دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

الحكومة تتجهز لفرض “تسويات” جديدة بغرب درعا .. وترقب حذر من تل أبيب وعمان لمجريات الأمور

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – مع الاستمرار بتطبيق بنود الاتفاق الروسي مع اللجان المركزية في حوران حول درعا البلد، عاد بعض النازحين لبيوتهم التي كانت بعضها مدمرة والبعض الآخر فارغة من محتوياتها، لكن الفرح كان سائداً على الجميع كونهم لن يتركوا مدينتهم ويهجروا منها بعد أن كانت الأمور تسير في هذا النحو.

وبعد تصعيد عسكري وحصار خانق استمر أكثر نحو 80 يوماً على منطقة درعا البلد، يستمر الهدوء في المنطقة التي تشهد استمراراً لتطبيق بنود الاتفاق، وتسوية المسلحين المحليين لأوضاعهم الأمنية، بينما بدأ الحديث عن مفاوضات مع المناطق الغربية من المحافظة لعقد اتفاقات وتسويات جديدة على غرار درعا البلد.

“التسويات الجديدة” تنهي الاستثناءات المقدمة للفصائل بدرعا

وينهي الاتفاق الجديد، “الاستثناء” التي تمتعت به درعا البلد خلال السنوات الثلاثة الماضية، عبر التسويات السابقة، حيث سمحت القوات الروسية بامتلاك المسلحين المحليين لأسلحتهم الفردية والثقيلة، وعدم تدخل قوات الحكومة بشؤون المناطق الخاضعة لسيطرتهم.

فيما تتجهز قوات الحكومة بعد الانتهاء من فرض تسويات جديدة بالحديد والنار على درعا البلد، من الذهاب نحو مناطق أخرى، حيث تتحصن فصائل مسلحة محلية فيها لفرض تسويات لصالح الحكومة عليهم أيضاً، ويتم الحديث عن مدينة طفس و المناطق المحيطة بها غرب المحافظة.

اجتماعات جديدة “لفرض تسويات” ودخول قوات الحكومة

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، في وقت سابق، أن اجتماع يجري في مدينة طفس بريف درعا الغربي بين رئيس المخابرات العسكرية في درعا وضباط آخرين من اللجنة الأمنية، وقيادي سابق في فصيل محلي وأعضاء آخرين من اللجان المركزية، بغرض الاتفاق على تثبيت نقاط عسكرية وأمنية جديدة داخل مدينة طفس ومناطق أُخرى في ريف درعا الغربي.

بالإضافة إلى تسليم السلاح الخفيف ومنه رشاش ثقيل عيار 14.5 كان عناصر من الفصائل المحلية الخاضعة للتسوية حصلوا عليه من مواقع عسكرية لقوات الحكومة خلال الفترة السابقة. وذلك في إشارة إلى هجوم تعرضت له نقاط وحواجز لقوات الحكومة في بداية التصعيد العسكري في درعا.

ترقب أردني إسرائيلي من تمدد إيراني

وتراقب الأردن وإسرائيل الأوضاع في درعا بحذر شديد، حيث حذر الطرفان من سيطرة إيرانية على المحافظة، وتحدثت عمان عن مشاركة قوات إيرانية بالحملة العسكرية على درعا.

وقالت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، أن إيران تسعى بعد سيطرة قوات الحكومة على درعا من إنشاء قواعد لها ونشر قوات في المنطقة، بقصد استخدامها في مواجهة مستقبلية بين اسرائيل وايران.

وسبق لإسرائيل أن قالت أنها لن تسمح بتموضع إيران بالقرب من حدودها الشمالية، وخلال لقاء جمع بين وزير الخارجية الإسرائيلي و نظيره الروسي في موسكو، قال يائير لابيد، أن الاستقرار لن يتحقق في سوريا لطالما إيران تتواجد فيها، وشدد على أن تل أبيب لن تقف مكتوفة الأيدي أمام تموضع إيران عند حدودها الشمالية. وكان مسؤولون إسرائيليون لمحوا لتدخل عسكري في حال وصلت إيران إلى حدودها الشمالية.

الأردن ترى بوصول إيران للجنوب السوري “تهديداً لأمنها القومي”

الأردن بدوره يخشى من أن تسهل عودة القوات الحكومية إلى جنوب البلاد، من تموضع إيراني بالقرب من حدود المملكة، وترى أوساط سياسية أردنية، من ان التطورات في درعا تفرض على المملكة مراقبة حدودها من الفصائل الإيرانية كون ذلك بحسب رؤيتهم، من شأنه أن “يشكل خطرا على أمن الأردن القومي”.

وكشفت وسائل إعلامية أردنية، أن عمان طلبت من موسكو وضع حد لأي تحركات إيرانية في الجنوب، وأن المملكة تريد حلاً سياسياً للوضع في سوريا ومنها درعا بما يحفظ استقرار المملكة، وأشارت المصادر أن الملك الأردني طلب من الرئيس الروسي عند اللقاء به قبل أيام، “منع موسكو لوصول إيران وفصائلها المسلحة للحدود الأردنية”.

ومع استمرار دخول قوات الحكومة السورية إلى درعا البلد ورغبتها بالتمدد إلى مناطق أخرى، تظهر تساؤلات حول الموقف الأردني والإسرائيلي من الاتفاقات الجديدة التي رعتها روسيا، والتي يبدو أن موسكو قدمت كل الضمانات لأمن حدود إسرائيل والأردن وأنها كان في حسبانها عند عقد الاتفاقات الجديدة. فهل سينتهي الأمر عند هذا الحد، أم أن لتل أبيب رأي آخر ؟

إعداد: علي إبراهيم