دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

إيران تجند السوريين بدير الزور تحت مسمى “التسويات” .. والهدف توسيع النفوذ ومواجهة روسيا

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – بعد الانتهاء من عمليات “التسوية” في محافظة درعا جنوب سوريا، وإعادة القوات الحكومية سيطرتها على المحافظة لأول مرة منذ عام 2011، بدأت الحكومة السورية “بتسويات” في محافظة دير الزور، وسط الحديث عن وقوف إيران وراء هذه العمليات خدمة لمصالحها ومستغلة فقر السوريين في تلك المناطق.

إيران وغيرها من الأطراف المتدخلة في الأزمة السورية، عملت خلال سنوات الحرب على استغلال الفقر المدقع الذي وصل إليه السوريون لتجنيدهم عبر إغرائهم بالأموال و السلل الغذائية، خدمة لمصالحها وأجنداتها، حيث دفعت إيران، قوات الحكومة السورية إلى الإعلان عن إجراء “تسويات” في دير الزور للمطلوبين و الفارين من الخدمة الإلزامية.

آلاف الأشخاص جندوا لصالح إيران تحت مسمى “التسويات”

مصادر خاصة لشبكة “أوغاريت بوست” الإخبارية، كشفت أنه حتى يوم الثلاثاء الماضي، فأن عدد من تمت تسوية أوضاعه وصل لأكثر من 4 آلاف شخص، وشملت هذه التسويات المطلوبين أمنياً والفارين من الخدمة العسكرية والذين لم يلتحقوا بعد بهذه الخدمة سواءً الاحتياطيين أو المكلفين.

بدورها قالت وكالة الأنباء الحكومية “سانا” أن عمليات التسوية تجري في مدينة الميادين جنوب شرق دير الزور، وأن المئات يتوافدون للمركز لتسوية أوضاعهم.

ومن المعلوم أن مدينتي الميادين و البوكمال هي مدن تسيطر عليها قوات “الحرس الثوري الإيراني” والمجموعات المسلحة التابعة لها، ولا شيء يحصل في تلك المدن إلا بموافقة إيرانية.

بروباغندا إعلامية .. واستغلال “فقر السوريين”

العديد من التقارير الإعلامية وصفت تلك “التسويات” “ببروباغندا إعلامية” كي تظهر الحكومة نفسها على أنها “منتصرة” في النزاع المسلح على السلطة بعد أكثر من عقد من الحرب والعمليات العسكرية التي أدت لدمار كبير في البلاد و تشريد الملايين داخلياً وخارجياً.

فيما أكدت مصادر خاصة تحدثت لشبكة “أوغاريت بوست” الإخبارية، أن هذه “التسويات” تقف ورائها إيران، حيث تستغل إيران ذلك لتجنيد من تمت تسوية أوضاعه في صفوفها، وذلك عبر الدفع بوجهاء عشائر محلية على رأسهم “نواف راغب البشير شيخ قبيلة البقارة في دير الزور” إضافة إلى “مهنا فيصل الفياض شيخ عشيرة البوسريا غربي دير الزور”، “وفيصل الكسار شيخ عشيرة الجغايفة في قرية الهري، وجمال الحردان أحد وجهاء عشيرة الحسون في قرية السويعية في ريف دير الزور”.

وقالت المصادر أن إيران تعمل على إغراء الشبان الذين تمت تسوية أوضاعهم عبر دفع رواتب شهرية تصل لـ 300 ألف ليرة سورية (أقل من 100 دولار أمريكي) إضافة لسلل غذائية، لدفعهم نحو “التشييع” وليكونوا في صفوفها لاستخدامهم في حماية نفوذها في البلاد من روسيا و الولايات المتحدة والتحالف.

وكشفت المصادر أن القوات الإيرانية والمجموعات المسلحة الموالية لها، تعمل على إدراج مناهج دراسية تكرس ما أسموها “ثقافة التشييع”، إضافة لاستحداث مراكز “اللطميات” في ريف المحافظة، وإجبار الأهالي على المشاركة فيها، وشددت المصادر على أن إيران من خلال تقديم إغراءات مالية للشبان والرجال في المنطقة تسعى لتوسيع نفوذها ضمن الأوساط الشعبية، عبر استغلال الأزمة الاقتصادية التي تمر بها تلك المناطق، كما تهدد إيران بأن كل من يرفض الانضمام إليها سوف يعتقل ويطارد أمنياً من قبل الأجهزة الأمنية السورية.

تنفيذ عمليات عسكرية تحت مسمى “المقاومة الشعبية”

كما قالت المصادر (التي تتحفظ “أوغاريت بوست” على نشر أي معلومات عنهم لدواعي أمنية وخوفاً على حياتهم وتعرضهم للاعتقال)، بأن هؤلاء سيتم أيضاً استخدامهم لتنفيذ عمليات عسكرية ضد قوات سوريا الديمقراطية و التحالف الدولي، عبر زجهم بتلك المناطق، تحت مسمى “المقاومة الشعبية”، إضافة لمواجهة التوسع والنفوذ الروسي في سوريا.

وأكدت المصادر الخاصة، أن العشرات من الشبان من أبناء دير الزور والبعض منهم كانوا في صفوف “الدفاع الوطني” رفضوا إجراء التسويات و الانضمام إلى المجموعات المسلحة الإيرانية، وفروا نحو مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، على الرغم من وعود الإيرانيين بأن أحوالهم الاقتصادية ستتغير وسيتم منحهم الحصانة الأمنية ضد المطاردة والاعتقال.

وتحاول إيران مجابهة النفوذ الروسي في سوريا، عبر التمدد داخل البلاد من خلال تجنيد المواطنين السوريين و “تشييعهم”، حيث باتت طهران تدرك حقيقة أن موسكو متواطئة مع إسرائيل والولايات المتحدة لطردها من الأراضي السورية، وأن تلك الأطراف تعمل على أن لا يكون لها أي دور في مستقبل البلاد.

إعداد: رشا إسماعيل