أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – تعاني المناطق التي تسيطر عليها الفصائل الموالية لتركيا شمال شرق سوريا، من فلتان أمني كبير وزيادة في عمليات الاغتيالات بين الفصائل ذاتها المتصارعة أصلاً، إضافة لعمليات انتقامية عبر تفجير سيارات ودراجات نارية مفخخة وغيرها بالقرب من مقرات بعضهم البعض.
اقتتال مستمر .. والمدنيين “أكبر المتضررين”
ومنذ أن سيطرت الفصائل الموالية لتركيا على مدينتي رأس العين (المسماة محلياً بسري كانيه) شمال الحسكة وتل أبيض (المسماة محلياً بكري سبي) شمال الرقة في تشرين الأول/أكتوبر 2019، وتشهد تلك المناطق اقتتال مستمر بين الفصائل بسبب خلافات على تقاسم المسروقات وتوسيع النفوذ والسيطرة، ودائماً ما يكون المدنيين هم الأكثر تضرراً جراء هذه الاشتباكات التي لاتزال مستمرة إلى لحظة إعداد هذا التقرير.
حالة الفلتان هذه التي تعيشها المنطقة، بدأت تغضب الأوساط الشعبية فيها، حيث سبق أن خرجت تظاهرات تطالب بتوفير الأمن والأمان وإخراج الفصائل العسكرية ومقراتها من المدن والمناطق السكنية، إلا أن بنادق الفصائل كانت أقوى من أصوات الأهالي، ليتم إسكاتهم وإجبارهم على القبول والتعايش مع هذه المرحلة التي يمرون بها، والذي وصفها أحد الناشطين في المنطقة “بالسوداء”.
قتل وخطف واعتقال وتهجير قسري
ليس الاقتتال المتجدد بين الفصائل الموالية لتركيا والتفجيرات الانتقامية فيما بينهم وحدها ما يؤرق أجواء تلك المناطق وراحة سكانها، بل هناك أيضاً كثرة عمليات الاختطاف والاعتقال بتهم وحجج كثيرة، منها الانتماء لأحزاب سياسية أو مؤسسات الإدارة الذاتية، أو دعم قوات سوريا الديمقراطية سابقاً، بحسب ما قاله الناشط “أ.ر” من مدينة رأس العين لشبكة أوغاريت بوست.
ويزيد “أ.ر” أن الفصائل الموالية لتركيا تقوم بالتضييق على السكان الأكراد خاصة في المنطقة، بغية دفعهم للهجرة وترك منازلهم، حيث تختلف الأساليب بحسب الناشط، من حيث التهديد بالقتل أو الاختطاف أو الاعتقال بتهمة الانتماء للإدارة الذاتية، إضافة إلى “القومية الكردية”، وأكد أن “كل كردي متواجد في رأس العين هو مستهدف ومباح دمه من قبل الفصائل، لذلك فإن أغلب العائلات لا تستطيع أن تبقى في منازلها بعد أن يضع فصيل ما عينه عليها”.
تغيير ديمغرافي.. العرب أيضاً يتم تهجيرهم
ويقول “أ.ر” أن الفصائل بعد أن تطرد العائلات الكردية والعربية وغيرها ممن تتهمهم بالانتماء للإدارة الذاتية والأحزاب المنضوية ضمنها، تقوم بجلب عائلاتها من مدن إعزاز وجرابلس وإدلب وغيرها ضمن المناطق التي يسيطرون عليها في شمال غرب سوريا، واصفاً ذلك “بالتغيير الديمغرافي الممنهج” التي بدأت تركيا والفصائل الموالية لها بتطبيقه منذ اليوم الأول من سيطرتهم على المنطقة.
الانفجارات التي تحصل في رأس العين.. من المسؤول ؟
وفي سياق الفلتان الأمني والعمليات الانتقامية التي تقوم بها الفصائل ضد بعضها البعض، أكد “أ.ر” أن الانفجارات التي تشهدها مدينتي رأس العين وتل أبيض، هي من افتعال الفصائل نفسها، حيث أن العلاقات بينها تشهد انقسامات وخلافات حادة، من حيث الخلافات على تقاسم المسروقات، من أملاك الأهالي الخاصة والممتلكات العامة.
مشيراً إلى أنه في كل مرة ينشب خلاف بسيط بين أي فصيلين أو مجموعة من الفصائل فإنه سرعان ما تتحول الأوضاع إلى اشتباكات عنيفة بينهم داخل المدينة، دون أي اعتبار للمدنيين وسلامتهم.
وقتل أربعة أشخاص وأصيب سبعة آخرون جراء انفجارين متتاليين بمدينة رأس العين يوم السبت، حيث انفجرت عبوة ناسفة بمحل لبيع الملابس قرب دوار البريد وسط المدينة، ما أدى لمقتل 4 أشخاص بينهم 3 نساء، وإصابة 7 آخرين. كذلك هز انفجار ثان المدينة بعد الأول بساعات قليلة، قرب الفرن الآلي، اقتصرت الأضرار على الماديات.
كذلك لا تزال مدينة رأس العين تشهد منذ أيام، اشتباكات بين فصائل موالية لتركيا، وذلك بسبب خلافات على مناطق التهريب وتقاسم المسروقات وتوسيع النفوذ والسيطرة، وسط تجاهل تركي تام لما تعانيه المدينة وريفها من حالة فلتان أمني.
إعداد: ربى نجار