دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

السياسي عصام زيتون: إيران تقف وراء هجوم حماس على إسرائيل.. والمتضررين هم المدنيون العرب واليهود

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – تزايدت الاحتمالات في دفع سوريا إلى الدخول إلى حرب مع إسرائيل إلى جانب حزب الله اللبناني وفصائل فلسطينية موالية لها وإيران وحماس، خاصة بعد قصف صاروخي جديد طال الجولان السوري من منطقة سحم بريف درعا الغربي، والتي ردت عليها القوات الإسرائيلية بقصف على مصادر النيران، مع تحليق للطائرات الحربية في أجواء منخفضة في أجواء لبنان المحاذية لسوريا.

هذه الحادثة تأتي بعد أيام من قيام فصائل فلسطينية عاملة مع “حزب الله” اللبناني بقصف الجولان السوري بقذائف الهاون، ورد إسرائيل عليها.

ووصلت تحذيرات إقليمية ودولية لدمشق و”حزب الله اللبناني” جدية تطالب الطرفين بعدم الدخول للصراع بين حماس وإسرائيل، وعدم فتح جبهات جديدة مع إسرائيل سواءً في جنوب سوريا أو لبنان، وهو ما سيعني في حال وقع، تصعيداً عسكرياً إسرائيلياً واحتمال انتقال الحرب أيضاً للساحة السورية، مع التأكيد على تعريض حياة الرئيس السوري بشار الأسد للخطر وفق ما نشرت صحيفة “يديعوت أحرنوت” الإسرائيلية قبل أيام.

وتؤكد أوساط سياسية سورية، أن دمشق لاتملك قرار دخولها من عدمه في الحرب، كون القرار بيد “صانع القرار” (إيران)، مشددين أن هناك استعدادات إيرانية للدخول إلى الحرب بين حماس وإسرائيل، مشيرين إلى أن هذه الحرب التي تعتبر إيران “رأس المدبر فيها” لن تفيد لا المدنيين من العرب ولا اليهود.

وخلال حوار مع شبكة “أوغاريت بوست” الإخبارية، طرحت الشبكة تساؤلات عدة على الباحث الأكاديمي والسياسي السوري المعارض عصام زيتون، حول إمكانية دخول دمشق للحرب ضد إسرائيل، وكيف سيكون موقف تل أبيب، وهل أصلاً دمشق قادرة على الدخول في حرب بعد صراع على السلطة مستمر منذ 12 عاماً.

وفيما يلي النص الكامل للحوار الذي أجرته شبكة “أوغاريت بوست” الإخبارية مع الباحث والأكاديمي والمعارض السوري عصام زيتون:

 

– هل هناك إمكانية لدخول دمشق في الحرب ضد إسرائيل في الوقت الراهن ؟

قرار توقيت وكيفيّة فتح جبهات إضافيّة سواءً من جنوب لبنان أو من الأراضي السوريّة كان وما يزال بيد صانع القرار الإيراني وليس للأسد ولا لحزب الله أي دور تقريري في ذلك، وينحصر دورهما في المجال التنفيذي فقط، لكن من الواضح بأنّ إيران أتمّت الاستعدادات لدفع حلفاءها العرب لخوض حرب شاملة مع إسرائيل.

وأستطيع أن أجزم بأنّ الحرب الاجتثانية التهجيرية ضد الشعب السوري منذ 12 سنة كان أحد أهمّ أهدفها استبدال الحاضنة الشعبيّة السوريّة بأخرى من نفس اللون الطائفي الذي يعادي إسرائيل واليهود عقائديّاً ومستعدّ لتنفيذ أوامر القيادة الإيرانيّة مهما بلغت التضحيات أو الخسائر كما هو الحال القائم منذ عقود في جنوب لبنان.

 

– إسرائيل هددت باستهداف الأسد ودمشق في حال فتح أي جبهات، هل تعتقدون أن إسرائيل ستنفذ تهديداتها في حال حصل ذلك ؟

إسرائيل تعلم بأنّها تتعامل مع حلفٍ متماسك عقائديّاً قبل التوافق السياسي والعسكري وتعلم بأنّ رأس الأفعى المدبّر والمموّل يقبع في إيران، وأنّ حلفاءها العرب ليسوا سوى أدوات تنفيذية، وهي تتصرّف استناداً على هذه المعطيات.

ولذلك قرَنَت استهداف الأسد بفتح جبهة لبنان من جهة حزب الله، فلنظام الأسد بالنسبة لإسرائيل دور حاسم في تسهيل تغلغل لإيران في العالم العربي وسيطرتها على سورياً وتمركز ميليشياتها على الحدود الإسرائيليّة، وهذا لا يمكن أنّ يمرّ بدون عقاب في المواجهة المفتوحة المرتقَبَة.

– هل تعتقد أن دمشق قادرة على ضبط حدودها مع وجود فصائل إيرانية تعمل تحت أوامر طهران ؟

من المُستبعد أنّ يكون النظام السوري قادراً على أو حتّى راغباً في ضبط حدوده مع إسرائيل أو أن يكون له رأي آخر بعيداً عن قرار النظام الإيراني، فكلّ ما فعله الأسد في سورياً كان لحماية نفسه واستمرار حكمه دون الاضطّرار لتقديم أي تنازل أو إجراء أيّة إصلاحات حقيقيّة.

وهو يعلم بأنْ لا أحد يستطيع حمايته إلّا النظام الطائفي في إيران الّذي يحمل نفس الحقد على العرب وعلى اليهود أيضاً ولذلك جعل نظام الأسد من هذا التحالف تحالفاً تَبَعيّاً وجوديّاً فشلت كلّ محاولات العرب في تفكيكه منذ ثمانينات القرن الماضي إلى المبادرة العربيّة الأخيرة منذ أشهر قليلة.

– هل تعتقدون وجود أي دور إيراني ولدمشق في هجوم حماس الأخير على إسرائيل ؟

بكلّ تأكيد لإيران الدور الرئيس في تلك العمليّة البربريّة الغادرة تخطيطاً وتمويلاً وتحريضاً، لقد صُعقت إيران نتيجة أخبار التطبيع السعودي الإسرائيلي المتسارع والخطى الجديّة من قيادة المملكة لفرض حلٍّ عادلٍ وشاملٍ للقضيّة الفلسطينيّة ولذلك دفعت ذراعها السنيّ في غزّة حماس للقيام بهذه العمليّة الاستفزازيّة لضمان ردّ إسرائيلي قوي ينسف جميع جهود السلام.

فالنظام الإيراني يتّخذ من القضيّة الفلسطينيّة مسمار جحا ليغطّي ويبرّر توسّعه في المجتمعات ومحاولاته للسيطرة على الدول العربيّة.

ولا أعتقد بأنّ النظام في دمشق كان على علمٍ بالعمليّة فإيران تعلم بأنّه نظام فاسد يمكن شراءه، فجميع إحداثيّات ومعلومات شحنات الأسلحة الإيرانيّة إلى سوريا وعبرها يتمّ تسريبها من ضبّاط سوريّين، وبالتالي يتمّ استهدافها من إسرائيل؛ وإيران تعلم ذلك جيّداً وتعتمد على ميليشياتها في سوريا أكثر من اعتمادها على نظام الأسد الّذّي ينحصر دوره في تأمين دخول تلك الميليشيات وتمركزها في سوريا.

– ماذا ستحمل الأيام والأسابيع المُقبلة بالنسبة للأوضاع في غزة والضربات الإسرائيلية داخل الأراضي السورية ؟

يؤسفني أن أقول بأنّ الأيّام والأسابيع القادمة ستكون صعبةً على الجميع.

عمليّة إيران الأخيرة الّتي نفّذتها حماس من حيث عدد القتلى من المدنيين وأيضاً من حيث أسلوب التنفيذ الوحشي أعادت إلى ذاكرة اليهود في إسرائيل وحول العالم مآسيهم في معتقلات الإبادة النازيّة.

أعتقد بأنّ قرار اجتثاث إيران وأذرعها من الشرق الأوسط وتحيدها نوويّاً قد تمّ اتّخاذه في إسرائيل وهذا القرار وحّد إسرائيل لأول مرّة في تاريخها شعبيّاً وسياسيّاً.

الحكومة الإسرائيليّة تشكّلت وأعلنت الحرب وجيش الإسرائيلي استدعى 360 ألف من الاحتياط والشعب تجيّش للمعركة الطويلة. وسيكون أكثر المتضرّرين هم المدنيين من العرب واليهود.

لكن استمرار الوضع على ما هو عليه من تغوّل إيران وشراستها وتهديدها ابتلاع المنطقة وأيضاً اقترابها من امتلاك السلاح النووي بمساعدةٍ روسيّةٍ ومباركةٍ أوربيّة وغطاءٍ أمريكيً لم يعد مقبولاً من جميع شعوب المنطقة العربيّة وحكوماتها بما في ذلك إسرائيل.

حوار: ربى نجار