أوغاريت بوست (مركز الاخبار) – دخل اتفاق وقف إطلاق النار في مناطق “خفض التصعيد” يومه الـ32 توالياً، وسط مواصلة القوات الحكومية والمعارضة السورية بخروقاتها بين الحين والآخر، فيما ترد تقارير عن نية القوات الحكومية شن عملية عسكرية في مناطق من ريف إدلب واللاذقية.
يأتي هذا في ظل مواصلة القوات التركية باستقدام تعزيزات عسكرية ضخمة لمحافظة إدلب، وانتشار قسم كبير منها مع مئات الجنود الأتراك على خطوط التماس مع المناطق التي تسيطر عليها القوات الحكومية السورية والمجموعات الموالية لها، ما يشير حسب متابعين للشأن السوري أن تركيا تعلم جيداً أن هذه الهدنة آنية ولن تدوم طويلاً.
ورسيا وتركيا تسجلان خروقات للهدنة
ولم تتحدث وزارتي الدفاع الروسية والتركية منذ أسابيع عن تسجيلها لخروقات لاتفاق وقف إطلاق النار في إدلب، بالرغم من استمرارها بشكل شبه يومي من قبل طرفي الصراع، لكن الطرفين أعلنا مساء الأثنين، تسجيلهما لعدة خروقات من قبل الفصائل المعارضة والحكومة السورية بمحافظة إدلب واللاذقية، وذلك في دلالة إلى ارتفاع حدة التوتر العسكري في تلك المناطق.
بنود اتفاق موسكو حبر على ورق
وإلى تاريخه لم تنفذ بنود اتفاق موسكو الموقع بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان حول إنشاء ممر آمن على الطريق الدولي M-4، ولا إبعاد الفصائل من عليه لتسيير دوريات مشتركة، ويقول خبراء روس أن المماطلة التركية قد تؤدي إلى إطلاق العمليات العسكرية من جديد، وتعهدات تركيا هي “حبر على ورق”.
هدوء ما قبل العاصفة
وعن الأوضاع في مناطق “خفض التصعيد” واحتمال عودة المعارك، أجرت شبكة “أوغاريت بوست” الإخبارية حواراً مع رئيس المكتب السياسي لفرقة المعتصم التابعة لـ “الجيش الوطني السوري” مصطفى سيجري، والذي وصف الأوضاع في إدلب “بالهدوء ماقبل العاصفة”، مشيراً إلى أن الهدف القادم للقوات الحكومية هو جبل الزاوية وتلال الكبينة الاستراتيجية وجسر الشغور.
واعتبر أن اتفاق موسكو هو “لترحيل الخلاقات القائمة حول مستقبل إدلب وشمال سوريا بين تركيا وروسيا”، وأضاف أن روسيا والقوات الحكومية وحلفائها تتجهز لتنفيذ المزيد من الهجمات للسيطرة على مناطق أخرى. موضحاً عدم ثقتهم بروسيا “التي أثبتت أنها لاتفي بوعودها”. حسب سيجري.
وشدد رئيس المكتب السياسي “لفرقة المعتصم” التابعة للمعارضة السورية، أنه في حال أي “عدوان قادم” للقوات الحكومية على المناطق التي يجري الحديث عنها على أنها ضمن الأهداف الحكومية مستقبلاً، فإنهم سيقومون “بشن عملية عسكرية واسعة لاستعادة كل ما خسرناه في الفترة الأخيرة وطرد عصابات الأسد والمجموعات الإرهابية إلى خلف نقاط المراقبة التركية كمرحلة أولى”.
لا انفراج في الأزمة السورية
وعن الدعوات الأممية لوقف إطلاق النار في سوريا والحل السياسي في البلاد، رأى سيجري أن “كل المؤشرات لا تدل على انفراجة قريبة في الملف السوري”، وقال أنهم يدعمون الحل السياسي إلا “أن النظام وحلفاؤه لا يؤمنون إلا بالحل العسكري، والدعوات الأممية ما لم تكن مدعومة بإرادة حقيقية من الدول الكبرى وتحت الفصل السابع فلن تكون دعوات ذات قيمة حقيقية”.
إعداد: ربى نجار