دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

الخلافات العائلية بين الأسد ومخلوف تتعمق .. والضحية الشعب والاقتصاد السوري

 

 

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – “اقتصاد منهار ونزاع عائلي يكثفان الضغط على الرئيس السوري” .. بهذه العبارة وصفت تقارير إعلامية الوضع والخلافات بين الرئيس السوري بشار الأسد، وقريبه رجل الاعمال السوري رامي مخلوف.

وخلال مقاطع فيديو نشرها مخلوف على صفحته في الفيسبوك، ندد بالإجراءات الحكومية ضده، ووصلت الخلافات بين الطرفين إلى حد اعتقال موظفي شركات مخلوف، ووضع ولاة قانونيين على شركاته، كما هاجم مخلوف “الأمن السوري”، واصفاً إياهم “بغير الإنسانيين”، وقال في كلام موجه للأسد “الأجهزة الأمنية بلشت تتعدى على حريات الناس”.

خلافات .. وشرخ عائلي

الخلافات تسببت في شرخ كبير في العائلة الحاكمة لسوريا منذ أكثر من 40 عاماً، كما أثرت الخلافات إلى جانب العقوبات الاقتصادية بالوضع المالي والاقتصادي السوري، والذي كان المتضرر الأكبر والوحيد منه، الشعب السوري.

واستطاع مخلوف عبر أذرعه في الداخل والخارج من التهرب من العقوبات المفروضة عليه، وأقام امبراطوية مالية، امتدت إلى قطاعات الاتصالات والطاقة والعقارات والفنادق، وكانت جزءا لا يتجزأ من الاقتصاد السوري.

من وراء الازمة بين الأسد ومخلوف ؟

وبعد الخلافات بين الأسد ومخلوف، التي قالت مصادر إعلامية بأنها تأتي في سياق “خطط عقيلة الرئيس السوري بتحييد رامي مخلوف اقتصادياً من سوريا، لاستلام الاقتصاد المحلي من قبل عائلتها”، أظهر مخلوف تحدياً واضحاً للأسد والحكومة السورية، على خلفية تهربه ضريبياً ومطالبته بدفع ضرائب 10 سنوات مترتبة عليه.

وكالة رويترز للأنباء سلطت الضوء في تقرير لها على الخلافات بين الأسد ومخلوف، وقالت على لسان “مصادر مطلعة”، أنه في دولة نادراً ما يتم التسامح فيها مع انتقاد الحاكم، تمكن مخلوف من التحدث علناً بسبب العلاقة الأسرية ولأنه يحظى باحترام كبير في المجتمع العلوي.

وأشارت رويترز إلى أن الخلاف أدى لانهيار التحالف العائلي الممتد لجيلين، بعدما أبقى مخلوف بعض ثروته بعيدا عن أنظار الرئيس بينما كان يوسع إمبراطورتيه على مدى عقدين.

ولفتت المصادر بأن الرئيس السوري أصدر أوامر “لعلي مملوك” بتعقب ثروة رامي مخلوف في الخارج، التي تقدر بالمليارات، حيث أن بسيطرة الأسد والحكومة عليها فإنها ستنتعش الاقتصاد السوري، لو تم جلب هذه الأموال الطائلة ووضعها في الخزينة السورية.

والدة الأسد السبب وراء تعاظم مخلوف

وأشار تقرير “رويترز” بأن أنيسة والدة بشار هي عمة رامي. واستطاعت بشخصيتها القوية وتأثيرها السياسي النافذ أن تضغط من أجل ابن أخيها داخل الأسرة ولعبت دورا أساسيا في صعوده، حيث ازدهرت أعمال مخلوف أوائل العقد الأول من القرن الحالي، بما تمتعت به سوريا بنمو اقتصادي سريع، وكانت جوهرة التاج هي شركة الاتصالات سيريتل.

وقالت مصادر مطلعة إن مخلوف كان يعمل على تعزيز أوضاعه دون علم الأسد، حيث أنشأ شبكة من شركات الواجهة، بعضها في لبنان، حقق من خلالها مكاسب خاصة منفصلة عن الأموال التي طلب الأسد وضعها في ملاذات آمنة نيابة عن الأسرة الحاكمة. ولم تحدد المصادر حجم الأموال المتضمنة.

والآن وبعد 10 سنوات من الحرب المستمرة في سوريا، فقد الاقتصاد قوته بشكل كبير وبات منهاراً خصوصاً مع العقوبات الأمريكية الجديدة تحت مسمى “قيصر”، الذي أدى لفقدان الليرة 80 في المئة من قيمتها.

مساعي لإعادة “مليارات الخارج” لسوريا

وتقول “رويترز” أنه مع انهيار الاقتصاد، بات الأسد عازما على استعادة مليارات الدولارات التي يحتفظ بها مخلوف في شركات خارجية. لتقوية الاقتصاد المحلي المنهار.

ومع سقوط مخلوف، صعد آخرون إلى مكانه من عائلة ومقربين من عقيلة الرئيس السوري أسماء الأخرس، التي عملت على مدى الأشهر الماضية على سحب بساط “العمل الإنساني” لمخلوف، وفتح شركة لدعم “جرحى وقتلى الجيش السوري”، وذلك لتحييد مخلوف بشكل كامل عن المشهد السوري.

إعداد: علي إبراهيم