دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

“احتجاجات الساحل”.. غضب شعبي بقرى مهمشة ومنسية من قبل الحكومة تطالب بتحسين الواقع المعيشي والخدمي

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – بسبب الأوضاع المعيشية الصعبة ونقص الخدمات الأساسية و الاقتصاد شبه المنهار وقلة المحروقات و الخبز وغيرها، خرجت تظاهرات شعبية بمناطق الساحل السوري، وصفها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي أنها “تظاهرات رافضة للتجويع”، حيث قام المتظاهرون بحرق الإطارات و إغلاق الطرقات.

غضب شعبي جراء تجاهل الحكومة مشكلة تلوث المياه

وبسبب “سوء الخدمات المقدمة من قبل الحكومة و تلوث المياه و ارتفاع الأسعار و عدم الوقوف في وجه تجار الأزمات ونقص الخبز والمحروقات”، شهدت قرى منطقة صافيتا بالساحل السوري احتجاجات شعبية، وقطع الطرقات وإشعال الإطارات، وذلك أسبوع واحد فقط من احتجاجات في قرية “ديري” في ريف جبلة، حينما خرج الناس رفضاً لعدم تأمين الحكومة السورية مادة الخبز لهم و تحكم تجار الأزمات بها دون أي حسيب أو رقيب.

وما يزيد من الغضب الشعبي، تجاهل الحكومة السورية للواقع المعيشي الصعب، و تصويرها مع إعلامها المقرب للحالة في سوريا وكأنه لا حرب ولا حصار ولا أزمة اقتصادية، ودائماً ما يتمسك المسؤولون الحكوميون “بالمقاومة” وأبنائهم في خارج البلاد ينعمون بحياة رفاهية وثراء فاحش، فيما يعاني السوري الأمرين حتى يؤمن لقمة العيش له ولأسرته.

وتعاني المناطق التي تسيطر عليها الحكومة السورية من أزمات كبيرة وعديدة، تتمثل في نقص كافة الاحتياجات الأساسية لحياة المواطن اليومية، دون تحرك من قبل الحكومة لتحسين الواقع المعيشي، أو العمل على تخفيف النتائج الكارثية على حياة المواطنين جراء الأزمة الاقتصادية وارتفاع الأسعار بسبب الانهيار الشبه تام لليرة أمام الدولار.

جهات حاولت إخراج الاحتجاجات من سلميتها

ونشرت مواقع وصفحات إعلامية محلية، صوراً للمدنيين في قرى صافيتا، وهم يهتفون مطالبين الحكومة بحل مشكلة المياه وتلوثها بسبب مكب نفايات وادي الهدة، كما قطع المحتجون طريق عام صافيتا طرطوس، وسط تأكيد لناشطين محليين أن كل ما تردد عن “اشتباكات بين القوات الأمنية والمتظاهرين” عار عن الصحة، وأشار إلى أن ذلك محاولة من قبل بعض الأطراف لقمع التظاهرات بحجة “وجود اعتداءات من قبل جهات خارجية تعمل على الأرض على الأجهزة الأمنية”، لافتين إلى أن تظاهراتهم سلمية وتطالب بحقوق المواطنين وتحقيقها.

أطنان من النفايات باتت تتسرب للمياه

ناشطون محليون تحدثوا لشبكة “أوغاريت بوست” الإخبارية، ان التظاهرات جاءت بعد أن وصل تلوث مكب النفايات إلى المياه الجوفية، وشددوا على أن السكان طالبوا الجهات المعنية أكثر من مرة إزالة “سرطانات النفايات” التي تبلغ أطناناً ولكن لم يرد عليهم أحد من المسؤولين.

وبينوا أن العديد من حالات التسمم حصلت بين المدنيين وخاصة الأطفال، بسبب شرب المياه الملوثة، وقالوا أن سبب التلوث هو اختلاط رشاحة سببها مكب القمامة في وادي الهدة مع الصرف الصحي.

خداع إعلامي

وحاول إعلام الحكومة السورية الالتفاف على الاحتجاجات الشعبية، التي تدل على سوء الخدمات المقدمة والاحتقان الشعبي جراء الأوضاع المأساوية التي وصل إليها المواطن السوري، وذلك بتسليط الضوء عليها بشكل خجول، حيث تناقلت نشرات أخبار تلك الإذاعات صور الاحتجاجات، محاولين إظهار أنهم يواكبون هموم السوريين، وأن الحكومة معها وستحلها.

وباتت صور ومشاهد طوابير “الخبز والثلج و المازوت” من المشاهد اليومية الروتينية في مناطق سيطرة الحكومة، حيث تعتبر هي الأسوأ في البلاد وأكثرها فقراً، ودوماً ما تلقي الحكومة المسؤولية على “العقوبات الاقتصادية والحصار”، بينما يؤكد خبراء اقتصاديون سبق وأن تحدثوا لشبكة “أوغاريت بوست” ان الفساد في هيكلية الدولة السورية مع اقتصار رؤوس الأموال بالدائرة المحيطة بالحكومة هي السبب الرئيسي للأزمة الاقتصادية التي تعيشها سويا، وأن العقوبات والحصار أسباب ثانوية.

“ما حدث لم يكن مفاجئاً”

وتعليقاً على ما جرى في قرى منطقة صافيتا، علقت الإعلامية والناشطة السورية، إنصاف سليطين، خلال منشور لها على الفيس بوك، “ليس خروجهم إلى الشارع مفاجئاً، كان هناك إشارات عديدة تدل على الاحتقان، و إذا استمر الاستهتار سنكون في موقف أعقد”.

وفي كلام موجه لمسؤولي الحكومة قالت سليطين، “استهتاركم و قراراتكم الجائرة وعدم مشاركة الناس وعدم سماع كل الاصوات، وانفصالكم عن الواقع ومحاولة إرضاء المسؤولين الأعلى منكم على حساب أوجاع الناس، و غياب الإعلام التام عن قضايا الناس، أدى إلى خروج الناس إلى الشارع .. لا أعلم كيف يتم ترشيح هؤلاء المتنفذين وتعيينهم، لكن أعلم إن من قدم الدراسات عنهم متواطىء معهم و يتحمل جزءاً كبيراً من المسؤولية”.

 

إعداد: ربى نجار