أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – قبيل دخول “التدخل العسكري الروسي في سوريا” السنة الخامسة، كشفت تقارير إعلامية عن إحصاءات قالوا عنها أنها “فتكت بالسوريين”، وسط الحديث عن عشرات الآلاف من القتلى جراء الضربات الجوية والبرية الروسية إضافة لدمار هائل.
فشل الإيرانيون .. فتدخل الروس
التدخل الروسي في سوريا يعتبره الكثيرون، بأنه السبب الأول والأخير لبقاء “حكم الرئيس الأسد” إلى اليوم، مشددين على أن التدخل في 2015، جاء بعد فشل الإيرانيين من وقف تمدد المعارضة السورية نحو العاصمة السورية دمشق، والذي قال عنه خبراء عسكريون، بأن “دمشق كانت على بعد أيام قليلة من السقوط لولا التدخل الروسي”.
ولا تنكر روسيا على الإطلاق أن تدخلها العسكري في سوريا، كان السبب وراء بقاء حكم الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة، وتقول ذلك في وجه المسؤولين السوريين أيضاً.
بينما وبعد مايقارب 5 سنوات على الحرب ومشاركة موسكو فيها، بدأت الأخيرة بحصد فاتورة تدخلها العسكري في البلاد، عبر وضع يدها على مرافق ومنشآت حيوية سورية لعشرات السنين، وبالتالي حرمان السوريين من مواردهم وثروات بلادهم المحرومون منها أصلاً.
عشرات الآلاف من القتلى .. واستخدام أسلحة محرمة
وساهم التدخل العسكري الروسي أيضاً إلى جانب بقاء حكم الرئيس بشار الأسد، باستعادة قوات الحكومة السورية ثلثي البلاد، التي خرجت عن سيطرتها منذ اندلاع الأزمة والصراع في سوريا عام 2011، حيث كانت المعارضة تسيطر حينها على أغلب الأراضي السورية.
وبحسب إحصائية للمرصد السوري لحقوق الإنسان، فالخسائر البشرية جراء تدخل روسيا في الشهر الـ59 بلغت 20.187 قتيلاً، منذ 30 أيلول/سبتمبر 2015، وحتى 30 آب/أغسطس الجاري، 34 في المئة منهم من المدنيين.
وبين المرصد أيضاً، أن من بين 20.187 قتيلاً، هناك 2098 طفلاً، و 1317 امرأة، إضافة إلى 5239 رجلاً، و 5405 عنصر من تنظيم داعش، و6128 من الفصائل المقاتلة “والإسلامية وهيئة تحرير الشام والحزب الإسلامي التركستاني ومقاتلين من جنسيات عربية وأجنبية”.
وفي الإحصائية التي نشرها المرصد، كشف أن القوات الروسية استخدمت خلال ضرباتها الجوية، مادة “الثراميت”، التي تتألف من بودرة الألمنيوم وأكسيد الحديد، وتتسبب في حروق لكونها تواصل اشتعالها لنحو 180 ثانية، وهي قنابل عنقودية حارقة تزن نحو 500 كيلو غراما، تلقى من الطائرات العسكرية.
سوريا .. حقل تجارب حي للسلاح الروسي
وسائل إعلامية نقلت عن “مدير معهد كارنيغي في موسكو، ديميتري ترينين”، قوله، إنه “تبين أن النزاع في سوريا كان ساحة جيدة للتدريب العسكري مع اكتساب مئات الجنود الروس خبرة ميدانية واختبار مئات الأسلحة الجديدة”.
وسبق أن اعترفت روسيا بذاتها، بتجريب أكثر من 100 نوع من أسلحتها خلال الحرب السورية، وفي بيان سابق، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أنها جرّبت خلال العامين ونصف الماضيين أكثر من 316 سلاحاً روسياً حديث الصنع، أغلبها في مناطق شمال غرب البلاد.
وكشفت مصادر روسية أخرى، أن القوات الروسية طورت العديد من الأسلحة بعد فشلها في الحرب السورية، حيث أن سوريا مثلت لهم حقل تجارب حقيقي وحي، قامت خلالها القوات الروسية بكشف الأخطاء فيها وإعادة تصنيعها.
وبحسب تقارير إعلامية روسية، فأن أكثر من 70 ألفاً من عسكريي القوات الروسية بينهم ما يُقارب 500 ضابط وقائد للألوية والفرق العسكرية الروسية قد تدرّبوا في المعارك الجارية على الأراضي السورية، واختبروا فيها أكثر من 100 سلاح مدفعي مع ذخيرتها.
روسيا التي تحصل فاتورة تدخلها في سوريا متهمة “بجرائم حرب”
وسبق أن اتهمت منظمات حقوقية وإنسانية، القوات الروسية، بارتكاب “جرائم حرب في سوريا”، إضافة إلى استهداف للبنى التحتية من مدارس ومستشفيات ومساجد، وقارنت ما يحصل بما حصل في العاصمة الشيشيانية غروزني التي دمرت قبل عقدين.
وخلال الفترة الماضية، بدأت روسيا بتحصيل فاتورة تدخلها العسكري في البلاد، عبر وضع يدها على العديد من المنشآت والمرافق الحيوية في سوريا لعشرات السنين، من مطارات ومصانع ومرافئ ومناطق سياحية وغيرها.
إعداد: علي إبراهيم