دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

“اجتماع سوري إسرائيلي بوساطة روسية”.. نفي حكومي ورسائل حازمة لدمشق لإخراج إيران

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – أكدت تقارير إعلامية بأن اجتماع جرى بين وفد من الحكومة السورية وآخر إسرائيلي في القاعدة الروسية حميميم بوساطة من موسكو، وأشارت إلى أنه خلال الاجتماع خيرت تل أبيب دمشق بين استمرار الغارات على المواقع العسكرية أو إخراج القوات الإيرانية من البلاد، في ظل نفي قاطع من قبل الحكومة السورية حول ما تردد.

تل أبيب توصل رسائلها عبر موسكو لدمشق

تقارير إعلامية ومصادر دبلوماسية غربية، أكدت أن روسيا رعت اجتماعاً الشهر الماضي، بين وفد من الحكومة السورية وآخر إسرائيلي في القاعدة العسكرية حميميم بالقرب من مدينة اللاذقية، تضمن بحث عدد من النقاط، بينها مطالبة تل أبيب بإخراج القوات الإيرانية والمجموعات المسلحة الموالية لها من سوريا.

وأفاد موقع “مركز جسور للدراسات” أن الاجتماع ضمّ من الجانب السوري مدير مكتب الأمن الوطني اللواء علي مملوك، والمستشار الأمني في القصر بسام حسن، ومن الجانب الإسرائيلي غادي إيزنكوت من الأركان، بحضور قائد القوات الروسية في سوريا ألكسندر تشايكوف.

وبحسب “جسور للدراسات”، فإن الوفد السوري طلب خلال الاجتماع، “تسهيل عودة دمشق للجامعة العربية والحصول على مساعدات مالية لسداد الديون الإيرانية ووقف العقوبات الغربية لفتح المجال أمام الحكومة السورية إخراج إيران”.

بينما كانت مطالب الجانب الإسرائيلي “إخراج إيران وحزب الله بشكل كامل من سوريا وتشكيل حكومة تضم المعارضة وإعادة هيكلة الأمن والمؤسسات العسكرية”. كون إسرائيل تعتبر أن الجهاز الأمني السوري هو أيضاً موالٍ لإيران، ويجب إعادة هيكليته بحيث يتم تسريح الموالين لإيران منها، بينما لا مشكلة ببقاء من يوالي موسكو في هيكلية المؤسسات العسكرية والأمنية. بحسب تقارير إعلامية.

وبحسب “جسور للدراسات”، فإن الاجتماع “لم ينته باتفاقات محددة، لكنه يُشكل بداية مسار تدفع روسيا باتجاهه، ويتوقع أن يشهد توسعاً كبيراً في عام 2021”.

وسبق أن ذكرت تقارير إعلامية، بأن روسيا ستعمل على التطبيع بين الحكومة السورية وإسرائيل، كون هذه الخطوة هي الوحيدة على مايبدو لإعادة تعويم النظام الحاكم في سوريا ورفع العقوبات عليها، خاصة مع قدوم الرئيس “الديمقراطي” جو بايدن إلى سدة الحكم في الولايات المتحدة.

حميميم صامتة.. والحكومة السورية تنفي

وفيما لم يصدر بعد أي بيان من القاعدة الروسية حميميم حول حصول الاجتماع أم لا، نفت الحكومة السورية بدورها بشكل قاطع حصول الاجتماع، ونقلت “سانا” عن مصدر رسمي من وزارة الخارجية قوله، “ننفي بشكل قاطع كل الأنباء الكاذبة التي تروج لها بعض وسائل الإعلام المأجورة حول حصول لقاءات سورية إسرائيلية في أي مكان”، واعتبرت الخارجية السورية أن نشر مثل هذه الأنباء هو “محاولة فاشلة من ممولي هذه الصحف للتشكيك بمواقف سورية المبدئية والثابتة إزاء الاحتلال الإسرائيلي”.

دبلوماسيون: نفي الحكومة يثبت حصول الاجتماع .. وموسكو تحرص على سماع دمشق للتهديدات مباشرة

مصادر دبلوماسية غربية تحدثت عن أن نفي الحكومة السورية حصول الاجتماع في حميميم، هو بمثابة تأكيد له في ظلّ إصرار روسي عليه واعتراضات إيرانية صريحة.

وبحسب صحيفة “العرب اللندنية” فإن المصادر كشفت “أنّ الجانب الروسي حرص على الإتيان بالإسرائيليين إلى حميميم كي ينقلوا رسالة مباشرة فحواها أن الدولة العبرية لا يمكن أن تقبل، بأي شكل وجوداً عسكرياً إيرانياً في الأراضي السورية، خصوصاً بعدما تبيّن أن إيران تمتلك صواريخ وطائرات دون طيّار تحمل قذائف بالغة الدقة”.

وذكرت المصادر ذاتها أن إسرائيل خيّرت دمشق بين استمرار غاراتها على أهداف في سوريا وبين خروج الإيرانيين منها مع تأكيد خاص على أن لا مجال، في مثل هذه الحال، لتفادي غارات على قوات “نظامية سورية”.

ونقلت المصادر عن “دبلوماسي غربي” (لم تسمه) إن موسكو حرصت على سماع ممثلي الحكومة للتهديدات الإسرائيلية بشكل مباشر، وذلك في إشارة منها إلى أنها (موسكو) “لا تستطيع منع إسرائيل من حماية نفسها من الصواريخ الإسرائيلية”.

وتشدد أوساط سياسية سورية على أن دمشق اليوم باتت أمام مفترق طرق، فإما القبول بالشروط الإسرائيلية في ظل الصمت الروسي، أو استمرار الهجمات الإسرائيلية على النقاط والقواعد العسكرية الإيرانية والحكومية المشتركة في البلاد.

إعداد: علي إبراهيم