دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

إيران في مرمى النيران الإسرائيلية بسوريا.. “بالتنسيق” مع “الإحداثيات الدقيقة” من الجانب الروسي

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – كثيراً ما يتساءل محللون سياسيون ومتابعون للشأن السوري، عن السبب في عدم التدخل الروسي بمنظوماتها الدفاعية المتطورة في التصدي للهجمات الإسرائيلية التي تطال مواقع عسكرية للقوات الحكومية والإيرانية على الأراضي السورية، مشيرين إلى إمكانية تواطؤ روسي للحد من النفوذ الدور الإيراني في سوريا.

هجمات مكثفة.. ولا تحرك من قبل روسيا

وكثفت إسرائيل هجماتها سواءً بالصواريخ أو الطائرات الحربية أو المروحيات، على نقاط عسكرية تابعة للقوات الحكومة السورية يكون التواجد الإيراني فيها أكبر، خاصة مع بداية العام الجاري، حيث كثفت تل أبيب هجماتها من الأجواء السورية وخارجها على التموضع العسكري الإيراني في البلاد، دون أي تحرك أو تدخل روسي الذي يطفئ راداراته ومنظوماته الدفاعية قبيل أي هجوم إسرائيلي بحسب صحيفة “هآرتس” العبرية.

وخلال اليومين الماضيين، شنت إسرائيل هجمات على مواقع ومستودعات أسلحة وصواريخ تعود للقوات الإيرانية داخل المواقع العسكرية التابعة للحكومة السورية، حيث طال القصف لأول مرة مناطق بالقرب من اللاذقية التي لا تبعد سوى بضع كيلومترات عن قاعدة حميميم العسكرية الروسية، إضافة لمواقع عسكرية في ريف حماة الغربي، ما أسفر عن مقتل وإصابة ما لا يقل عن 20 شخصاً بينهم مدنيون بحسب إحصائية للمرصد السوري لحقوق الإنسان.

هجوم جديد على مواقع “سرية” لحزب الله بالقرب من الجولان

وبعد ذلك الهجوم بأقل من 24 ساعة، ذكرت وكالة الأنباء الحكومية السورية “سانا”، أن عدواناً إسرائيلياً جديداً طال قرية مناطق من محافظة القنيطرة، فيما كشفت مصادر خاصة لشبكة “أوغاريت بوست” الإخبارية، أن المواقع المستهدفة هي “لحزب الله” اللبناني الموالي لإيران في ريف القنيطرة بالقرب من الجولان السوري.

وبحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، فأن الضربات الإسرائيلية استهدفت مواقع عسكرية قرب الجولان يتواجد بها عناصر من “حزب الله”، وأوضح المرصد أن “مروحية إسرائيلية قصفت بعد منتصف ليل الأربعاء-الخميس نقطة عسكرية يتواجد بها عناصر يتبعون سرايا الاستطلاع والرصد في حزب الله اللبناني، في محيط بلدة جباتا الخشب”، حيث جرى استهداف النقطة بصاروخين، وأسفر الاستهداف عن جرح ثلاثة عناصر، وتابع المرصد أنه جرى استهداف نقطة عسكرية أخرى في محيط تل الشعار أيضاً.

إحداثيات دقيقة.. كيف تحصل إسرائيل عليها ؟

والغريب في الموضوع، أن المناطق التي تستهدفها إسرائيل، هي سرية، وتم إنشائها بسرية تامة من قبل القوات الإيرانية والفصائل المسلحة الموالية لها، وتشير التقارير الإعلامية إلى أن قوات الحكومة ممن هم موالون لإيران وروسيا فقط على علم بتلك النقاط العسكرية السرية، متسائلين عن كيفية حصول تل أبيب على الإحداثيات الدقيقة لتلك المواقع وقصفها.

صحيفة “القدس العربي” قالت على لسان أحد الضباط المنشقين عن الحكومة السورية، أن الضربات الإسرائيلية، تأتي لتحذير “قائد اللواء 90” حسين حموش، من مغبة التعامل مع حزب الله اللبناني، وأشار إلى أنه بالنسبة للضربات الإسرائيلية الأخيرة فإن الرسالة منها أن هذا اللواء لم يعد تابعاً لقوات الحكومة السورية. بمعنى أن إسرائيل ستستهدفه بعد أن تحول لموقع عسكري تابع للقوات الإيرانية.

ورجح المصدر العسكري “المنشق” أن “التصعيد وارد في الأيام المقبلة، لأن الإسرائيليون ربما يتحولون لحرب محدودة في القنيطرة ودرعا والسويداء بعمق 10 كيلومترات على طول الجبهة 74 كيلومتراً، أي اجتياح اللواء 90 واللواء 60”.

بالتنسيق مع روسيا.. إسرائيل تضرب إيران في سوريا

بالتزامن مع ذلك، كشفت صحيفة “إسرائيل اليوم”، بإنه بالتنسيق مع روسيا ستعمل إسرائيل على ملاحقة التموضع الإيراني في سوريا ولبنان، وأشارت الصحيفة إلى “تنسيق الأجهزة الروسية الإسرائيلية لاستهداف مواقع سرية للإيرانيين في سوريا”، ولفتت الصحيفة إلى أن “التموضع الإيراني في سوريا بدأ يتراجع، لكن طهران تستمر في مساعيها لتثبيت نفوذها في سوريا حيث تنقل طهران تقنيات قتالية متطورة لسوريا وتضعها بالقرب من الحدود الإسرائيلية”.

وأكدت الصحيفة أن إسرائيل مع الخطوات الأمريكية لعقد اتفاق نووي مع إيران، فإنها ستعمل بحرية كاملة في سوريا لضرب النفوذ والتواجد الإيراني في سوريا. ما يعني بحسب متابعين أن إسرائيل بدأت تعتمد على المعلومات الروسية في ضرب إيران داخل سوريا.

إعداد: ربى نجار