دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

اجتماع ثالث للجنة الدستورية السورية.. تناقضات كثيرة وتوقعات بعدم حدوث خرق كبير وجوهري

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – في خضم التصعيد العسكري المستمر في منطقة “خفض التصعيد”، تعقد اللجنة الدستورية السورية اجتماعها الثالث، الاثنين، بعد قبول أطراف الصراع على السلطة في سوريا، لدعوة المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسون، الذي لم يبدي كثيراً من التفاؤل حول نتائج هامة قد تصدر عن اللقاء الجديد.

وفي أوجه تصاعد العمليات العسكرية بين طرفي الصراع في منطقة “خفض التصعيد”، واستمرار تلك الأطراف بعد العدة لمعركة جديدة، بدأت طبولها تقرع في المنطقة، تستضيف مدينة جنيف الاجتماع الثالث للجنة الدستورية السورية التي تضم “الحكومة – المعارضة – المجتمع المدني”.

آمال ورؤى متناقضة .. وأبرز الغائبين عن اللجنة

وبعد أشهر من الجمود السياسي، وفشل الجولة الثانية لاجتماع اللجنة، يأمل السوريون بأن تكون هذه اللجنة التي ترعاها الأمم المتحدة أولى الخطوات نحو الحل السياسي، وإنهاء الأزمة في البلاد. يأتي ذلك بالتزامن مع رؤى متناقضة حول اللجنة، حيث يراها البعض أنها “تعبر عن كل السوريين”، فيما يشدد آخرون أنها تعبر عن “الأطراف الرئيسية في الصراع السوري”.

ولعل من أبرز الغائبين عن اللجنة، ممثلي شمال شرق سوريا (الإدارة الذاتية)، التي يبدو أنها لن تكون مشاركة أيضاً في هذه الجولة الثالثة، وذلك بعد مساعٍ دولية ومنها أمريكية “خجولة” لأشراكهم، وسبق أن شدد المبعوث الأمريكي إلى سوريا جيمس جيفري على ضرورة مشاركة ممثلي الإدارة فيها.

تباين في آراء طرفي اللجنة

مصادر مقربة من الحكومة السورية، شككت في جدوى هذه الاجتماعات، خصوصاً مع عدم وجود توجه دولي لإنهاء الأزمة، مشيرين إلى أن “المعارضة التي ارتهنت للخارج وكانت السبب وراء احتلال الأراضي السورية لايتوقع منها أن تلتزم بأي مخرجات للاجتماع كون قرارها ليس بيدها وإنما القرارات تصدر في عواصم أخرى”.

فيما شددت مصادر مطلعة مقربة من المعارضة، بأن الحكومة السورية تسعى لإفشال الاجتماع الجديد، لاتخاذه ذريعة وبالتالي الاستمرار في مهاجمة ما وصفوها “المناطق المحررة”، وشددت على أنه لا يجب رفع العقوبات عن الحكومة حتى انخراطها في المسار السياسي وتنفيذ القرارات الأممية ذات الصلة.

“المكتوب مبين من عنوانو”

وعلق سياسيون سوريون على حديث المبعوث الأممي إلى سوريا؛ بعدم توقعه حدوث معجزة وتقدماً جوهرياً خلال الاجتماع الثالث للجنة، بأن “المكتوب مبين من عنوانو”.

مشيرين إلى أن اللجنة لن تحقق شيئاً “حتى لو اجتمعت عشرين مرة”، وقالت أن “اللجنة لطالما أنها لا تعبر عن إرادة كل السوريين، وهناك جهات مغيبة عنها، (في إشارة منهم إلى الإدارة الذاتية والمعارضة السورية الداخلية، التي عبرت سابقاً عن استيائها لعدم إشراكهم باللجنة) فإنها ستفشل.

بيدرسون متشائم .. وتوقعات ضئيلة

وخلال مؤتمر صحفي له، قبل أيان، قال غير بيدرسن، إن استئناف المحادثات بين الحكومة السورية والمعارضة في جنيف، لن يحقق تقدماً جوهرياً سريعاً، لكنه أعرب عن أمله أن يكون بداية لعملية طويلة الأجل.

وخلال تصريحات خاصة لشبكة “أوغاريت بوست”، قالت العضوة في اللجنة عن قائمة “المجتمع المدني”، الدكتورة سميرة المبيض، أن “إعادة تفعيل العملية الدستورية (..) يعتبر خطوة ايجابية لكن لا يمكن توقع منجزات كبيرة”.

وشددت على أن “السوريون بحاجة لدستور جديد.. فالدستور الحالي لا يناسب المستقبل المنشود لسوريا”.

وحول السبيل للتوصل لحلول منطقية لحل الأزمة السورية، رأت المبيض، “أن الحل المنطقي للأزمة في البلاد هو عبر تشكيل هيئة حكم انتقالية بعيداً عن مجرمي الحرب، تعمل على ضمان مصالح السوريين (..) وصولًا الى انتخابات نزيهة وشفافة”.

إعداد: ربى نجار