دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

الحوار بين دمشق والقامشلي “أساس لحل الأزمة” .. فما موقف الأطراف الأخرى المتدخلة في سوريا ؟

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – لطالما اعتبرت أوساط سياسية سورية أن الاتفاق بين الحكومة السورية والإدارة الذاتية سيخدم الحل السياسي في البلاد، معتبرين أن التدخلات الخارجية في الأزمة السورية كانت وراء ديمومة الأزمة وما يعانيه السوريون اليوم من أزمات أثرت على حياتهم ومعيشتهم ودفعت بالملايين للهجرة.

جولات تفاوضية كثيرة .. وخلافات على ملفات عدة

ورغم إبداء دمشق والقامشلي مرات عدة استعدادهما للتفاوض وحل الخلافات بين الطرفين، واللقاءات التي جرت مع الاتصالات المكثفة، إلا أن تلك المحادثات والمفاوضات لم ترتقى “لمستوى التفاوض” ولم تأتي بأي نتائج تذكر، باستثناء التفاهم العسكري بين قوات الحكومة وسوريا الديمقراطية “قسد” على انتشار الجيش على الحدود السورية التركية لوقف الهجوم التركي على الشمال في 2019.

وتشوب خلافات كثيرة وكبيرة بين الطرفين منها سياسية واقتصادية وعسكرية وأمنية وعلى شكل الحكم في البلاد، حيث تصر الحكومة السورية على “المركزية المطلقة” وإعادة الأمور في سوريا على ما كانت عليه قبل 2011.

فيما تطالب الإدارة الذاتية بنظام حكم “لا مركزي” كشكل من أشكال الإدارات الذاتية وأن ينتهي النظام المركزي في البلاد الذي تعتبره أنه “السبب وراء الأزمة”.

ولم تمانع قوات سوريا الديمقراطية في أن تكون أحد التشكيلات العسكرية التابعة للجيش السوري بشريطة أن تحافظ على خصوصيتها في الدستور ويتم الاعتراف بالإدارة الذاتية ككيان في الشمال ضمن سوريا موحدة.

روسيا تعمل على إنجاح الحوار .. وتلميح لتجربة “كردستان العراق”

روسيا التي أعلنت مراراً أنها ترعى الحوار والمفاوضات بين دمشق والقامشلي، استقبلت قبل أيام وفداً من مجلس سوريا الديمقراطية برئاسة الدبلوماسية ورئيسة الهيئة التنفيذية في مجلس سوريا الديمقراطية إلهام احمد في موسكو، وتم التباحث حول “التسوية السورية” مع كل من وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف ومبعوث الرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وأفريقيا ميخائيل بوغدانوف، وأكدت مصادر روسية مطلعة أن الاجتماع كان “إيجابياً وهاماً”.

وكانت روسيا لمحت في أوقات سابقة من أن العراق (في إشارة إلى النظام الفيدرالي و تجربة إقليم كردستان العراق) تجربة يمكن تطبيقها في سوريا، في إشارة إلى امكانية أن تكون الإدارة الذاتية كإقليم في سوريا، كما كان حديث وزير الخارجية الروسي أنه يجب أن يكون للأثنيات والعرقيات والقوميات الأخرى في سوريا دورها وحقوقها، دليل على احتمال تطبيق “اللامركزية” في سوريا.

ماذا دار بين مسد والمسؤولين الروس ؟

المحلل السياسي الروسي رامي الشاعر، علق على لقاء وفد مسد مع المسؤولين الروس وقال أنه تم البحث في كيفية “الحوار بين الإدارة الذاتية والحكومة السورية بحلول مرضية للطرفين”، وكشف الشاعر أن وفد مسد والمسؤولين الروسي تطرقوا لسبل “إنعاش المسار السياسي” وفق القرار الأممي 2254، ووجود ضمان حقوق الأكراد في دستور مستقبلي ضمن سوريا موحدة.

كما قال أن روسيا أشادت بالدور الذي لعبته قوات سوريا الديمقراطية في الحرب على الإرهاب والقضاء عليه، والخدمات التي تقدمها الإدارة الذاتية لأكثر من 6 ملايين نسمة. وهي المرة الثانية خلال أقل من شهر على إقرار روسيا بدور قسد في محاربة الإرهاب والخدمات التي تقدمها الإدارة الذاتية للمواطنين السوريين.

حديث روسيا اعتبرته أوساط سياسية أنه يمكن أن يكون “انفتاحاً روسياً” على الإدارة الذاتية وأن تصبح هذه التجربة معترف بها في الدستور السوري، خاصة وأن روسيا شددت على وجوب تمثيل القامشلي في المحادثات السياسية لمناقشة الدستور، والتي وضعت تركيا “الفيتو” عليها منذ انطلاق هذه المحادثات والتي لم تثمر عن أي نتائج حتى الآن.

“الاتفاق بين دمشق والقامشلي أساس حل الأزمة السورية”

“الاتفاق بين الحكومة السورية والإدارة الذاتية مهم لإنهاء الأزمة”.. هذا كان رأي الخبير الاستراتيجي الروسي أندريه انتيكوف خلال حديثه لشبكة “اوغاريت بوست” الإخبارية، والتي شدد فيها  على أن الحوار بين الأكراد ودمشق شرط لحل الأزمة السورية، ولا بد من إجراء تغيير في نظام الحكم في سوريا المستقبل.

ولا تمانع الإدارة الذاتية بعودة قوات الحكومة إلى المنطقة الشمالية الشرقية، ولكن ليس كما حصل في مناطق “التسويات” في سوريا، مثال ذلك “درعا”، حيث أكد عضو هيئة الرئاسة المشتركة لـ”حزب الاتحاد الديمقراطي” (PYD) آلدار خليل، أنهم مع وحدة البلاد، “وعندما نتفق مع دمشق بشكل نهائي، سينتشر جيش هذا البلد على كامل الأراضي السورية”، وشدد على “أنه دون اتفاق وحوار مع دمشق فإن انتشار الجيش كما ترغب الحكومة ليس مقبولاً”.

ماذا عن الأطراف الإقليمية المتدخلة في سوريا ؟

وتتساءل أوساط متابعة عن موقف الأطراف الإقليمية الأخرى المتدخلة في الأزمة السورية كـَ “تركيا وإيران” من الاعتراف بالإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية، حيث أن تلك الدولتان من أكثر الأطراف الرافضة لقيام هذا الكيان السياسي.

فهل ستفرض روسيا هذا الأمر وتجعله أمراً واقعاً وحتمياً واعتباره شأن داخلي سوري، إذا ما اتفقت دمشق والقامشلي بشكل نهائي على حل الخلافات بينهما، أم أن أنقرة وطهران ستقفان في وجه المساعي الروسية وبالتالي استمرار الأزمة لسنوات أخرى ؟

إعداد: ربى نجار