أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – بالرغم من عدم إعلانها رسمياً، ألا أنه يبدو واضحاً أن القوات الحكومية السورية استأنفت عملياتها العسكرية في محافظة إدلب، حيث لوحظ خلال الأيام الماضية تصاعد الخروقات والاستهدافات من قبل القوات الحكومية على نقاط تمركز فصائل المعارضة بريف إدلب الجنوبي.
وللمرة الأولى خلال 61 يوماً من اتفاق وقف إطلاق النار في إدلب، حاولت القوات الحكومية السورية التسلل على محور الرويحة جنوب المحافظة، بالتزامن مع حدوث اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية والمعارضة، في محاولة من الأخيرة التصدي لها.
اتفاق روسي تركي جديد
مصادر خاصة تحدثت لشبكة “أوغاريت بوست الإخبارية”، أن روسيا تسعى لضرب نقاط نفوذ المعارضة السورية في المناطق الجنوبية من إدلب، والحديث يدور حول جبل الزاوية بالإضافة لجسر الشغور، هذه المناطق التي لو تم تأمينها سيؤمن بالتالي قاعدة حميميم من أي هجمات مستقبلية، إضافة لإجبار قوات المعارضة على القبول بالاتفاق الروسي التركي الأخير والذي ينص على إنشاء ممر آمن على طول الطريق الدولي M-4، وتسيير دوريات عليه بشكل دوري، وكل ذلك بموافقة تركية.
وأشار تلك المصادر، إلى أن المقترح الروسي الذي تم مناقشته خلال محادثات روسية تركية (لم يعلن عنها) شددت موسكو على وجوب تأمين الاتستراد الدولي لأن المماطلة التركية لم تعد مقبولة من قبل الكرملين، وبدء القوات الروسية بإنشاء نقاطها العسكرية على الجانب الذي ستتولاه من M-4.
ضوء أخضر تركي لضرب “تحرير الشام”
وخلال المناقشات أوضح الجانب التركي أنهم لا يستطيعون الدخول في حرب مع فصائل المعارضة بسبب تنفيذ بنود الاتفاق، وخاصة مع هيئة تحرير الشام/جبهة النصرة، وذلك لعدم فقدان الفصائل الأخرى لثقتها بهم. الذي سينظر إليه على أنه دخل في حرب مع أكبر الفصائل المعارضة (تحرير الشام) وأقواها في سبيل تنفيذ بنود اتفاق مع جهة تعتبرها الفصائل “عدو”.
ولفتت المصادر الخاصة بأوغاريت بوست “أن الاتفاق تم على شن روسيا لعملية عسكرية في مناطق جنوب إدلب بهدف ضرب نقاط قوة المعارضة، وإخضاعها للقبول والالتزام باتفاق موسكو والانسحاب من محيط الممر الآمن”.
ووردت معلومات عن أن “تحرير الشام” تواصل دعمها لحركة التظاهرات والاعتصامات على الطريق الدولي M-4، بالتزامن مع زيادة عدد الفصائل الرافضة للاتفاقات بين روسيا وتركيا، حيث تعمل الهيئة على شدهم لجانبها لتشكيل حالة رفض عامة لما تتفق عليه موسكو وأنقرة حول إدلب.
أنقرة استبعدت الدخول في حرب مع الهيئة
وسبق أن استبعدت مصادر تركية تحدثت “للشرق الأوسط”، أن تنفذ أنقرة عملية عسكرية موسعة ضد “تحرير الشام” في إدلب من أجل تنفيذ تعهداتها بموجب الاتفاقات والتفاهمات مع روسيا التي تعهدت فيها تركيا بإنهاء وجود “الهيئة” لروسيا. وذلك لإبعاد الشبهات عنها في حال قامت روسيا بعمليتها المرتقبة (حسب مصادر أوغاريت بوست الخاصة).
وأشارت المصادر التركية إلى أن العمل العسكري ضد “تحرير الشام” في هذا الوقت “يعد أمراً صعباً في ظل تغلغل الهيئة في المدن والقرى الإدلبية”، ورأت أن أنقرة قد تنفذ عمليات لمحاصرة “تحرير الشام” وقطع الإمدادات اللوجستية عنها بالتعاون مع فصائل المعارضة الموالية لها.
مواجهات محتملة
وحول احتمالية وقوع مواجهات بين الجيش التركي وفصائل المعارضة، خاصة بعد تسرب معلومات عن اتفاق روسي تركي حول إخراج “الهيئة” من منطقة الممر الآمن، رجح موقع “ميدل إيست مونيتور” الأمريكي أن مواجهة محتملة ستحدث بين القوات التركية وفصائل المعارضة، بسبب رفض الفصائل الخروج من المنطقة المتفق عليها بين موسكو وأنقرة، إضافة إلى استمرار دعم الهيئة للتظاهرات وحركات الاعتصام على الـM-4.
إعداد: علي إبراهيم