دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

التصعيد الإسرائيلي على إيران “لايكفي لطردها من سوريا”.. ماذا ستفعل تل أبيب إذا لم تحصل على المساندة الأمريكية؟

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – جددت القوات الإسرائيلية من هجماتها على النقاط العسكرية التي تتمركز فيها القوات الإيرانية برفقة قوات الحكومة السورية بريف محافظة حماة وسط سوريا، وذلك في أول هجوم إسرائيلي على الإيرانيين في البلاد بعد تسلم الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن للسلطة في البيت الأبيض.

روايات متناقضة عن الاستهداف الإسرائيلي

وأعلنت وكالة الأنباء السورية سانا، السبت، عن “عدوان إسرائيلي جديد في محيط محافظة حماة وسط سوريا، أدى لمقتل 4 أشخاص من أسرة واحدة”. وبذلك تكون ضربات الجمعة، هي الأولى بعد تولي بايدن منصبه يوم الأربعاء الماضي.

المرصد السوري لحقوق الإنسان، وفي رواية مناقضة لما تحدثت عنه سانا، قال، أن الضربات الإسرائيلية طالت مواقع عسكرية إيرانية، وأسفرت عن “تدمير خمسة منها على الأقل” وهي مواقع تابعة للقوات الحكومة السورية في محيط مدينة حماة، وأضاف المرصد ان تلك المناطق المستهدفة تتواجد فيها قوات إيرانية من حزب الله اللبناني، بينما أكدت مصادر من المعارضة السورية أن مقتل رجل وامرأة وطفلتهما في مدينة حماة جاء إثر “سقوط أحد صواريخ الدفاع الجوي التابع للقوات الحكومية على منزلهم فجر الجمعة”.

ترقب إسرائيلي لسياسة بايدن اتجاه إيران.. هل سيكفي الضغط العسكري ؟

وتنتظر إسرائيل لتعرف ما إذا كانت إدارة بايدن ستراجع السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط وحيال التواجد الإيراني في سوريا، أم أنها ستمضي في الحلول السياسية مع الإيرانيين بخصوص ملفها النووي، كما فعلت إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما في 2015.

تقارير إعلامية نقلت عن محللين سياسيين قولهم، أن الضغط العسكري الإسرائيلي لا يكفي لتتراجع إيران وتخرج من سوريا، حتى ولو أن هناك “تواطؤ روسي” حيال التسامح مع دخول الطيران الإسرائيلي لقصف الأهداف الإيرانية تحت أنظار منظوماتها الدفاعية الجوية المتطورة، حيث أن هذه المنظومات هي في الأساس مبرمجة لتتصدى للطيران الإسرائيلي من طراز “إف-16” أمريكية الصنع.

وأشارت الأوساط السياسية ذاتها، أن الإيرانيين لا يبدون أي موقف للتراجع من سوريا، والكف عن سياساتها في المنطقة، بالضغط العسكري الإسرائيلي ودخول الولايات المتحدة الأمريكية على الخط، بإعطائها معلومات استخباراتية لمناطق المستودعات التي تضم أسلحة استراتيجية وطائرات دون طيار وأخرى تتعلق بالبرنامج النووي الإيراني، ما يعني بحسب هؤلاء، أن إسرائيل قد تلجأ لمساعدة الولايات المتحدة أكثر للحد من الانتشار الإيراني بالقرب من حدودها مع سوريا.

ومن المؤكد أن إسرائيل تعي جيداً أن إدارة الرئيس جو بايدن، ستعود للتدخل في ملفات الشرق الأوسط بشكل أكبر من إدارة الرئيس دونالد ترامب، الذي كان يرغب بالانسحاب الكلي عسكرياً من تلك المنطقة، وعارضه صناع القرار في الولايات المتحدة، لكن تل أبيب لا تعلم إلى اللحظة كيف ستكون سياسية بايدن اتجاه إيران، مع مخاوف من ان يبدي الأخير تساهلاً معها ويعود إلى الاتفاق النووي، ما يعني تخفيض أو قطع المساندة الأمريكية للإسرائيليين ضد إيران في المنطقة وسوريا.

دعم الأسد للتمدد الإيراني يغضب روسيا

وذكرت تقارير إعلامية أمريكية، أن الرئيس بشار الأسد تعاون مع السياسة الإيرانية في سوريا، ومع انحصار المعارضة السورية في إدلب وبعض المناطق بريف حلب، ودعم الأسد سياسة إيران بالتمدد في سوريا بشكل أكبر من سنوات الحرب السابقة، وأشارت التقارير إلى أن ذلك يغضب روسيا، كون موسكو ترغب بالبقاء وحيدة في سوريا بعد دعمها اللامحدود للنظام الحاكم وتدخلها في 2015، والذي قلب الموازين لصالح الحكومة بعدما كانت العاصمة دمشق مهددة بالسقوط.

وبحسب التقارير الإعلامية التي نقلت عن تقرير لمركز “صوفان” للأبحاث، فإن الأسد يعتبر من أكثر الرؤساء العرب الداعمين لإيران، كون الأخيرة كان لها الفضل في بقاء نظام حكمه قائماً في سوريا. حيث أعاد توطين “الشيعة” مكان السنة في مناطق تم إخراج المعارضين منها بمحيط العاصمة دمشق وغيرها من المناطق، بعد اتفاقات تسوية ومصالحة، الأمر الذي اعتبرته “كتغيير ديمغرافي واعتماد التهجير القسري”.

وترفض إسرائيل أي تواجد للإيرانيين بالقرب من حدودها الشمالية، وسبق أن أعلنت عن الدخول لمرحلة “طرد إيران من سوريا”، حيث يشدد متابعون أن تل أبيب ستواصل مساعيها لإبعاد “الشبح الإيراني” حتى ولو لم تتلقى المساعدة من إدارة بايدن.

إعداد: علي إبراهيم