أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – تساءل محللون سياسيون عن السبب الذي ترغب فيه روسيا من تركيا تخفيض قواتها وعدد نقاطها العسكرية في منطقة “خفض التصعيد”، حيث شدد محللون أن موسكو تفكر في السيطرة على إدلب بشكل كامل، لكن القوة العسكرية التركية فيها تحول دون ذلك.
ولتركيا 68 نقطة وقاعدة عسكرية في مختلف مناطق “خفض التصعيد”، وذلك خلافاً لما نص عليه اتفاق “خفض التصعيد” الموقع بين تركيا وروسيا وإيران في تشرين الأول/أكتوبر 2017، حول إنشاء القوتين الرئيستين بالصراع السوري لـ12 نقطة لكل منهما في المنطقة لمراقبة وقف إطلاق النار.
إدلب تتحول لقاعدة عسكرية تركية ضخمة
وأدخلت القوات التركية منذ إبرام اتفاق وقف إطلاق النار مع روسيا حول إدلب في آذار/مارس الماضي أكثر من 6135 آلية وشاحنة عسكرية بالإضافة لآلاف الجنود، إلى منقطة “خفض التصعيد”.
فيما وصل إجمالي تعداد الآليات والشاحنات العسكرية التركية التي دخلت منذ شباط/فبراير الماضي وحتى 17 من أيلول/سبتمبر الجاري، أكثر من 9650 شاحنة وآلية، تحمل دبابات وناقلات جند ومدرعات و”كبائن حراسة” متنقلة مضادة للرصاص ورادارات عسكرية، فيما بلغ عدد الجنود الأتراك الذين انتشروا في إدلب وحلب أكثر 12800 ألف جندي تركي. بحسب حصيلة للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
موسكو تطالب بتخفيض النقاط العسكرية.. وأنقرة توافق على سحب العتاد الثقيل
وكشفت وكالة “سبوتنيك” الروسية، أن الوفد الروسي الذي اجتمع بمسؤولين أتراك في العاصمة التركية أنقرة، تقدم باقتراح تخفيض عدد نقاط المراقبة التركية في إدلب، لكن أنقرة رفضت بشدة.
وقالت المصادر الروسية أن “الوفد الروسي التقني تقدم خلال الاجتماع الذي عقد الثلاثاء الماضي، في مقر الخارجية التركية مقترحاً لتخفيض عدد نقاط المراقبة التركية في إدلب، إلا أنه لم يتم التوصل إلى تفاهم بهذا الشأن”.
وتابع المصدر: “بعد رفض الجانب التركي سحب نقاط المراقبة التركية وإصراره على إبقائها، تقرر تخفيض عدد القوات التركية الموجودة في إدلب وسحب الأسلحة الثقيلة من المنطقة”. وذلك في خطوة أقلقت المعارضين السوريين، الذين رجحوا أن تكون تركيا قد وافقت على تقديم المزيد من المناطق لروسيا.
وبحسب ما نقلته الوكالة الروسية، فإنه “تم خلال اجتماع الوفدين العسكريين التركي والروسي بحث آلية تقليص عدد القوات التركية وسحب المعدات العسكرية الثقيلة من المنطقة”، وذلك خلال لقاءهما في مقر الوزارة في أنقرة لبحث الأوضاع في إدلب.
شبح المواجهات يعود من جديد
تقارير إعلامية سلطت الضوء على المطلب الروسي، وقالت أن المواجهات العسكرية قد تعود مجدداً في إدلب، مع طلب موسكو من أنقرة تقليص نقاطها في المحافظة، تلك النقاط التي تطالب موسكو بإزالتها، قد تكون مسرحاً جديداً لعمليات عسكرية بالتوافق مع أنقرة.
وتشير التقارير إلى أن المطلب الروسي يوحي أيضاً بأن إدلب باتت أمام استحقاق خطير، بعد موافقة أنقرة سحب آلياتها العسكرية الثقيلة وتخفيض عدد قواتها، حيث أن العتاد العسكري التركي الثقيل هو السبب في عدم شن روسيا والحكومة السورية لعملية واسعة في إدلب، وبسحب أنقرة لها، كأنها تقول لهم “تفضلوا هذه المناطق لكم”.
مخاوف شعبية.. إدلب إلى أين ؟
وتتزايد المخاوف الشعبية في إدلب من عملية عسكرية جديدة، بعد التصعيد العسكري الأخير للقوات الروسية الذي طال العمق الإدلبي وبالطائرات الحربية، التي غابت عن المشهد منذ أشهر في تلك المناطق، وما زاد المخاوف لدى الأهالي رفض القوات الروسية قبل يومين تسيير دورية مشتركة مع الأتراك على M-4، إضافة إلى إرسال قوات الحكومة تعزيزات عسكرية إلى خطوط التماس مع فصائل المعارضة المسلحة جنوب وشرق إدلب.
اجتماعات عقدت بين طرفي الصراع الرئيسيين وتطورات عسكرية حدثت، تلقي بظلالها على المنطقة وعلى مصير اتفاق وقف إطلاق النار الذي لطالما وصف “بالهش”، والسؤال القائم هنا يبقى “إدلب إلى أين؟”.
إعداد: علي إبراهيم