دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

الأسد يحضر القمة العربية القادمة في جدة رغم الموقف الأمريكي.. هل هو تحدٍ من العرب أم أن واشنطن موافقة ؟

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – توافد وزراء خارجية العرب إلى مدينة جدة السعودية، من بينهم وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، وذلك للمشاركة في الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية في دورتها العادية الثانية والثلاثين على مستوى الوزراء، وذلك تمهيداً للقاء القادة يوم الجمعة القادم، حيث سيكون الرئيس بشار الأسد على رأس الوفد السوري الذي سيشارك في هذه القمة.

المشاركة السورية الأولى في القمة العربية منذ 2011

وتأتي مشاركة سوريا التي تعتبر الأولى منذ اندلاع الأزمة عام 2011، وبعد استعادة دمشق لمقعدها في جامعة الدول العربية الذي علق منذ أكثر من عقد، بعد اتفاق وزراء خارجية العرب على استئناف مشاركة دمشق في الاجتماعات الخاصة بهذه المؤسسة، وكل ذلك جاء بعد استعادة بعض الدول العربية لعلاقاتها مع دمشق وعلى رأسها السعودية ومصر.

ترحيب سعودي.. والرئيس السوري سيحضر القمة

وفي الكلمة الافتتاحية للسعودية، رحب وزير الخارجية فيصل بن فرحان، بمشاركة الوفد السوري في الاجتماع التحضيري لوزراء الخارجية في جدة، وقال أنهم يسعون “لتحقيق نهضة شاملة تتطلع لها شعوبنا”، مشددا على أن العالم يمر بتحديات كبيرة تفرض علينا التوحد لمواجهتها.

ودعا الوزير السعودي لابتكار آليات جديدة لمواجهة التحديات التى تواجه الدول العربية، مضيفا:” نحتاج للعمل المشترك على رفعة الشعوب العربية”.

وجدد وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، تأكيده على حضور الرئيس السوري بشار الأسد للقمة، حيث سيترأس الوفد الذي سيحضر القمة التي ستعقد يوم الجمعة القادم، وأضاف “الآن نعود وبفضل الحكمة والقيادة الصحيحة إلى وضعنا الطبيعي كعرب”.

وأكد المقداد ضرورة عودة الالجئين السوريين إلى سوريا، مشيراً إلى أن سوريا ترّحب بكل أبنائها. حسب قوله.

وتعليقا على شروط عودة “النازحين السوريين” وإعادة الإعمار، قال المقداد: “من يشترط علينا عليه أن يأخذ هذه الافكار ويحتفظ بها لذاته..نحن لم نقم بالاستجداء، ولن نقوم بذلك، وخضنا حرب ضد الإرهاب، ومن أراد المساعدة فأهلا وسهلا”.

وتقول مصادر إعلامية أن قرار مشاركة الأسد قد يتعدل في اللحظات الأخيرة، حيث أنه يرتكز على الجهود والمناقشات التي ستجري في الاجتماعات التمهيدية التي يقوم بها وزراء الخارجية لهذه الدول.

السعودية دعت الرئيس السوري رسمياً لحضور القمة

وكان الرئيس السوري تلقى دعوى لحضور القمة العربية من قبل الملك السعودي، وذلك غداة إعادة العلاقات بين دمشق والرياض، بعد قطيعة دامت أكثر من 10 سنوات، وتسلم الرئيس الأسد الدعوى من السفير السعودي في الأردن نايف بن بندر السديري. وكانت السعودية وسوريا قررتا اعادة عمل بعثتيهما الدبلوماسية واستئناف الطيران بينهما.

تدخلات إيران وتركيا في الدول العربية تسبقان أعمال القمة

وإلى ذلك، سبق الاجتماع الوزاري عدة اجتماعات أخرى، أهمها اجتماع اللجنة الوزارية العربية الرباعية المعنية بمتابعة تطورات الملف الإيراني، وأيضاً اجتماع اللجنة الوزارية العربية المعنية بمتابعة التدخلات التركية في الشؤون الداخلية للدول العربية.

ومن الممكن أن يكون هناك مطالب عربية لدمشق بالحد من النفوذ والنشاط الإيراني في سوريا، مقابل دعمها اقتصادياً وسياسياً وإعادتها للحضن العربي، إضافة إلى الضغط على تركيا للقبول بشروط دمشق للتطبيع بينهم، كون هناك دول عربية عدة مؤثرة على الساحة الإقليمية استعادت علاقاتها مع تركيا، كالسعودية والإمارات.

بينما على دمشق بحسب ما ترجح أوساط سياسية ومتابعة، أن تتخذ من المبادرة العربية والأردنية للحل في سوريا كسياسة للمرحلة المقبلة، إضافة إلى تقليص الدور الإيراني وتغلغله في البلاد، والحد من تجارة المخدرات وتهريبها عبر الحدود، إضافة لضرورة تطبيق الحلول السياسية لإنهاء الصراع القائم في سوريا.

دعوة دمشق للقمة.. هل هو تحدي عربي لواشنطن أم بموافقتها ؟

وتأتي مشاركة الرئيس السوري بشار الأسد في القمة العربية، بالتزامن مع إقرار الكونغرس الأمريكي لمشروع قرار يدعو لعدم اعتراف الولايات المتحدة بأي حكومة سورية ويكون الأسد رئيساً للبلاد،  كما يوسع قانون قيصر المفروض منذ صيف 2020.

وكانت وكالة “رويترز” نقلت عن مسؤولين في الكونغرس أن مشروع القانون الجديد تحذير لتركيا ودول عربية من مواجهة عواقب وخيمة إذا تفاعلت مع الحكومة السورية.

وكان البيت الأبيض أعلن أن الولايات المتحدة لن تطبع علاقاتها مع الرئيس السوري بشار الأسد، محذراً الحلفاء في المنطقة من تداعيات كسر العقوبات على دمشق، وموضحا أن العقوبات ستظل سارية بشكل كامل.

ورغم هذا الموقف الأمريكي، إلا أن متابعون للشأن السياسي السوري والعام، يؤكدون أن العلاقات العربية السورية لم تكن لتعود لولا الضوء الأخضر الأمريكي وموافقتها بالدرجة الأولى، مشددين على أن الدول العربية لن تعادي الولايات المتحدة لأجل إعادة العلاقات مع دمشق، إلا في حال كان ذلك بقبول أمريكي بالدرجة الأولى.

ومن المفيد بحسب مراقبين، أن يكون للعرب الدور الريادي في حل الأزمة السورية، بعيداً عن أي أطراف إقليمية ودولية أخرى، ومن شأن التدخل العربي تحريك المياه الراكدة في الأزمة السورية ووضعها على سكة الحلول بما يتناسب ويتناسق مع المقررات الدولية ذات الصلة وخاصة القرار 2254.

إعداد: ربى نجار