التطبيع العربي الإسرائيلي .. “إيران تفقد ورقة صراع العرب مع إسرائيل وتعيش أسوء كابوس لها”

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – اعتبرت تقارير صحيفة غربية بأن “التقارب العربي الإسرائيلي يرعب إيران وهو أسوء كابوس يمكن أن تعيشه طهران”، وذلك في إشارة منها إلى “اتفاق السلام” الذي وقع بين دولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين مع إسرائيل بدعم أمريكي، في العاصمة واشنطن.

طهران تفقد ورقة صراع العرب مع إسرائيل

وخلال مقال تحليلي “لمجلة فورين بوليسي” اعتبرت أن السلام الذي وقع بين أبوظبي والمنامة مع تل أبيب بدعم من واشنطن، جعل طهران تعيش أسوأ كوابيسها، وأشارت المجلة البريطانية إلى أن طهران كانت تعتمد على “الصراع العربي الإسرائيلي” في توسعها الإقليمي، وشرعنة تدخلها في شؤون دول عربية مثل العراق وسوريا ولبنان واليمن.

وبحسب ما جاء في المقال التحليلي، فإن إيران تستخدم الصراع العربي الإسرائيلي ضمن منظومتها السياسية والإيديولوجية، وترى فيه “حصناً جيوسياسياً” لحماية مصالحها، واعتبرته أشبه بحاجز أمني لها، حيث كانت تستخدمه حينما تشاء لتعزيز “عمقها الاستراتيجي” في الشرق الأوسط، وإثراء حالة عدم الاستقرار فيه.

موطأ قدم إسرائيلي في جوار إيران

وبحسب “فورين بوليسي” فإن طهرا تتخوف من هذا التقارب، حيث سترسخ إسرائيل “موطئ قدم” لها في جوار إيران، وهو ما سيؤثر على “عمقها الاستراتيجي”، والتي تطلق عليه في أدبياتها الأمنية والعسكرية بـ”الدعم”، حيث لا ترغب بأن يكون القتال أو الحروب قريبة من أراضيها وتريد إبقاءها في “أرض العدو”.

وبحسب “المجلة البريطانية”، فإن التطبيع الإماراتي مع إسرائيل لن يكون في المجالات الاقتصادية فقط، إذ يشمل التعاون الأمني وتبادل المعلومات، وهو ما يعني أن المنطقة التي كانت تعتبرها طهران عازلة لها عن إسرائيل أصبحت في خطر.

وأشارت المجلة إلى أن إيران كانت قد أظهرت في أكثر من مناسبة أنها تريد الحفاظ على أمنها من خلال إحاطة نفسها بما يشبه المنطقة العازلة، ففي العراق أحبطت أي محاولات من حكومة كردستان لإقامة دولة كردية هناك، وهو التوجه الذي كانت تدعمه إسرائيل في تلك الفترة، والتي رأت فيه طهران أيضاً “موطئ قدم” لإسرائيل في شمال العراق.

إيران في خطر

وتقول المجلة إن إيران ستجد نفسها عرضة لحملات وعمليات أمنية واستخباراتية أوسع، في الوقت الذي لا تريد فيه أن تتكرر حادثة انتزاع عملاء الموساد لأكثر من نصف طن من الوثائق حول برنامج إيران للتسلح.

وخلال المقال التحليلي للمجلة البريطانية، حذرت فيه من أن الخوف الذي يتملك طهران حالياً، يمكن أن يجعلها تتصرف بشكل عدواني ومن دون أي ضبط لممارساتها في الشرق الأوسط، حيث أن منطقة الشرق الأوسط ستدخل مسار حقبة جديدة باتفاقات السلام مع إسرائيل.

“التطبيع العربي مع إسرائيل حماقة”

وسبق أن أصدرت إيران بياناً وصفت فيها التطبيع العربي مع إسرائيل بـ”الحماقة”، واعتبره طريقا يؤدي إلى “مستقبل خطير”، وهدد في حينها “أنه إذا حدث شيء في المنطقة يعرض أمن إيران للخطر، فسوف تحمل الإمارات المسؤولية عن ذلك”.

توعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إيران، بمواجهة رد “أقوى ألف مرة”، في حال هاجمت مصالح للولايات المتحدة، بعد تقارير تحدثت عن أن طهران خططت للانتقام من مقتل قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الإيراني، باغتيال سفيرة أميركية.

وسبق أن تعرضت نقاط عسكرية إيرانية في سوريا حسب حصيلة للمرصد السوري، خلال 32 شهراً من التصعيد الإسرائيلي ضد إيران في البلاد، لـنحو 80 استهداف أسفر عن تدمير 270 هدف ومقتل نحو 500 من القوات الإيرانية والمجموعات الموالية لها وقوات من الحكومة السورية.

إعداد: ربى نجار