دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

الإدارة الذاتية تقرر “إفراغ مخيم الهول” .. والدول الغربية “المتجاهلة” تكتفي بالتعبير عن قلقها

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – قررت السلطات في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، إفراغ “مخيم الهول” الذي يأوي الآلاف من عائلات داعش، وذلك نظراً للأعباء الثقيلة التي يلقيها المخيم على عاتق السلطات المحلية في ظل تجاهل دولي لحل قضية المخيم وإرجاع الدول الغربية لرعاياها الذين قاتلوا في صفوف التنظيم في سوريا.

تطمينات من السلطات المحلية بالرغم من التجاهل الدولي

الخطوة التي قامت بها الإدارة الذاتية تسببت بالكثير من الجدل حول مصير عائلات مقاتلي التنظيم الإرهابي المحتجزين لديها، وحول ذلك تحدثت “الرئيسة التنفيذية لمجلس سوريا الديمقراطية” إلهام أحمد، عن توجه الإدارة الذاتية لإفراغ مخيم الهول من السوريين بشكل كامل، مع الإبقاء على الأجانب فقط، وشددت على أنهم لن يرغموا أحد على الخروج، وقالت “هناك الكثيرون لا يريدون الخروج خوفاً من الملاحقات الأمنية”.

ويرى محللون سياسيون أنّ خطوة إخلاء مخيم الهول، جاءت نتيجة التجاهل الغربي لتقديم المساعدات لتحمل الأعباء التي يشكله المخيم، حيث أن السلطات المحلية لا تزال تحافظ على المخيم وأمنه وما يحتاجه القاطنون فيه، ومع الأزمة الاقتصادية التي تخيم على سوريا وغيات الدعم المالي، فإنه من الصعب الاستمرار بتأمين احتياجات المخيم في هكذا أوضاع.

الإدارة الذاتية: سنحافظ على المحتجزين من داعش ولكن ليس للأبد

وأفادت تقارير إعلامية غربية، بأن الدول الأوروبية باتت تنظر بعين القلق نحو توجه الإدارة الذاتية لإفراغ المخيم، حيث أنها بالرغم من رفضها لاستلام مواطنيها من مقاتلي داعش إلا أنها تقول يجب على السلطات المحلية الحفاظ عليهم. وسبق أن أفاد مسؤولون في الإدارة أنهم لن يطلقوا سراح مقاتلي وعائلات داعش من مراكز الاحتجاز والمخيمات، ولكنهم أشاروا إلى أنه لا يمكنهم إبقائهم في المنطقة إلى الأبد.

الحكومة الألمانية من جانبها حذرت من أن مخيم الهول تحول إلى مفرخة خطيرة لتنظيم داعش، مضيفة أن نساء التنظيم يحضرن الأطفال ليصبحوا الجيل القادم لداعش وهم بمثابة قنابل موقوتة.

الملف بحاجة “لتظافر الجهود الدولية”

كما حذرت منظمات أممية ودولية، من أن ملف المخيم يحتاج لتظافر الجهود الدولية لحلها، ولا يمكن للسلطات المحلية لوحدها من حل ملف المخيم، وأشارت إلى أن المخيم يعتبر “كقنبلة موقوتة” وفي أي فوضى أو فراغ أمني يمكن أن يحصل فإن المحتجزين يمكنهم أن يشكلوا خطراً كبيراً ليس على المنطقة وسوريا فحسب بل على العالم أجمع، خصوصاً وأن داعش يعاود ظهوره من جديد ولديه القدرة على شن الهجمات وإطلاق سراح مقاتليه وعائلاتهم.

صحيفة التايمز البريطانية تحدثت عن أن الإدارة الذاتية بصدد إطلاق سراح 15 ألف امرأة سورية وطفل كدفعة أولى من المخيم الذي يضم 28 ألف مواطنة وطفل يحملون الجنسية السورية من بين أكثر من 68 ألف سيدة وطفل محتجزين هناك، منهم 30 ألفا يحملون الجنسية العراقية والبقية يحملون جنسيات مختلفة.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولة الكردية البارزة في “مسد”، أن الإدارة الذاتية تعهدت بالإسراع في إطلاق سراح السوريات وأطفالهن بالكامل من المخيم والسماح لهن بالعودة إلى منازلهن شريطة أن تخضعن لبرنامج مراقبة.

وحملت منظمات وجهات دولية، المسؤولية الكاملة للدول الغربية التي لها رعايا في المخيم، والتجاهل التام الذي يبدونه في سبيل حل هذه المشكلة.

ويشدد محللون وخبراء في الجماعات المتطرفة، بأن الحكومات الغربية تجد نفسها في حرج في ظل مطالبات داخلية من بعض التكتلات والأحزاب السياسية بضرورة استعادة أبنائها حتى المتطرفين، من باب استحالة الفصل بين الأطفال وآبائهم وأمهاتهم، مطالبين “الاعتراف سياسياً بالإدارة الذاتية لسهولة التعامل معها كجهة مسؤولة وحيدة عن هؤلاء”.

محذرين من أن مخيم الهول، أصبح كمدرسة لدراسة الفكر المتطرف، لجيل جديد من أطفال داعش، وإن لم يتدارك العالم هذه المشكلة ويعمل على حلها في أقرب وقت ممكن، فإن العالم على موعد من “موجة جديدة من التطرف قد تكون أكثر تشدداً من الموجة السابقة.

إعداد: رشا إسماعيل