دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

التجاهل العربي للأزمة السورية فتح الباب أمام التدخلات الأجنبية.. فهل ينتظر من العرب شيء ؟

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – لطالما لم تأخذ الدول العربية على عاتقها حل الأزمة السورية وفق ما يريده السوريون، على الرغم من تأكيدهم أنهم مع متطلبات الشعب السوري منذ بداية الأحداث عام 2011، إلا أنه بعد عقد من الزمن لبداية الصراع على السلطة وما تعرض له السوريون يمكن القول أن “العرب شاركوا في تفاقم الأزمة أكثر من حلها”.

التجاهل العربي فتح الباب أمام تدخلات خارجية

التجاهل العربي لما حصل في سوريا فتح الباب أمام أطراف إقليمية ودولية أخرى للتدخل كروسيا وتركيا وإيران والولايات المتحدة الأمريكية، والمشاركة في الصراع على السلطة ونهب ثروات الشعب السوري، وبقيت مواقف الدول العربية حبراً على ورق ومجرد تصريحات سياسية لا تنفع ولا تصلح من الأمر شيء.
وفي الفترة الماضية كان هناك بعض التحركات من بعض الدول العربية لاستعادة العلاقات مع الحكومة السورية، ما اعتبرها الكثير من المحللين السياسيين أنها “بارقة أمل” في تدخل عربي في سوريا لإنهاء الأزمة وكسر الاستفراد الدولي والإقليمي بهذا الملف، وامكانية أن ترى الأزمة السورية انفراجات على يد الأخوة العرب.
إلا أن ما حدث بعد ذلك، واستمرار التدخلات الأجنبية ومن جميع الأطراف؛ خاصة تركيا التي تهدد اليوم بشن عمليات عسكرية جديدة تكون أوسع في الشمال السوري، يؤكد أن الدول العربية لا تزال على موقفها من تجاهل الملف السوري وعدم التدخل لتطبيق حلول سياسية تنهي الصراع والمعاناة.

أين العرب من تهديد وحدة الأراضي السورية ؟

ومنذ أكثر من شهر تهدد تركيا بشن هجمات جديدة على الأراضي السورية الشمالية، وذلك بهدف إنشاء منطقة “آمنة” بعمق 30 كيلومتراً وعلى طول الشريط الحدودي، وذلك بهدف “إعادة مليون إلى مليون ونصف لاجئ سوري”، وهو ما يعني فعلياً خلق أزمة نزوح ولجوء جديدة للملايين من سكان المناطق المهددة، وبالتالي استمرار الأزمة الإنسانية بل ومفاقمتها.
وفي الوقت الذي يجب على العرب التدخل لوقف أي مشاريع تهدد وحدة وسيادة الأراضي السورية، إلا أننا ننجد دول إقليمية كإيران وتركيا ودولية كروسيا، تستفرد بالملف السوري، وتضع الاتفاقات والصفقات التي لا تخدم سوى مصالحها وسياساتها في سوريا وتهدد بتقسيم البلاد وتشريد المزيد من شعبها.

مواقف لا تنفع ولا تصلح

وخرجت عن الدول العربية ومنظماتها خلال الفترة السابقة بيانات وصفت “بالإيجابية”، وأنها ستحول مسار الصراع في سوريا وتنهي أو تحد على الأقل من التدخلات الخارجية بالبلاد.
حيث وصف مجلس التعاون الخليجي في آخر اجتماع له، التدخلات الخارجية في سوريا “بغير المقبولة”، وشددت على أن الحل السياسي هو الوحيد لحل الأزمة وفق المقررات الدولية وبمشاركة جميع السوريين.
إضافة إلى أن الجامعة العربية في آخر اجتماع لها حول سوريا نددت بالتغلغل التركي والتغلغل الإيراني في دول عربية عدة ومنها سوريا، مع التأكيد على ضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وسيادتها، إضافة لاعتبار ما تفعله أنقرة وطهران في المنطقة العربية يعرض امنها القومي للخطر.
سياسيون: الأمن القومي العربي معرض للخطر في وقت يتجاهل العرب ذلك
وتؤكد أوساط سياسية، أن ليس الأمن العربي معرض للخطر أكثر من أي وقت مضى من قبل إيران وتركيا، إضافة لأطراف دولية أخرى، مشيرين إلى أن تركيا وإيران يعتبران الخطر الأكبر بسبب قربهما من المنطقة العربية ووجود طموح وأهداف للدولتان فيها.
لافتين إلى أن الدولتان تسيطران على مساحات واسعة من الأراضي السورية ويتدخلان في العراق وليبيا ولبنان وغيرها، كما أنه في حالة تركيا التي تهدد باستهداف قوات الحكومة السورية في حال اقترابها من مناطق سيطرتها في شمال سوريا، فهذا يدل على أن ما تدعيه أنقرة من أن عملياتها العسكرية في سوريا هي “للحفاظ على أمنها القومي” غير صحيح.
وشددت تلك الأوساط على أن العرب متفقون تماماً على أن لتلك الدولتان أطماع وأهداف في المنطقة العربية ولكن دون أي تحرك، كما أن ثروات ومقدرات وأمن الشعوب العربية في خطر مع الاستمرار في سياسة التجاهل لما يحصل في المنطقة العربية من أزمات وتدخلات خارجية.
والمثال السوري الحي، الذي حقاً بات التواجد الأجنبي في أراضيها من قوى عسكرية نظامية إلى التنظيمات الإرهابية والمتطرفة يشكلان خطراً على الأمن القومي العربي برمته، ولن يطول الأمر حتى تجد الدول العربية المجاورة أن ناقوس الخطر يدق أبوابها، وأن ما حصل في سوريا من المحتمل أن يتكرر في أي دولة عربية أخرى.
ومن دون مشاركة سوريا حتى اللحظة.. تستعد الدول العربية لعقد قمة على مستوى رؤساء الدول في الجزائر، مطلع تشرين الأول/أكتوبر القادم والتي من المفترض أن تناقش ملفات تهم الدول العربية من حيث التهديدات الأمنية ونشاط الإرهاب وغيرها، وبالتأكيد سيكون الملف السوري على رأس الملفات، وسط تساؤلات عما سيفعله العرب هذه المرة؟

إعداد: علي إبراهيم