دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

“السوريون” .. ضحية الأطماع الإقليمية والدولية والتواطؤ الحكومي 

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – يعاني السوريون منذ سنوات الأزمة الماضية من التدخلات الخارجية الإقليمية والدولية لعل أبرزها التمدد الإيراني في العديد من المناطق السورية والانتهاكات التي تحدث من قبل القوات التركية وفصائل المعارضة الموالية لها في المناطق الخاضعة لسيطرتهم في الشمال السوري، إلى جانب النفوذ الروسي والذي توسع خلال الفترة الماضية من خلال الاتفاقيات الموقعة مع الحكومة السورية والتي تثبت الى حد كبير التواجد بعيد المدى لموسكو على الأراضي السورية.

وعلى ذلك تحولت سوريا من شرقها الى غربها ومن شمالها الى جنوبها لساحة صراع بين القوى الخارجية على اختلاف مسمياتهم الأمر الذي أصبح واضحا من خلال المساومات والصفقات المشبوهة التي جرت سابقا في العديد من المدن والقرى السورية، حيث دفع المدنيون هنا الفاتورة الأكبر من منازلهم وممتلكاتهم لينتهي مصير ملايين السوريين إما كلاجئين خارج البلاد أو في مخيمات النزوح وسط أوضاع معيشية بالغة الصعوبة.

الأتراك يواصلون تنفيذ مشاريعهم في الشمال السوري

المرصد السوري لحقوق الإنسان، تحدث عن قيام مساعد والي غازي عنتاب التركية بوضع حجر الأساس لبناء مدرسة تركية باسم ضابط تابع للقوات التركية يدعى سليمان داميرال قتل في مدينة الباب بريف حلب  أثناء تفكيكه لعبوة ناسفة، بالإضافة الى أعمال سابقة في المناطق الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة قائمة على فرض الهويات الشخصية الصادرة عن المجالس المحلية وتعلم اللغة التركية وتغيير أسماء الشوارع والساحات الرئيسة واستبدالها بأسماء قادة أتراك وذلك وفقا للعديد من التقارير الدولية.

طهران وحرب السيطرة على العاصمة دمشق

بدورها عمدت إيران وفقا لصحيفة الشرق الأوسط، الى رفع حدة تحركاتها على الأراضي السورية، من خلال بناء مجمع ترفيهي كبير بريف العاصمة دمشق وتحديدا ببلدة حجيرة التابعة لناحية ببيلا التي تبعد كيلومترا واحد فقط عن منطقة السيدة زينب المعقل الرئيس لطهران في سوريا والواقعة على بعد 8 كيلومترات عن العاصمة دمشق.

أضيف الى ذلك، قيام إيران خلال السنوات السابقة بشراء الكثير من العقارات والأراضي بمناطق عدة في العاصمة دمشق وريفها الى جانب حديث تقارير إعلامية عن حصول مئات وربما ألاف الإيرانيين على الجنسية السورية وذلك وفقا لتسهيلات قدمتها الحكومة لهؤلاء.

القوات الروسية تثبت وجودها باتفاقيات ومعاهدات تمتد لعقود

أم فيما يتعلق بالقوات الروسية المتواجدة على الأراضي السورية فقد واصلت عمليات البحث في مخيم اليرموك بريف العاصمة عن رفات جنديين إسرائيليين والعميل الإسرائيلي البارز “إيلي كوهين” والذي يعتقد أنهم دفنوا في دمشق قبل عقود بهدف تسليمهم إلى تل أبيب … الأمر الذي شكل موجة غضب عارمة لدى الاهالي في المنطقة، حيث عمدت القوات الروسية إلى إخراج الجثث بشكل عشوائي ومن ثم إجراء تحاليل طبية للتأكد من الهويات المطلوبة في ظل صمت الحكومة السورية عن جميع هذه الانتهاكات التي حدثت مئات وربما ألاف المرات بحق المدنيين خلال سنوات الأزمة الماضية.

هذه الأعمال المستمرة إلى الأن من قبل الأطراف الفاعلة على المشهد السوري بعد عشر سنوات من الأزمة في البلاد إلى جانب الأوضاع الاقتصادية بالغة السوء التي يعيشها المواطن السوري نتيجة السقوط المتسارع للعملة المحلية حيث بلغت أرقام تاريخية أمام الدولار الأمريكي مترافقة مع غياب أفق الحل من جانب الحكومة السورية وانعدام النظرة المستقبلية التفاؤلية لإيجاد تسوية سياسية نتيجة تعنت الأطراف المتحاورة ضمن اللجنة الدستورية وعدم الالتزام أو القبول بالقرارات الأممية ذات الصلة سيدفع الوضع السوري للانهيار الكارثي خلال الفترة القادمة حيث سيتحمل المواطن كالمعتاد الجزء الأكبر من أطماع الجهات الداخلية والدول الإقليمية منها والدولية.

 

إعداد: يعقوب سليمان