى شمال سوريا.

وأضاف الوزير الإيراني، خفض التوتر في مناطق النزاع بسوريا وإدارة الأزمة الأمنية بين أنقرة ودمشق من أهم محاور الاجتماع الثلاثي في طهران، وقال أن “عودة اللاجئين السوريين إلى بيوتهم تعزز الأمن في سوريا وهذا ما سيتم مناقشته في الاجتماع الثلاثي”.

المقداد في طهران لبحث نتائج القمة

تصريحات الوزير الإيراني جاءت قبل وصول وزير الخارجية في الحكومة السورية، فيصل المقداد إلى طهران يوم الثلاثاء، حيث سيعقد اجتماع مع نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، بعد غد الأربعاء، وبحسب “سبوتنيك” فإن الطرفان سيبحثان العلاقات الثنائية ونتائج قمة “أستانا” حول سوريا. وسط ترجيحات بأن تكون هذه الزيارة لما تحدثت عنه طهران حينما زار عبداللهيان دمشق “بالسلام بين دمشق وأنقرة”.

سياسيون: تركيا لاتريد القيام بأي عمل عسكري دون موافقة موسكو وطهران

وتؤكد أوساط سياسية أن تركيا لاتريد أن تقوم بأي عملية عسكرية في شمال سوريا دون موافقة روسيا وإيران، كون المناطق المستهدفة هي تقع تحت نفوذهما، مع تمكين تركيا باستخدام المجال الجوي، فيما يرى آخرون أن طهران وموسكو خلال القمة سيسعيان للحؤول دون وقوع أي عمل عسكري تركي جديد وخفض التوترات في المنطقة، خاصة وأن الذرائع التركية “سقطت” من حيث انتشار وحدات من قوات الحكومة السورية في تل رفعت ومنبج وعين العرب/كوباني وعين عيسى أيضاً.

وبدون شك فإن الساعات المقبلة ستكون حاسمة في شأن تقرير مصير المنطقة الشمالية بشقيها الشرقي والغربي، وما إذا كانت سوريا ستشهد حرباً جديدة أم أن الدبلوماسية ستلعب دورها هذه المرة أيضاً وتلغيها أو تجمدها في الوقت الراهن.

إعداد: علي إبراهيم