دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

الرئيس التركي يؤكد تجربة S-400.. وعواقب وخيمة تنتظر أنقرة إذا فاز بايدن بالرئاسة

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – بعد صمت تركيا لأيام على التقارير الروسية التي أكدت تجربتها للمنظومة الروسية الدفاعية إس-400، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن بلاده أجرت الأسبوع الماضي أول اختبار على المنظومة الروسية، وذلك بالرغم من التحذيرات الأمريكية والانتقادات التي وجهت لأنقرة والتهديدات بعواقب وخيمة على العلاقات بين البلدين.

فوز بايدن.. تركيا أكبر الخاسرين

ومع أن المحللون السياسيون الأمريكيون أكدوا أن الرد الأمريكي سيكون صارماً، قلل الرئيس التركي من أهمية ما جاء على لسان المسؤولين الأمريكيين من تهديد ووعيد، وأكد أن التجربة قد تم تنفيذها في منطقة قريبة من البحر الأسود شمال البلاد.

وأشارت الأوساط الأمريكية بأن واشنطن وبما أنها منشغلة بالانتخابات الرئاسية التي ستجرى بعد أقل من أسبوعين، إلا أنها سترد بصرامة في حال فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن في الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقرر إجرائها في الـ3 من تشرين الثاني/نوفمبر القادم.

وقال أردوغان للصحافيين في إسطنبول بعدما نشرت معلومات قبل أسبوع تشير إلى أن الجيش التركي أجرى أول اختبار على المنظومة إن “هذا صحيح. جرت الاختبارات وستتواصل”. وأضاف ردا على انتقادات واشنطن “لن نطلب الإذن من الأميركيين”.

وعلى الرغم من استبعاد تركيا من برنامج الطائرات المقاتلة أف-35 في 2019 بسبب اقتنائها للأنظمة الروسية، تجاهل ترامب ضغوطا متكررة من الحزبين (الديمقراطي والجمهوري) لتنفيذ عقوبات يفرضها القانون الأميركي، كما تجاهل توصيات وزارتي الدفاع والخارجية.

واشنطن.. أنقرة تعرض العلاقات للخطر

وحول ذلك حذرت الولايات المتحدة، الجمعة، أنقرة من أن علاقاتهما قد تتأثر بشكل كبير بعد إجراء الأخيرة اختبارا للمنظومة الروسية، وقال المتحدث باسم البنتاغون جوناثان هوفمان إن “نظام إس -400 لا يتوافق مع الالتزامات التي تعهدت بها تركيا كحليف للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي”.

وأضاف “نحن نعارض قيام تركيا باختبار هذه المنظومة، وقد تكون لذلك عواقب وخيمة على علاقاتنا الدفاعية”، وتابع أن “اختبار تركيا لمنظومة إس -400 يمثل عائقا كبيرا أمام التقدم في أي مكان آخر في العلاقات الثنائية”.

وينظر المسؤولون الغربيون بقلق إلى تحول تركيا إلى تجار الأسلحة الروس في السنوات الأخيرة، لكن ورغم التهديد بفرض عقوبات أميركية، أكمل الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الاتفاق مع روسيا لاقتناء المنظومة.

ترامب حال دون معاقبة تركيا

ويقول دبلوماسيون غربيون أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عطل العقوبات التي تفرضها القوانين في الولايات المتحدة على المتعاملين مع خصوم واشنطن، نظراً للعلاقة القوية بين ترامب وأردوغان، مشددين على أنه إذا بقي ترامب في البيت الأبيض فإن تركيا لن تتلقى أي رد قاس على اقتنائها وتشغيلها للمنظومة الروسية، ولكن إذا فاز بايدن فإن تركيا أكبر الخاسرين.

وبما أن الرئيس التركي اعترف بإجراء الاختبار على المنظومة الروسية، فإن ذلك سيقوض من حجج ترامب ودفاعه عن صديقه أردوغان، حيث سبق أن عرض ترامب على أردوغان الحفاظ على منظومة الصواريخ وتخزينها في إحدى القواعد الجوية بدلا من تثبيتها في مقابل عدم فرض عقوبات عليها.

ملفات عدة سيواجه بايدن فيها تركيا

لكن ذلك لن يكون متوفراً إذا ما وصل بايدن إلى البيت الأبيض، حيث من المتوقع أن المرشح الديمقراطي سيجابه تركيا بموقف صارم ومتشدد، ليس في اقتناء انقرة للأسلحة الروسية وعلاقتها مع موسكو فقط، بل في السياسة التي تتبعها أنقرة في ملفات عدة منها “سوريا وليبيا وشرق المتوسط وإقليم آرتساخ/كاراباخ”.

وسبق أن وصف بايدن أردوغان، “بالمستبد”، وشدد على أنه سيعمل على إسقاط نظامه وذلك بدعم المعارضة التركية من أجل هزيمة أردوغان، كما أنه سيقوم بدعم أكبر لحلفاء واشنطن في سوريا، في إشارة إلى الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية، ولن يستمع لأردوغان إلى ما يقوله عن الأكراد.

وسكتت أنقرة (التي تتخوف من وصول بايدن إلى البيت الأبيض) طويلاً على التصريحات التي أطلقها المرشح الديمقراطي، إلا أنها ردت بعد أشهر بالقول أن “الأمة التركية هي من تقوم بتغيير رئيسها وحكومتها وليست أمريكا”، واصفة بايدن “بالجاهل”.

 

إعداد: رشا إسماعيل